يشهد مهرجان الكُتّاب والقرّاء، في نسخته الثانية، الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة، في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، إقبالاً غير مسبوق من الزوار مواطنين ومقيمين صغاراً وكباراً، سواء من داخل منطقة عسير أو من خارجها.
وتكتظ مناطق المهرجان بآلاف الزوار يوميا، وسجلت أجنحة الجهات المشاركة ازدحاما كبيرا، خصوصا مع بدء طلاب وطالبات التعليم العام بمدارس البنين والبنات بمناطق ومحافظات المملكة ثاني إجازة مدرسية مطولة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي 1445هـ وهي إجازة منتصف الفصل والتي تستمر لمدة تسعة أيام.
ويستمتع زوار المهرجان بالفعاليات المتنوعة والثرية خلال المهرجان الذي يستمر لمدة أسبوع، ويقضون وقتا ممتعا متنقلين بين فعالياته وأنشطته وأجنحته المختلفة، كما يستمتعون ويتناولون المشروبات المفضلة والأطعمة المتنوعة، حيث يشهد المهرجان تفاعلا أدبيا وثقافيا ومجتمعيا خلاقا يظهر ما تتمتع به المملكة من موروث أدبي وثقافي وتراثي.
ويستقبل المهرجان الزوار وسط تنظيم واستقبال مميز لهم في أربع مناطق، هي الصرح، والمطل، والفناء، والدرب، والتي تحتضن فعاليات المهرجان التي تناسب جميع الأعمار، وسجلت هذه المناطق إقبالا وتفاعلا كبيرين من الزوار، حيث يتيح المهرجان فعاليات عديدة ومتنوعة تلبي اهتمامات الزوار بفئاتهم وميولهم المختلفة، فمحبي الأمسيات الشعرية يجدون ضالتهم في ثلاث أمسيات شعرية يتضمنها المهرجان على المسرح الرئيسي في منطقة الصرح، وكذلك الأمسيات الغنائية اليومية على المسرح نفسه حيث يصدح الفنانون والفنانات بأغانيهم في حفلات غنائية مميزة، وتنفد تذاكر هذه الحفلات مبكرا.
ويوفر المهرجان فعاليات للمهتمين بالأدب من خلال 7 أمسيات أدبية ومناظرات يشارك فيها النقاد والأدباء من داخل وخارح المملكة، حيث يستقطب المهرجان أبرز الأدباء والمثقفين والشعراء السعوديين والعرب، لتقديم إنتاجهم لجمهور منوع وشغوف من مختلف شرائح المجتمع، إضافة إلى فعاليات المسرح من خلال مسرحية “اللوحة الأكبر”، ومسرحية “رسم طلل”، ومسرحية السويدي”.
وجذب المهرجان عبر برنامجه الثقافي الشامل والمنوع الذي ينطلق من الأدب إلى مختلف القطاعات الثقافية الزوار للاستمتاع بتجربة ثرية ومثيرة مع الأنشطة الإبداعية التي تشمل جلسات حوارية، وقصائد بين الطرق، ومنصة الفن والأقصوصة، وتحديات وتجارب تفاعلية أدبية، بالإضافة إلى مناطق أخرى للتفاعل مع الزوار تهدف إلى زيادة معرفتهم، كمنطقة الأطفال والمغامرين الصغار، ومساحة العروض السينمائية، وحديقة المطل “الفناء”، وممشى الأدب، والجداريات التي ستزين الممشى بالتعاون مع بلدية محافظة خميس مشيط.
ويجد محبو الكتب ما يبحثون عنه في معرض الكتاب المصغر الذي وفره المهرجان، حيث يوجد إقبال كبير على شراء الكتب، كما يستمتع الزوار بالموروث الثقافي للمملكة عموما ومنطقة عسير خصوصا بعروض الفرق الأدائية التي تقدم ألوانا مختلفا من الفنون التراثية طوال أيام المهرجان، في حين تزدحم منطقة الفناء حيث الترفيه والمطاعم والمقاهي بالزوار طوال اليوم، للاستمتاع بكل الفعاليات التي أسعدت الزوار.
ويعكس الإقبال الكبير من الزوار على المهرجان مدى تنوع الفعاليات من ثقافة وأدب وشعر وفنون وترفيه وحرف يدوية وتراثية وغيرها، وحسن التنظيم والاستقبال المميز للزوار، ما يجعل المهرجان بنسخته الثانية فضاء واسعا يلبي اهتمامات وميول كل الزور.