ماذا لو أتفق الأخيار الكبار من المثقفين والمشائخ والأعيان في المحافظتين وأستبعدوا أصحاب الآراء الغير جيدة، واتفقوا على مشروع طلب إنشاء جامعة تخدم الجميع، ثم تواصلوا بمكتب إستشاري يساعدهم في رسم الخطة العامة والحصول على بيانات عدد الدارسين وجنسهم. والأمر ليس صعباً ومعقداً كما يصوره البعض، الدولة لم تقصر أبداً وجاهزة، المطلوب مبنى على شكل به مجموعة غرف لتصبح هي البداية بكليتين للبنات على أن يتوسع العمل لاحقاً ليشمل جميع الدارسين من الجنسين..
في الأردن رأيت جامعات عبارة عن فيللا عادية في قرىً بسيطة..
سألت أحد الأصدقاء وأخذت رأيه حول الجامعة، فأعطاني تاريخ لم يعد له أهمية، وقلت له الظروف تغيرت وما فعلناه سابقاً من خربطة وتعطيل واجتهادات لم يعد لها قيمة ونحن اليوم نوشك على المغادرة النهائية وترك المكان والزمان والطلاب والبيوت والمناكفات، ولن يصلنا في ذلك المكان المظلم أي خبر عن ما تم بخصوص الكليات أو غيرها.. والله المستعان.
الجهات الإدارية بالمنطقة وفي الوزارات لديها تصور كامل ورصد دقيق لسلوك واتجاهات وتصرفات الناس بكل محافظة ومدى تفاعلهم نحو بناء نواحيهم ومؤسسات أبنائهم وعن اهتمامهم بتطوير مكانهم.. صحيح لن يقولوا لأي محافظ إن الناس حولك غير جديرين ببناء أنفسهم، لكن الجهات التعليمية والإدارية سيضعون الأولوية لمن يبادر ويهتم بالمصلحة العامة وليست الخاصة، وحين يرون المناكفات يتركون أصحابها ويتجهون لمساعدة الجاهزين للتنمية ويضعون في الخطط المتوسطة والبعيدة كل من لا يواكب اليوم المسير العام للبناء والتقدم .. التعليم والشباب أغلى ثروة والتضحية بمستقبلهم جريمة وذنب يتحمل وزره من يعرقله بأي سلوك أو طريقة..
قد يقول قائل معلوماتك قديمة والموضوع حُسم مسبقاً ومعتمد ومحدد موقعه وحجمه، فأقول له ذلك شأن آخر، وسيأتي، لكن ما ذكرته مختلف، وهو تدخل سريع يقنع المسؤول بأن القريتين وما حولهما لديهم وعي إنساني ومعرفي وتحمل للمسؤولية الوطنية والإخلاقية تجاه أبناءهم وبناتهم..
وجدت أناس من المحافظتين بدأ ينتابهم الندم على مافات حتى فيما يخص تعليم أبناءهم وإدارة عوائلهم وأموالهم..،، لكن ما الفائدة، إذا فات الفوت ما ينفع الصوت..
تقبل الله صيامكم ..
التعليقات 1
1 pings
د.سعد
01/04/2024 في 2:48 م[3] رابط التعليق
كلام جميل من إنسان مثقف وأعتقد أن الجيل الحالي الواعي لن يعارض مثل هذه الأفكار التنموية. زمن المناكفات ولّى والجيل الحالي يدرك أهمية التعاون والتكاتف .. حتى وإن كان لايزال هناك بقية باقية من أصحاب تلك الأفكار القديمة فالأمل كبير في أبنائهم المتنورين ليشرحوا لهم أهمية التعاون لتحقيق الأهداف التنموية التي تخدم أبناءنا وبناتنا.
(0)
(0)