أثناء جولتي في مهرجان البن والذي أُقيم برجال ألمع خلال شهر فبراير الماضي، والذي أقامته جمعية البن التعاونية ألتقيت بالمؤرخ الأستاذ علي عائض ال موسى- مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية البن الأسبق بعسير وعضو الجمعية السعودية للدراسات الاثرية/ومدير شركة النباتات المدارية للزراعة، والذي كان له دوراً بارزاً بالتعريف عن البن وتاريخ زراعته في عسير .
وقد أختص صحيفة الرأي بنشر مقالاً كتبه عن تاريخ البن في المنطقة قال فيه :
نشأ البن منذ بدء الخليقة حيث تفيد الروايات والأسانيد ان البن شجرة غرست في الجنة غرسها ٧٠الف ملك ولما أهبط آدم لعرفات أنزل الله جبريل معه شجرة القهوة وغرست في وادي نعمان من يمن الكعبة وكان يشكو ألما في رأسه فبري بإذن الله وسميت شجرةالسلوان للسلوان عما كان فيه من النعيم، وكما ذُكر في بعض الكتب أن نبي الله داوود هو أول من زرعها ووقف على خواصها ووردت في الكتاب المقدس الأصحاح السابع عشر من سفر صموئيل الثاني، ووجدنا من أعزى ظهورها لنبي الله سليمان عليه السلام وأنه نزل بقوم فلم يستقبلوه وأبلغوه أن به الداء الكبير فنزل جبريل وأبلغ النبي سليمان أن يأمر الجن بإحضار القهوة من اليمن وطبخت لهم وسقوها فبرأوا، وقيل في عهد لقمان الحكيم والاسكندر المقدوني والحديث عن ذلك يطول.
وأما تاريخ زراعة القهوة في رجال ألمع فإنه يرجع لحقب تاريخية بعيدة ولئن ذكر البن في اليمن فإن المقصود به الإتجاه عن الكعبة المشرفة فما أيمن عنها سمي يمناً وما أشأم عنها كان شاماً وليس المقصود به اليمن الشقيقة فكانت تعرف بمملكة سبأ وحمير، ووقفنا على مزارع تعود أعمارها ٢٠٠ عام فأكثر كما أن الوثائق والمراجع والمصادر التاريخية والروايات المتواترة تؤكد ذلك، يقول السير كينهان في كتابه الموسوم بعسير قبل الحرب العالمية الاولى بأن بلدة رجال برجال المع تعد من اهم الأسواق في عسير وتنتشر على التلال المجاورة لها حقول البن وذكر في موضع آخر عند تحدثه عن قبيلة بني زيد أن البن يزرع في التلال بكثرة وكذلك المؤرخ هاشم النعمي عندما تحدث عن إشتهار جبل قيس بزراعة البن، ويعد جبلا بني بكر – صلب- وبني جونة من أكثر السفوح الجبلية التي تشكلت عليها غابات البن في حقول سندسية منضدة ووجدنا أن الامير عبد الوهاب المتحمي أمير عسير أهدى للإمام سعود بن عبد العزيز في العام١٢١٩ هجري مائة قنطار من القهوة عند زيارته، كما أن الرحالة بوركهارت عندما تحدث عن بدو الحجاز الى أن قال وفي تلك الاماكن “مشيراً إلى عسير ” تنتشر زراعة البن بشكل واسع وغيرها من أقوال المؤرخين المعتبرة وكان يصدر عن طريق ميناء القحمة والقنفذة للدول المستهلكة ويعد آنذك من أهم السلع التجارية ويتهاوى التجار على أسواق المحافظة ويستبشرون بشراءه في مواسم إنتاجه لنقله لإسواق أخرى كبيشة وأبها وخميس مشيط وغيرها ومن ثم نقله شرقاً.
وتعد رجال ألمع مهداً لزراعة البن منذ القدم لإعتدال مناخها وعذوبة ماءُها ووقوعها ضمن حزام البن وكانت أصنافه محلياً عبارة عن اربعة أنواع عديني، شبرقي، حرجي ودوائري .
ومن رجال ألمع تشير الروايات المتواترة أنه أنتشر عبرها لأماكن متعددة ونتمنى أن يكون لشركة القهوة السعودية كما هو مأمول منها حضوراً بارزاً وعقد الشراكات مع المزارعين لإكثاره وإعادة المزارع البائدة وتوفير مصادر أكثر للمياه وإعادة هذا الارث الزراعي والثقافي والرافد الوطني المهم.
وختاماً نشكر صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال أمير عسير الذي له اليد الطولى في إنجاح هذا المهرجانات ومحافظ المحافظة الاستاذ الحسن الحفظي و جمعية البن التعاونية برجال ألمع على رئيس مجلس إدارتها واعضائها الكرام والذين بذلوا جهوداً مضنية بالمحافظة والوطن.
والشكر موصول لصحيفة الرأي التي تهتم بنقل هذه التظاهرة الثقافية.
التعليقات 1
1 pings
Saeed
03/04/2024 في 8:50 م[3] رابط التعليق
تقرير يكتب بماء الذهب شكرا ساميه وشكرا علي
قريت لمستسرق فرنسي ان وادي البلس بمحافظة بلقرن فيه غابات للبن .لكن الناس هجرت الزراعه
(0)
(0)