ويعد العمل أول برنامج تلفزيوني خاص بالدكتور عوض القرني الذي سيقدم فيه عبر ثلاثين حلقة تلفزيونية جولة في فكر النبي ومواقف من حياته مع إسقاطاتها على الواقع المعاصر، بحسب القائمين على البرنامج.

و أثار البرنامج الجديد عدة تساؤلات متباينة حول توقيت تصويره ، ففي الوقت الذي قال فيه مراقبين بان البرنامج لا يعدو كونه محاولة لتحسين صورة عوض القرني وتبيضها أمام الرأي العام العربي والإسلامي لاسيما بعد اتهامه من قبل الحكومة المصرية بتهمة غسيل الأموال وإمداد جماعة الإخوان المسلمين بمبالغ ماليه لتمويل أنشطتها التنظيمية ، رأي آخرون أن البرنامج بمضمونه التربوي قد يكون هدفه تغيير الصورة النمطية للقرني الذي عُرف سياسيا ومنظرا في قضايا الصراع الفكري والإسلامي، وإظهاره على أنه كما يجيد الحديث في السياسة لا يشق عليه أيضا الحديث في الرقائق والإيمانيات والسيرة وغيرها من فروع الشريعة والعلم .

من جانبه ، قال الداعية السعودي عوض القرني أن برنامج “الأسوة الحسنه” كان مقررا تصويره منذ العام الماضي و هو محاولة لتقديم اضاءات على بعض الجوانب للصورة النبوية التي أبقاها المؤرخين في الظل ، رافضا مبدأ ربط البرنامج بالأحداث الجارية ، وأضاف القرني في حديث لـ العربية .نت ” فكرة تصوير البرنامج قديمة قي ذهني ولا علاقة لها بالأحداث الجارية”، مؤكدا أن البرنامج قطرة من نهر سيتحرك ويصب لربط المجتمعات الإسلامية بالسيرة النبوية .

كما قلل القرني من فكره أن يكون البرنامج هو محاولة لتقديمه كداعية وتربوي ، وقال أن الإعلام هو الذي عرفه سياسيا ، لافتا أن إنتاجه المنبري والسمعي والمؤلفات كلها تصب في الجانب التربوي و الدعوي والعلمي ، وتابع ” من يتصفح كتبي مثل ، معالم الدعوة الراشدة ،حتى لا تكون كلا، فقه الخلاف ، سيجد إنها تتمحور حول الاتجاه العلمي والتربوي “.

إلي ذلك ، أوضح ياسر طلعت ، المدير التنفيذي للشركة المنتجة للبرنامج ، أن “الأسوة الحسنة”، كان مقررا له التصوير في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة ، إلا أن ملابسات وظروف اتهام القرني حالت دون إتمامه في مصر مما حدي بالشركة تصويره في مدينة جدة رغم التكلفة العالية.

و قال طلعت أن برنامج “الأسوة الحسنة” والذي يقع في 30 حلقة تلفزيونية بمجموع 15 ساعة بث ، تقوم فكرته على تناول سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم بالتركيز على المعاني والقيم المجتمعية بعيدا عن السرد التاريخي ، وأشار في حديث لـ”العربية.نت” أن حلقات البرنامج تبدأ بتأصيل القضية موضوع الحلقة ببعض أللفتات ألقرانيه و التوجيهات النبوية ثم تتوسع ببعض المواقف العملية ودلالاتها مع ربطها بالواقع المعاصر”.

تجدر الإشارة، أن الشهور من مارس إلي يوليو من كل عام ، غالبا ما تشهد سباقا محموما بين شركات الإنتاج للانتهاء من تصوير البرامج و المسلسلات المزمع عرضها خلال شهر رمضان والمصادف حلوله هذا العام مطلع شهر أغسطس ، و تشترط الفضائيات العربية أن تتكون الأعمال المقدمة من ثلاثين حلقة على الأقل لتناسب طبيعة شهر رمضان الذي تحول مع مرور الزمن إلى موسم الإنتاج التلفزيوني في العالم العربي.