ترجم الأمير بدر بن عبد المحسن سطوة الحزن على حياته بهذه الكلمات :
“أنا ماعندي وجع يحصل في لحظتها أو في يومين أو ثلاثة أنا عندي أشخاص يوجعوني إلى الآن
مهو وجع الفجيعة إذا تذكرتهم بكيت
إنما على الأقل عندي القدرة على أن أوزّع هذا الحزن على أكبر مساحة من عمري”
مشاعر عبرت عن الحزن بلغة الإنسان الشاعر صاحب الاحساس المرهف.
حين نتحدث عن الأمير بدر بن عبد المحسن
لن نوفيه حقه ولن نترجم حجم الفقد لهذه القامه الأدبية شعراً وفناً وإحساساً وأثراً
على قدر المحبة يزداد الألم وعلى قدر المفقود تنتحب
الكلمات وتنبض الأحرف وجعاً
بكينا البدر “وانطفى ضيّ الحروف”
كتبها بإحساس، يعرف جيداً شعور الانطفاء
ستقف هذه الكلمات على شفاه الصمت
ونبض القلوب وأبيات القصيد
وعلى جدران الغياب كتبَ الكتّابُ و نظم الشعراء
وتحدث العالم عن فقيد الوطن
أفاق الوطن على فجيعة غياب فقيد البيت والحي والشارع والأمسيات
غاب وغاب ضيّ البدر وضيّ الحروف
لكنه غياب جسد لا غيب روح
فالأرواح الطيبة تبقى وإن توارت أجسادها تحت التراب، عالقة في الذاكرة والوجدان .
هنا عبر كل من عرف الأمير بدر بن عبد المحسن عن حزن الفقد بمقدار معرفته به أما كقريب أو صديق أو زميل أو شاعر بحكم المعرفة عن قرب، لقد كان وقع الغياب عظيمًا، وحجم الخسارة كبيرًا.
لكن أن يلجم الحزن الافواه وتذرف العيون الدموع
وتنفطر القلوب وتدعو الأمهات في منازلهنّ والرجال في مساجدهم وكل كبير وصغير في هذا الوطن .
فالمصاب جلل، والراحل حبيب قريب من أبناء وبنات ونساء ورجال هذا الوطن.
قريب بقلبه الكبير وتواضعه الجم وحسّه المرهف
أبياته تنبض بالمشاعر الصادقة والكلمات الرقيقة
مثّل الوطن فخراً وعزاً في أبياته :
“أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن نبينا محمد عبده ورسوله ثم أشهد أن هذا الوطن منا قبل أن يكون لنا..”
أرضنا بستان ورمال عسجد..
غيثنا الهتان سلمان ومحمد..
وقال عن العلاقات:
من تعنى لوصلك لا ترده كسير ومن تباهى بهجرك اتركه للعنا..
وعن الوداع كتب قائلاً :
قلبي زوال الرجا راعهْ
ما ارتاح يوم ابعدوا منّي
وقّفت أنا لحظة وداعهْ
أبكي.. وأنا ضاحكٍ سنّي
مسكين من صاحبه باعهْ
وعيّن لياليه يشرنّي
وعن الحب قال البدر:
كذب من قال ورد العاطفة ينبت بظلّ السورْ
وجبان اللي يخاف الناس لو وقّف على بابكْ
كتب لك كلّ ما في الحبّ من عذْب الكلام سطورْ
ولكنَّه عجز يا طفلتي لا يكتب كتابكْ
وهنا نقف على أبيات تترجم الحزن والغياب والبعد والفراق بين الأحبة:
قم وافتح الأبواب
خل السما تدخل
والشمس والأحباب
وارجع مثل أوّل
كن الحزن ما كان
إغضب على حزنك
صدقني لو تغضب
تلقى القمر أقرب
مما تخيلته
وبحر البكا الواسع
دمعة على خدك
كل ما تأملته
قبل البكا فرحة
وبعد الشتا نيسان …
ثم ودعنا بهذه الأبيات بنفس مطمئنة لديها يقين وإيمان بما كتبه الله :
ولابدها يا سعود بتغيب شمسي
ذي سنةٍ رب الخلايق فرضها
ولعلها حريتي بعد حبسي
ولعلّي القى عند ربي عوضها
في الحقيقة مهما كتبنا عن سيرة هذا الأمير الإنسان والشاعر المبدع صاحب الإحساس المرهف لن نوفيه حقه .
ومات الشاعر وبقي الشعر ونبض الحروف يخفق في قلوب محبيه.
إلى جنة الخلد يابدرنا..
وأخيراً
قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في رثاء أميرنا الراحل وشاعرنا المرهف :
ما فارق البدر المنيرُ سماءَنا
إلّا لتحفظَ نورَهُ الأبصارُ
ولسوف يخلد ذكرهُ وعطاؤهُ
ما نام ليلٌ واستفاقَ نهارُ
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
افراح المهوس
08/05/2024 في 4:14 م[3] رابط التعليق
رااااائع 😭😭 سلمت اناملك ورحم الله البدر واسكنه فسيح جناته وحفظ الله لنا المليك وولي عهده والشعب المعطاء 🇸🇦💚
(0)
(0)
سعاد عبدالله
08/05/2024 في 11:47 م[3] رابط التعليق
في كل تعبير ارى اجمل تفصيل في كل مقال من اناملك الرائعة ♡
(0)
(0)
ايمان النفيسة
09/05/2024 في 1:07 ص[3] رابط التعليق
انتقاء رائع مبدعة استاذه فاطمه
(0)
(0)
وفاء الشويكان
09/05/2024 في 9:39 ص[3] رابط التعليق
سطّرتِ ما يخالجنا من مشاعر في فقد البدر… جعل ما أصابه كفارة ورفعة له في الدرجات
رحمه الله وغفر له ووالديّ وجميع موتى المسلمين
(0)
(0)
فيروز العتيبي
10/05/2024 في 12:17 ص[3] رابط التعليق
طرح جميل ابدعتي يافاطمتنا وقلتي ماجال بخواطرنا
رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وعظم الله اجر اهل المملكة جميعاً 💔💔
(0)
(0)