استعرض مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بداية انطلاق مهرجان أفلام السعودية وتفاصيل أحداثه وسلسلة إنجازاته عبر متحف حكاية المهرجان،الذي يسرد تفاصيل الدورات الماضية منذ انطلاقته عام 2008 وحتى اليوم، وذلك في ظل مرحلة تتسم بالغزارة الإنتاجية لدى صنّاع الأفلام بعد أن أتاح المهرجان لهم العديد من فرص الدعم وإعداد جيل قادر على الإلتحاق بركب المتغيرات السينمائية المتسارعة التي تسير بها المملكة، بحسب العديد منهم.
وجاء المتحف ليستعرض بداية مهرجان أفلام السعودية ويقف على تجارب وخبرات كبار الفنانين الذين ساهموا في إعداد حقبة زمنية واعدة للمهتمين في صناعة الأفلام، وتسلموا زمام تلك الحقبة ليستمروا في إحداث حراك فاعل عزز من القيمة الفنّية وثراء المشهد السينمائي، وفقًا للمخرج إبراهيم صلاح الذي أشار خلال مشاهدته في موقع المتحف المتواجد في البلازا داخل مركز إثراء بأنه “يمتاز بثقافة غنية، فالصورة بألف كلمة، حيث يستكشف المُشاهد أحداثًا تدريجية تعود بالذاكرة إلى أعوام يمكننا تصنيفها بأنها أيقونة استطاعت الوصول إلى تفاصيل المهرجان بلغة رقمية مذهلة”.
ومن وحي المهرجان، يقدم المتحف إجمالي المشاركات منذ الدورة الأولى عام 2008 وحتى الدورة العاشرة 2024 والتي سجلت في مسابقات الأفلامالمشاركة بواقع 1444 فيلم ومسابقة السيناريو غير المنفذ الذي بلغ 2162 سيناريو، فيما استقطب سوق الإنتاج 289 مشروعًا، بينما وصل عدد الجوائز 155 جائزة، في الوقت الذي حققت أعداد الجماهير التي توافدت لحضور المهرجان منذ انطلاقته وحتى الدورة التاسعة 2023 أكثر من 165631 زائر محلي ودولي.
وللفائزون على مدى الأعوام الماضية، نصيبًا وافرًا من المتحف حيث التفاصيل بالأرقام وأسماء الأفلام التي ظفرت بالفوز كمسابقة الأفلام الروائية، الأفلام الوثائقية، السيناريو، الأفلام الروائية القصيرة، أفلام الطلبة، السيناريو، ومسابقات وجوائز أخرى باتت علامة فارقة للمهتمين، كجوائز المهرجان الخاصة، ومسابقة سوق الإنتاج.
وازدان المتحف بروّاد الفّن المكرمون كرائد الفّن السابع عبدالله المحيسن الذي ساهم في وضع اللبنات الأولى لصناعة السينما في المملكة، وإبراهيم القاضي الذي حقق إنجازات في المسرح والسينما الهندية وتتلمذ على يد مجموعة من روّاد بوليوود، إلى جانب شخصيات أخرى تركت بصمة راسخة لازالت حتى يومنا هذا كالمخرج سعد الفريح، سعد خضر، لطفي زيني، مأمون حسن، خليل الرواف، والسينمائي صالح الفوزان، وفي الدورة الحالية الفّنان عبد المحسن النمر الذي يُعد من أبرز نجوم السينما السعودية حيث برع في مختلف أدواره سواء في الكوميديا والدراما التاريخية والأفلام المميزة، كفيلم “هجّان”.
كما احتوى المتحف الذي لاقى استحسانًا من زوّار مهرجان أفلام السعودية، على مساحة مخصصة لإصدارته، يجاورها مساحة لعروض الأفلام وهي من أرشيف المهرجان، ومما بدى لافتًا الشاشات الرقمية التي تتيح للزّوار فرصة مشاهدة الأفلام مزوّدة بسماعات الأذن وسط أجواء مناسبة بحسب العديد من المشاهدين الذي يصف أحدهم المكان بأنه “أشبه بالسينما المصغرة حيث المتابعة والشغف وحرية الاختيار، ما يوثّق جهود مهرجان استطاع صناعة فكر سينمائي على مدى أعوام”.
ومن الجدير بالذكر أن مهرجان أفلام السعودية يقام سنويًا بتنظيم جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، ويختتم المهرجان فعالياته غدًا الخميس.