يقبل الجازانيون بمجرد انتهاء صلاة العيد ووجبة الإفطار المعروفة والتي تجمع أهل الحي، على ذبح أضاحيهم.
ويلتف كل أفراد الأسرة حول اللحم، لتقسيمه، ولا يتبقى للمضحي، سوى الثلث ، الذي يقومون بطبخه إلى ما يسمى بـ “محشوش”.
والمحشوش أكلة شعبية في منطقة جازان من اللحم والشحم، تقسم إلى قطع صغيرة، ثم يؤخذ الشحم، ليوضع في قدر، على النار ويُقلب حتى ينتج زيتًا ويستوي، ليوضع اللحم من بعده، ويقلى في ذلك الزيت حتى تمام النضج، ويُفضل البعض وضع البهارات والهيل على المحشوش، لتضفي عليه طعمًا طيبًا.
وارتبط المحشوش بشهر ذي الحجة، حتى أصبح أكلة ملازمة للأغلبية في منطقة جازان، وبعض المناطق الجنوبية، وكأنه الجزء الثالث لزامًا بعد ثلثي الصدقة والهدية من الأضحية ، رغم عدم تفضيل البعض تناولها لما فيها من دهون زائدة.
وتسمى عمليّة طهي المحشوش بـ”الحش”، وغالبًا ما تتم باجتماع الأهالي، فقد جرت العادة، في كثيرٍ من محافظات منطقة جازان، علة أن يجتمع الأبناء بأسرهم عن آباهم -الجد- ويقومون بتقطيع اللحم، والحش معًا، في أجواء تسودها فرحة بالعيد ومحبة وألفة.
ويعتقد أن الليل أفضل وقتٍ للحش. ويحفظ المحشوش في أوانٍ من الفخار كالحواسي، في درجة حرارة الغرف، حتى يتجمد الزيت وذلك يحفظه من الفساد لفترات طويلة تصل إلى عام كامل إذا لم ينفد، وعندما يحين موعد أكله، يؤخذ منه بملعقة، ويتم تسخينه مجددًا، ويؤكل ساخنًا؛ البعض يفضل أكله على الأرز وآخرون يفضلونه بالخبز الأسمر والأحمر “الخمير”.