الطبيب المكافح والطموح الذي لم يكن له أحلام، بل كل تفكيره أن يسير فيما سار فيه معظم أبناء قريته حيث أبواب معاهد اعداد المعلمين مفتوحة للجميع ومخالفة السير والاتجاه نحو الثانوية ومن ثم الجامعة مغامرة غير مأمونة العواقب ، لكنها مخاطرة تستحق أن تعاش،
وربما رهان على حصان رابح كما بدت في ذاك الوقت، ربما تقوده الى فوز كبير ودائم وقليلة الخسائر.
ولعل من المفارقات العجيبة انه لم يفكر في الطب الا يوم تسلم شهادة الثانوية، وربما فشله في البداية زاد من إصراره وتمسكه بحلمه في أن يكون طبيبًا رغم كل الصعوبات التي واجهته.
والدكتور الخضيري من مواليد قرية الشقيري بمحافظة ضمد في ١-٧-١٣٨٥هـ،
درس بها المرحلة الابتدائية والمتوسطة في إبتدائية ومتوسطة الشقيري واتجه الى ضمد ليكمل الثانوية. بعدها التحق بجامعة الملك سعود كلية الطب بأبها ودرس لمدة سنتين ،
لكن لم يحالفه الحظ ويحصل على المعدل المطلوب لإكمال دراسته في كلية الطب ( ربما شغفه بكرة القدم وحلمه ان يصبح في يوما ما مثل ماردونا الارجنتيني او بلاتيني الفرنسي)
فحول مسار دراسته إلى دراسة علم الفيزياء لمدة فصل دراسي واحد، ثم قرر بعدها التوقف عن الدراسة ومغادرة الكلية.
اتجه بعد ذلك لجامعة “أم القرى” بمكة المكرمة وانخرط في الدراسة بكلية العلوم الصحية واجتهد وأكمل دراسته في فترة زمنية وجيزة وتخرج منها حاملاً درجة البكالوريوس بمعدل مرتفع وحاصل على مرتبة الشرف في مجال “أخصائي المختبرات الصحية”.
ثم عاد لجازان وعمل ك فني مختبر في وزارة الصحة.
لكن هذه الوظيفة لم تشبع رغبته ولم تثنه في مواصلة الدراسة وإكمال حلمه بدراسة الطب، فحاول مخاطبة بعض الجامعات لإكمال دراسته، لكن طلبه كان يرفض نظرا لأن الأنظمة في تلك الحقبة الزمنية لا تسمح بحمل شهادتي بكالوريوس في وقت واحد،
وبعد رحلات مكوكية بين الرياض و دبلن بايرلندا التي حصل على قبول بها لدراسة الطب في الكلية الملكية للجراحين إلا أن الرسوم الدراسية الباهظة كانت عائقًا كبيرًا فاتجه إلى جامعة الخليج العربي في البحرين، وقدم أوراقه وقُبل في الجامعة لمواصلة دراسة الطب ( وقد تكفل برسوم الدراسة والسكن عبداللطيف جميل تويوتا).
كافح وأجتهد رغم بعض العوائق المادية والعائلية التي واجهته إلا إنه أكمل دراسته لينال البكالوريوس الثاني في العلوم الطبية وبعدها دكتور في الطب.
عاد للرياض ليلتحق بالتدريب في مجال النساء والولادة بين مستشفى الملك فيصل التخصصي ووزارة الصحة وبعد اكماله التدريب وترقيته إلى استشاري نساء وولادة التحق ببرنامج الزمالة السعودية في الطب التلطيفي وبعدها اتجه إلى جامعة كوينز بكندا ليحصل على الزمالة الكندية في الطب التلطيفي.
عاد إلى أرض الوطن وعمل في عدة مستشفيات عديدة ومنها استشاري نساء وولادة وطب تلطيفي بمدينة الملك سعود الطبية
وتولى العديد من المهام ومنها
*مستشار معالي وزير الصحة للإعلام الصحي
*ومساعد مدير عام الاعلام والتوعية بوزارة الصحة
*كما تولى مدير العلاقات العامة والإعلام في “المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية.
*انتقل بعدها ليعمل استشاري طب النساء والولادة والطب التلطيفي بالمركز الجامعي للأورام في “جامعة الملك سعود”.
*ثم الى مركز الملك عبد الله للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي
*ومركز الأبحاث بالرياض حيث يعمل استشاري الطب التلطيفي.
*عمل رئيسًا لمجلة الملتقى الصحي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية لسنوات
*كما عمل معدًا ومقدمًا لبرنامج صحتي (برنامج اسبوعي) بالقناة الثقافية لسبع سنوات
* وبعدها معداً ومقدمًا لبرنامج “المجلس الصحي” في “قناة 24 العائلة” لخمس سنوات.
•تولى الاشراف على الصفحات الطبية بجريدة الرياض لسنوات.
*عمل معدًا ومقدمًا لبرنامج إذاعي بإذاعة الرياض (برنامج توعية صحية).
*عمل كاتباً في “صحيفة الشرق السعودية” ثم صحيفة سبق الالكترونية.
ويعتبر د/الخضيري أول طبيب يحصل على زمالة في التخصص الدقيق في طب الرعاية التلطيفية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية”.
نال جائزة الإمارات الدولية للأمراض الجينية” لعام 2018 من “جمعية الإمارات للأمراض الجينية”.
كما تم اختياره من بين “أكثر الشخصيات تأثيراً ونفوذاً في مجال عملها” لعام 2013 من موسوعة “هو از هو”.Who is he?
كما أن للدكتور الخضيري اهتمامات اعلامية ومحاضرات وبرامج ثثقيفية وصحية في الاذاعة والتلفزيون وخصوصاً في شهر رمضان وموسم الحج.
وايضا صدر له كتابان هما ” خرابيش ابو الريش” و” 99حكاية وحكاية” عبارة عن مذكرات صحية ومواقف خلال العمل اليومي مع المرضى وزملاء المهنة.
حالياً يُعِدُّ ويقدم ويُشرف على بودكاست ألم (توعية وتثقيف صحي)، إلى إضافة إلى ممارسته الطب.
وفقه الله وأعانه ونفع به.