
أُغالِبُ الْوَجْــدَ والعَبْــراتُ تَكْويني
والشـوقُ ياصاحِ يَجْري في شَراييني
وَذِكْرَيـاتُ الصِّبـا تَنْسـَابُ دَافئـــةً
كَـــمُّ مِـنَ الآهِ أَطْوِيــْــها وتَطْـوينــي
أسْــمعْ صَدَى الصوتِ لكنِّي أُكَذِّبُـهُ
مَـنْ ذا يَـرُدُّ الصَّدَى أَوْ مَـنْ يُنادينِي
أَوْ مَنْ يُبَشِّــرُ أَنَّ الصوتَ مَصْـدرُهُ
مَعْشُوقتي في الْمَــلا هَتَفَتْ تُناديني؟!
لأنَّـهَـا دانـــةُ الدنـْيَــا وبَهْجَـــتُهـَــا
جَـمَـالُـهــا فاتِــنٌ أَخَّــــاذُ يُغْـــريْـنِـي
لا تَعْـذِلُونِـي فَإنِّـي عَاشِــــقٌ وَلِـــهٌ
أَهْوَى الرًياضَ فَأعْطِيْــها وتُعْطِـيْنِـي
كَـمْ بِتُّ أَسْلُو بِها في البَيْنِ مابَخِلَتْ
لأنَّ في مَوْطِـنِيي شَــيْـئـاً يُـنَسِّـيْنـي
كُـلَّ الهُـمُــومِ الَّتي ظَلَّـتْ تُــؤَرِّقُنِـي
وَكُــلَّ ما كـانَ في أَمْسِــي يُجَـافِيني
هُــنا الرّياضُ هُنَا مَجْــدٌ هُنَا وَطَـنٌ
هُــنا الشّــمُوخُ هُـنا دارُ الشَّـِياهِــينِ
يَاأَنْـتِ ياقِبْــلَةَ الإسْــــلامِ
يا أَمَــلاً
يافَـرْحَةً في الوَرَى حَرَّى تُـواسِـيني
فَكـَـمْ لَنَـا مـِنْ نَجَـاحاتٍ نُرَدِّدُهَــــــا
فيها، وَغَصَّـتْ بِـهَــا جُــلُّ الدَّوَاوِينِ
وَكَـمْ لَهَا في بُحُــورِالْمَجْـــدِ أَشْرِعَةٌ
تَسْــــمو بِاَبـْنـائِهـا فَـوْقَ الْمَـلايِيْــنِ
تَزَعَّـمَتْ مَوْكِبَ التَّتْويـــجِ سَــــائِلَةً
مَـنْ ذا يُـنَــافِسُ أَوْ مَـنْ ذا يُجَـارِيْني
سَــلامْ يامَوْطِني! فِي يَوْمِكَ الْوَطَنِي
وَاَهْلُكِ الصِّيْـدُ فُرْسَـــــانُ الْمَيَـــادِيْن
فِيْهِ الرِّجَــالِ لِغَيْـرِ اللهِ مَــا رَضَـــخُــوا
وَهُمْ لأَعْـــدائِهِــمْ مِثْلُ الطَّـوَاحِيْــنِ
وفِيْهِ سَـــلْمَانُ لِلْحَـرَمَيْـنِ خَـــادِمُـهَــا
أَبٌ لِكُـلِّ الْيَتَــــامَى وَالْمَـسَـــاكِيْنِ
في صَمْتِــهِ عِبْـــرةٌ في نُطْـقِهِ حِـــكَـمٌ
في عَزْمِهِ رَادِعٌ مِنْ دُوْنِ تَوْهِيْــــنِ
جَـلْدٌ عَلَى الْبَغْــيِ لايَرْضَى بِمَظْلَمَــــةٍّ
لا لِلتَّنَــازِلِ عَنْ حَـقٍّ وَعَـنْ دِيْــــن
يَاقـائِــدَ الْحَـزْمِ والأَفْعَــالُ شَـــــــاهِدةٌ
نَفْسِي فِدَاؤكَ يَاتَـــاجَ السَّـــــلاطِيـنِ
قَطَعْــتَ دَابِـرَ أهل الْبَغْــــيِ قَـاطِـبَـــــةً
مِنَ الْمَجُــوْسِ وأَعْــوانِ الشّـَياطينِ
نَاصَـرْتَ بِالْحـقِّ جِيْرَانــاً فَكُنْتَ لَهُـــمْ
عَـوْناً عَلى النَّصْـرِ في سَحقِ الثَّعابِينِ
لِلَّـــهِ دَرُّكَ يَاسَـلْمـانُ عِـــدْتَ لَنَـــــا
أَيَــامَنَا الْغُـــرِّ في بَــدْرٍ وَحِطِّـــــيْنِ
وَكُنْـــتَ ترْقُبُ هَـذَا النَّــصْـرِ فِي دَعَـــةٍ
وَتَشْــكُـرُ اللهَ في كُـلِّ الأَحَـــايِيْـــــنِ
وَعَــنْ يَمِيْنِــكَ صَقْــرٌ لايَهَـابُ عِــــدَىً
وَلِيُّ عَــهْدٍ لَهُ إقْــــــدَامُ مَـيْمُــــوْنِ
هُـوَ ابْـنُ سَلْمَانَ مَعْــروفُ بِحِكْــمَتِــــهِ
في الْحَقِّ والْعَـدْلِ يَقْضِي بِالبَرَاهِيْنِ
يَلْقَــاكَ والْبِشْــرُ يَـعْـلُـو فيِ ابْتِسَــامَتِــهِ
حِـلْـــمُ الْكـِرامِ وَإِقْدامُ الشَّـــوَاهِيْـنِ
يَبْلى الزَّمَــــانُ وَلَنْ تَبْلى مَـوَاقِــفُــــــهُ
يُفَاجِئُ النَّاسَ مِـنْ حِــيْنٍ إلى حِـيـْنِ
الصِّـدْقُ في الْقَــوْلِ والإخْلاصُ دَيْـدَنُـهُ
أَدَّى فَأَبْــدعَ في شَـــتَّى الْــمَيَــادِيْنِ
ولَسْــــتُ أنْسَـــى بِجَـازَانٍ لَنَا عَلَـــــــمٌ
كَمْ سَطّرَ الْجِــدَّ في أسْمَى العَنَاوِيْنِ
ذَاكَ ابْـنُ نَاصِــــرَ إبْــــدَاعٌ وَتَنْمـِيَـــــةٌ
يُسَــابِقُ الوَقْتَ فِي كُــلِّ الأَحَــــاِيِيْنِ
ونَائِــبٌ مُلْهَـــمٌ تَـسْــمُـو مَـوَاقِـــفُـــــهُ
يُعَـامَـلَ النّــاسَ بَيْــنَ الْجِــدِّ وَاللِّـيْـنِ
إنَّـــا عَرَفْــــناهُ سَـــبَّاقــاً بِفِطْــرَتِـــــهِ
لِكُـلِّ ما فِيْـهِ إسْــــــعَادُ المسَـــــاكِيـنِ
والشَّــعْبُ يا سَـــادَتي فَخْــرٌ بِقَــــادَتِـهِ
لأَنَّ في فِعْلِهِــــــمْ صِدْقُ الْمَضَامينِ
شَـــــرِيْعَــةُ اللهِ أَصْــلٌ في قِيَـــادَتِــنَــا
والْعَـدْلُ في مَـوْطِـني خَيْرُ المَوَازِيْنِ
وفِي الْخِتَـــامِ حَمَــاكَ اللهُ
يَا وَطَـــنِي
يَاقِبْلـــةَ الْكَــوْنِ تَتْــــرَى والْمَلايِيْـنِ
يَارَبُّ واحْفَــظْ قِيَادَتَنــــا وَبَـــارِكَــهَــا
وجُـنْـدَنَــا الغُــــــرّ أبْطالُ المياديــنِ.
شعر الأستاذ/ عبدالله بن عيسى الشاجري
(مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة بيش سابقاً)