تُعتبر منطقة جازان واحدة من المناطق الغنية في المملكة العربية السعودية بالتراث الثقافي والفني، فهي تحتوي على مجموعة من المتاحف المحلية التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة وتراثها الغني.
وهي وجهة مهمة لعشاق الفن، وتعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تعكس تاريخ وثقافة جازان.
وفي ظل التنوع الثقافي الغني الذي تتمتع به منطقة جازان، يبرز العديد من الفنانين التشكيليين والنحاتين الذين يسعون للحفاظ على التراث الشعبي، وتقديمه بأسلوب عصري. ومن بين هؤلاء الفنانين، الفنان التشكيلي محمد الجديبا الحربي الذي يعتبر واحدًا من أبرز المبدعين في هذا المجال.
ومحمد الجديبا الحربي هو فنان تشكيلي ونحات محترف، تأثر منذ طفولته بالتراث الغني للمنطقة، الذي يتضمن الحرف التقليدية، ويحمل هذا الفنان رسالة واضحة تهدف إلى إحياء التراث ونقله إلى الأجيال القادمة من خلال فنه.
وتتميز أعماله بالتنوع والإبداع، فهو يدمج بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة ومن خلال الألوان الدافئة والخطوط الدقيقة، ينقل روح التراث الجازاني، ويبرز الجمال الكامن في بساطة الحياة القديمة عمل “الجديبا” على استكشاف العناصر التقليدية والتراثية في جازان.
وهو يستخدم في أعماله مواد محلية مثل الخشب والطين، ليخلق قطعًا فنية تعكس روح جازان. وتتناول أعماله مواضيعًا تعكس الحياة اليومية، والعادات والتقاليد، والمناسبات الثقافية، مما يمنح المشاهد تجربة غامرة في تاريخ المنطقة.
ويهدف “الجديبا” إلى تعزيز قيمة التراث في النفوس، والتأكيد على أهمية الحفاظ عليه. فهو يرى أن الفنون التشكيلية وسيلة فريدة لتوثيق التاريخ الثقافي وجعله متاحًا للأجيال الجديدة بطريقة تتسم بالإبداع والجمال.
وشارك محمد الجديبا الحربي في العديد من المعارض المحلية والدولية، ومن خلالها، تمكن من عرض رؤيته الفنية والتفاعل مع جمهور واسع. كما يُنظم ورش عمل لتعريف الشباب بالفنون التقليدية وتشجيعهم على الإبداع.
ومن بين إنجازاته تأسيس متحف حرفي تراثي نوعي، يهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفني لمنطقة جازان.
ويضم المتحف مجموعة واسعة من الحرف اليدوية التقليدية واللوحات الفنية، مما يوفر للزوار فرصة فريدة للتعرف على تاريخ وثقافة المنطقة. ويعد المتحف من المتاحف النوعية كونه يوثق الحرف اليدوية في جازان، وأدواتها القديمة مثل نحت الأواني الصخرية ونحت الأبواب والنوافذ الخشبية والكراسي وطرق النحت قديمًا، وتشكيل المعادن والجلود، وتشكيل السعف أو الطفي، وطرق استخراج الألوان قديمًا وتوثق اللوحات التشكيلية تصويرها للحياة الاجتماعية قديمًا، فهو يعرض المرأة وأعمالها اليومية وكذلك طرق الزراعة وأدواتها والزخارف المنتشرة في المنطقة، وأنواع المباني، وطرق البناء قديمًا والخامات المستخدمة.
ويعد “الجديبا” أحد الحرفيين المعتمدين في مهرجان التراث والثقافة في السنوات الماضية.
ويسعى من خلال فنه إلى توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، ويعتبر أن الفن هو وسيلة فعالة للتعبير عن الهوية والانتماء. كما أنه يُؤمن بأن التراث الشعبي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه.
ويمثل “الجديبا” رمزًا من رموز الإبداع في منطقة جازان، ويجسد فنه روح الثقافة المحلية، ويعكس التحديات والإنجازات التي مرت بها المنطقة.
ومن خلال أعماله، يساهم في إحياء التراث الشعبي، مما يجعله شخصية بارزة على الساحة الفنية السعودية.
إن المتاحف في جازان، بالتعاون مع الفنانين التشكيليين والنحاتين والمهتمين بتراث المنطقة تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الفنون الشعبية، وهذا ما يعكس الهوية الفريدة للمنطقة.
ويُعتبر الاستثمار في الثقافة والفنون ضرورة لتعزيز الانتماء الوطني وتقدير الجذور الثقافية، وهو ما يجعل جازان وجهة غنية بالتاريخ والتراث.
التعليقات 1
1 pings
محمد الرياني
06/10/2024 في 12:39 م[3] رابط التعليق
الأستاذ محمد الجديبا من الأسماء المميزة في الفن التشكيلي وهو صاحب اسلوب منفرد وحركة دؤوبة لإثراء الحركة التشكيلية والتراثية .
وفقه الله ونفع به
(0)
(0)