في قلب البحر الأحمر، وعلى مسافة ليست ببعيدة عن سواحل جازان، تزدهر محمية جزر فرسان كواحدة من أكثر المواقع الطبيعية المذهلة في المملكة العربية السعودية، حيث تُعد واحة بيئية غنية بالتنوع الحيوي، وموقعًا استثنائيًا للمحافظة على الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات.
ظبي الإدمي في ربيع المحمية
من بين أبرز سكان المحمية الذين يعكسون جمالها وتنوعها الحيوي، يبرز ظبي الإدمي، هذا الكائن الرشيق ذو المعطف البني المرقط، الذي يزدهر في ربيع محميته الطبيعية، مستمتعًا بمراعي الجزر الخصبة. يُعتبر ظبي الإدمي أحد الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، مما دفع الهيئة السعودية للحفاظ على الحياة الفطرية إلى اتخاذ خطوات حثيثة لحمايته وضمان استمراريته.
في فصل الربيع، تتزين المحمية بطبقات من الغطاء النباتي المتجدد بفعل الأمطار، وهو ما يجعل منها بيئة خصبة لغذاء ظبي الإدمي الذي يتغذى على الأعشاب والزهور البرية. وفي تلك الأجواء، يصبح المكان مسرحًا طبيعيًا لرؤية هذا الظبي وهو يتنقل بحرية، كأنما يحتفل بعودته إلى موطنه الآمن. وتُظهر صور التقطها المصور- خالد زاروق- مشاهد رائعة لهذا الظبي في موطنه الطبيعي، مجسدًا بأناقة جمال هذا المخلوق في بيئته الخصبة.
محمية جزر فرسان: إرث طبيعي ومشروع استدامة
تسعى السلطات البيئية من خلال حماية وتطوير محمية جزر فرسان إلى تحقيق أهداف استراتيجية تتماشى مع رؤية السعودية 2030؛ بهدف الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة. تضم المحمية أكثر من 200 جزيرة، وتعد موطنًا للعديد من الطيور المهاجرة، والشعاب المرجانية، والأحياء البحرية المتنوعة.
تشكل هذه المحمية نموذجًا يحتذى به في مجال حماية الطبيعة، فهي ليست فقط ملاذًا للأنواع النادرة مثل ظبي الإدمي، بل أيضًا وجهة سياحية وبيئية واعدة تجذب الباحثين عن تجربة غنية بالتواصل مع الطبيعة.
جهود مستمرة لتعزيز السياحة البيئية
مع تزايد الوعي بأهمية السياحة البيئية، تسعى الجهات المعنية إلى تطوير المحمية عبر برامج للتوعية البيئية وتنظيم زيارات تعليمية تسلط الضوء على أهمية المحافظة على هذا التراث الطبيعي الفريد.