في قلب جبال جازان، حيث يلتقي التراث الزراعي مع الطبيعة الساحرة، يبرز اسم محمد حسين قاسم المالكي صاحب مزرعة “أبو عادل المالكي” كأحد الرواد في زراعة البن الخولاني السعودي.
وفي حديثه لصحيفة “الرأي”، شارك المالكي تجربته الشخصية التي تنم عن شغف وحب عميق للأرض، موضحًا كيف ورث هذه الزراعة عن أجداده وساهم في تطويرها لتصبح جزءًا من إرث المنطقة الزراعي.
زراعة البن الخولاني: إرث وحب عميق للأرض
محمد حسين المالكي يشير إلى أن زراعة البن الخولاني السعودي ليست مجرد مهنة بالنسبة له، بل هي إرث تاريخي وعاطفي يمتد عبر الأجيال.
وقال المالكي: “البن الخولاني السعودي هو إرث ورثته عن أجدادي، وهو ليس مجرد محصول زراعي بالنسبة لي، بل هو شغف وحب للأرض والمجتمع. اخترت زراعته بنفسي عن قناعة تامة، وليس فقط كمهنة، بل كجزء من هويتنا الثقافية والتاريخية”، بهذا، تتجسد العلاقة الوثيقة بين المالكي والأرض في كل نبتة بن تنمو في مزرعته.
المناخ الجبلي المثالي: جازان أرض البن الخولاني السعودي
تعتبر منطقة جازان، وبالأخص المحافظات الجبلية، المكان المثالي لزراعة البن الخولاني السعودي، حيث يتسم مناخها بالاعتدال والملائمة لاحتياجات هذا النبات الفاخر. يقول المالكي: “منطقة جازان هي المكان الوحيد في المملكة التي تتمتع بمناخ معتدل طوال العام، مما يجعلها البيئة المثالية لزراعة البن الخولاني السعودي.
الطقس هنا ليس حاراً مثل بعض المناطق الأخرى، وهذا يساهم في تحسين جودة المحصول”. هذا المناخ يتيح للبن الخولاني السعودي أن ينمو ويتميز بجودة لا تضاهى.
تحديات زراعة البن الخولاني ودور الدعم الحكومي
يعتقد المالكي أن أكبر التحديات التي تواجه زراعة البن الخولاني السعودي هي نقص المياه، ولكن مع الدعم المستمر من وزارة الزراعة والمياه، أصبح هذا التحدي أكثر سهولة في التغلب عليه. وأوضح المالكي قائلاً: “الحمد لله، وزارة الزراعة والمياه قدّمت لنا كل ما نحتاجه من دعم مادي وفني.
صحيح أن هناك تحديات مثل نقص المياه، لكن الوزارة قدمت لنا الحلول المبتكرة، مثل توفير أنظمة الري الحديثة التي ساهمت في الحفاظ على المحصول”. هذا الدعم الحكومي يُعتبر عاملاً حيويًا في ضمان استدامة هذه الزراعة في المناطق الجبلية.
الإقبال الكبير على البن الخولاني السعودي
أصبح البن الخولاني السعودي في الآونة الأخيرة وجهة مفضلة للكثير من المواطنين والمقيمين في المملكة، وذلك بفضل جودته الفائقة التي تميزه عن البن المستورد.
ويتحدث المالكي عن هذا التوجه بقوله: “الإقبال على البن الخولاني السعودي ممتاز جدًا. في البداية كان هناك شكوك حول قدرته على المنافسة مع البن المستورد، لكن الآن أصبح لدينا قاعدة مستهلكين كبيرة، وأعتقد أن البن الخولاني السعودي سيصبح المنافس الوحيد في السوق”، هذا التوجه نحو المنتجات المحلية يعكس تقدير المستهلكين للجودة العالية والابتكار الزراعي في المملكة.
آفاق مستقبلية واعدة
وعن مستقبل زراعة البن الخولاني السعودي في جازان، يتطلع المالكي إلى أن يكون للبن السعودي مكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي. وقال المالكي: “أؤمن أن المستقبل واعد. نحن في مرحلة البداية، لكن لدينا الكثير من الإمكانيات لتوسيع الإنتاج وفتح أسواق جديدة.
وفي السنوات القادمة، سيصبح البن الخولاني السعودي من أفضل الأنواع عالميًا”. تتطلع المزرعة إلى تحقيق نجاحات أكبر على المستوى المحلي والعالمي، خاصة مع تزايد الطلب على المنتجات العضوية والمستدامة.
دعم الشباب في صناعة البن الخولاني السعودي
يتطلع محمد حسين المالكي إلى تشجيع الشباب السعودي على دخول هذا المجال الزراعي الواعد. وقال: “أدعو الشباب السعودي إلى التوجه نحو زراعة البن الخولاني السعودي، لأن المستقبل واعد للغاية، لقد أصبح البن الخولاني السعودي مشهوراً محليًا ودوليًا، ومن المتوقع أن يكون له مستقبل مشرق في الأسواق العالمية”، هذا النوع من الزراعات يقدم فرصًا اقتصادية واعدة للشباب الراغب في تطوير مهاراتهم الزراعية.
نصيحة للمزارعين الجدد: استثمار في التراث والزراعة
وفي ختام حديثه لصحيفة “الرأي”، وجه المالكي نصيحة للمزارعين الجدد: “إذا كنت تفكر في دخول عالم الزراعة، فلا تتردد في التوجه نحو زراعة البن. نحن بحاجة إلى المزيد من المزارعين الذين يقدرون قيمة الأرض ويرغبون في الحفاظ على التراث الزراعي الوطني”.
ويرى المالكي أن الاستثمار في زراعة البن ليس فقط فرصة اقتصادية، بل هو أيضاً مساهمة في الحفاظ على هوية المملكة الزراعية.
ختامًا :
من خلال جهود مزارعي جازان، مثل محمد المالكي، تتجسد رؤية المملكة للمستقبل الزراعي الذي يعتمد على جودة المنتجات المحلية واستدامتها. سيظل البن الخولاني السعودي رمزًا للزراعة في منطقة جازان، مع آمال كبيرة في أن يتوسع إنتاجه ليصل إلى الأسواق العالمية ويحتل مكانة متميزة في التجارة العالمية.