وسط جمهور كبير من المهتمين بعلم الآثار والطلاب والمثقفين، قدم الدكتور فيصل الطميحي عضو الشورى سابقًا وأستاذ الآثار في جامعة جازان سابقًا واحدة من المحاضرات القيمة التي تنفذ في نادي جازان الأدبي ضمن فعاليات أمسيات الشتاء التي يقيمها النادي، بحضور رئيس النادي الأدبي حسن الصلهبي، والمشرف على البرامج الثقافية محمد الرياني.
وافتتحت الندوة التي أدارها الأديب الشاعر الحسن آل خيرات بتعريف مختصر عن الدكتور فيصل الطميحي الذي يمتلك تاريخًا كبيرًا من البحث في علم الآثار.
وقال الطميحي: “إن منطقة جازان غنية بآثارها على امتداد رقعتها وتنوع بيئتها”، مضيفًا: “إن موقعي بيش وعثر التاريخيين هما أشهر دور لسك النقود في تاريخ المنطقة، وتوجد العديد من آثار هذا السك الذي يعكس حضارة المنطقة وقدمها، إضافة إلى فن الطَرق على الحديد والمعادن من أجل تصميم هذه النقود التي تنوعت فيها أساليب الكتابة والرموز الآثارية ما يعبر عن الحالة السياسية والاقتصادية للمنطقة”.
ونوه الدكتور الطميحي بأن الاهتمام بالآثار في الآونة الأخيرة جعل من المنطقة فرصة للباحثين المتخصصين لدراستها والخوض في أعماقها وأصالتها، وقال إن علم الآثار علم مهم في تاريخ البلدان ومنها منطقة جازان التي كان وجود دور السك فيها مؤشرًا على أهميتها الجغرافية والسياسية عبر العصور.
وعرض عالم الآثار الطميحي نماذجًا من المسكوكات النقدية التي تفاعل معها الجمهور كثيرًا وعلق على مدلولات الكتابة عليها والتي تحوي إشارات إلى حقب مختلفة وإلى ذكر اسم بيش كثيرًا وتحديدًا كواحدة من دور السك المشهورة في المنطقة، علاوة على عثر التاريخية التي تبعد عن بيش ٢٥ كيلومترًا، مشيرًا إلى هذه المسافة المستقيمة بين بيش وعثر والتي تؤكد على أهميتهما تجاريًًّا واقتصاديًًّا وارتباطهما.
وحفلت الندوة بالعديد من المداخلات حول أهمية الآثار ومستقبلها ووجود بعض القطع النقدية الأخرى في مواقع أخرى ما قد يعني وجود عدد من دور السك الأخرى لم تجد شهرة مثل بيش وعثر أو انتقالها من مكان آخر.
وكرم رئيس نادي جازان الأدبي في نهاية الندوة كلًًّا من الدكتور فيصل الطميحي، ومدير الندوة الحسن آل خيرات، مؤكدًا استمرار النادي الأدبي في أمسياته الثقافية المتنوعة في الشعر والسرد والفنون الشعبية والعلوم الأخرى.