أعاد الأديب والشاعر والمهتم بالتراث الشعبي معبر النهاري ذكريات الزمن الجميل ومساءات الأفراح والأعراس والأهواد بمنطقة جازان، وسط حضور كثيف توافد على نادي جازان الأدبي؛ وعلى الرغم من قِدمِ فن الطارق الذي اشتهر في مناسبات منطقة جازان المختلفة إلا أن الذي أدار دفة الحوار طالب جامعي هو الحسن الحربي ما يعني أن شغف أهالي منطقة جازان لا يزال متوارثًا لعراقة هذا الفن واستمراره.
وامتد اللقاء لقرابة ساعتين، استعرض فيها الشاعر النهاري ألوان هذا الفن الذي كان عنوانًا عريضًا لأبناء المنطقة في مساءات أفراحهم ونهارات معاشهم بل وفي أسواقهم وفي مختلف مناحي معيشتهم.
والطارق هو لون من ألوان الشعر الشعبي الذي لا يخلو من البلاغة والفصاحة وسرعة البديهة وعنوانًا آخر من المنافسة في هذا اللون الرائع الذي لا يزال ضمن أهم مواريث الألوان الشعبية الكثيرة في منطقة جازان.
وسرد الشاعر النهاري نماذج من هذا اللون وسط مداخلات من المهتمين به في المنطقة أمثال الشاعر محمد النعمي والمهتم بالتراث محمد هيازع، ومن الجانب النسائي أفراح مؤمنة التي وصفت المنطقة بأنها تشبه المنجم لهذا التراث الأصيل، مستشهدة بأن واحدة من النساء تركت فيها أثرًا بعد مقابلتها لها وهي تعيد تراث الأجداد؛ في حين علق النهاري بأن التحدي جعل من أحد أحفاد الشعراء الرد على أبيات له من هذا الفن بعد ٣٠ عامًا.
ويعرف عن أهل منطقة جازان عامة ولعهم بالشعر والشعر الشعبي وفن الطارق الذي كان يسكن معظم البيوت، وهناك اعتزاز وفخر به، ولا تكاد تخلو مناسبة من المناسبات دون حضور هذا الفن، ولا تزال الألسن تردد كثيرًا من أبيات هذا الفن عبر عشرات السنين.
وكرم رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي كلًًّا من الشاعر معبر النهاري، ومدير اللقاء الحسن الحربي كما جرى تكريم الإعلاميين الذين تعاونوا مع النادي الأدبي في نشر برامجه.