على أرض مكة المكرمة، وفي الدور الثاني من وقف الملك عبدالعزيز المعروف بأبراج الساعة، يقف المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية شاهداً على رحلة متجددة من الإجلال والجمال في التعريف بسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ورسالة الإسلام السامية.
بإشراف رابطة العالم الإسلامي، يشكل المتحف نموذجاً مبهراً للعرض الإبداعي والبحث العلمي، حيث يُقدِّم صورة شاملة ومتكاملة عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الكريمة، ومظاهر الحضارة الإسلامية التي انطلقت من هذا النبع الصافي.
يضم المتحف أكثر من 30 قسماً تتنوع بين العروض المرئية التفاعلية التي تزيد عن 200 عرض، متوفرة بخمس لغات عالمية، مستخدماً أحدث التقنيات الرقمية لإثراء تجربة الزوار. هذه التجربة المبتكرة تلبي احتياجات الآلاف من ضيوف الرحمن، والمعتمرين، وسكان منطقة مكة المكرمة، حيث ينقلهم في رحلة روحية ومعرفية لتعميق فهمهم لقيم الإسلام وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم.
افتتح المتحف أول معارضه في شهر رمضان لعام 1424هـ، ليكون منارة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، في إطار الجهود المستمرة لخدمة السنة النبوية الشريفة والتعريف بها، وإبراز الحضارة الإسلامية كجزء من تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تسعى لإثراء التجربة الدينية والثقافية للزوار.
يتفرد المتحف باستخدام تقنيات عرض رقمية متطورة، مثل الشاشات التفاعلية ثلاثية الأبعاد، والعروض التوضيحية الحية التي تأخذ الزوار في جولة بصرية وسمعية نابضة بالحياة. ومن خلال هذه الوسائل المبتكرة، ينقل المتحف القيم الإسلامية الأصيلة ويعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.
لا تقتصر جهود المتحف الدولي للسيرة النبوية على فرعه في مكة المكرمة، بل تمتد إلى سلسلة من المتاحف الثابتة والمتنقلة حول العالم، وهي الأولى من نوعها التي تحمل هذا الطابع العالمي المؤصل علمياً وبحثياً. وتسعى هذه المتاحف إلى تقديم صورة متكاملة عن الإسلام وحضارته بطريقة تجذب الزوار من مختلف الثقافات.
بهذا الإنجاز المتجدد، يُثبت المتحف الدولي للسيرة النبوية أنه ليس مجرد مكان لزيارة عابرة، بل نافذة معرفية وروحية، تُعرِّف الأجيال بحياة النبي الكريم وأثر الإسلام الحضاري. إنه مشروع يحمل رسالة عالمية، تنطلق من مكة المكرمة، لتصل إلى كافة أنحاء العالم، في تأكيد على أن السيرة النبوية ستظل دائماً منبعاً للإلهام والهدى.