تُطِّل جبال القهر في محافظة الريث شمال شرق منطقة جازان كواحدة من أبرز اللوحات الطبيعية في المملكة؛ حيث تجمع بين الجمال البكر والتاريخ العريق.
وتُعد هذه الجبال أحدَ أبرز معالم المملكة الطبيعية، بارتفاعات تتجاوز 2000 متر فوق سطح البحر، وتمثل جزءًا من سلسلة جبال السروات الممتدة على طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية؛ مما يجعلها تحفة طبيعية فريدة.
وتتميز جبال القهر التي تمثل وجهة سياحية مميزة لعشاق الطبيعة والمغامرة، بتضاريسها الفريدة التي تشمل قممًا صخرية شاهقة وأودية عميقة، منها وادي لجب، الذي يُشكل مشهدًا بانوراميًّا يجمع بين الصخور العمودية والمياه الجارية.
وتزدان المنطقة بغطاء نباتي موسمي يشمل أشجار العرعر والطلح؛ مما يُضفي على المكان جمالًا استثنائيًّا؛ خاصة خلال موسم الأمطار.
وتحتضن جبال القهر نقوشًا صخرية قديمة تعكس الحضارات التي استوطنت المنطقة عبر التاريخ؛ حيث تشير الدراسات إلى أن الجبال كانت ممرًّا هامًّا للقوافل التجارية في الماضي؛ مما يعكس أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، وقد ارتبط اسمها بـ”القهر”؛ نسبةً لطبيعتها الوعرة التي ألهمت أهالي المحافظة حكايات وأساطير توارثتها الأجيال.
وتقف جبال القهر شامخة في قلب الطبيعة البكر وعلى ارتفاعات شاهقة، لتشكل لوحة طبيعية نابضة بالحياة وشاهدًا على تاريخ المنطقة وثقافتها؛ مما يتيح لزوار الجبل الاستمتاع بجماله الطبيعي، وتجربة مغامرة لا تُنسى وسط أجواء هادئة ومشاهد تأسر القلوب.