زهرة العدار، أو Striga hermonthica، هي رمزٌ صغير يجمع بين جمال الطبيعة وقسوتها. تنتمي هذه الزهرة إلى عائلة حنك السبع، وتعيش متطفلةً على جذور المحاصيل الزراعية، مثل الذرة الشامية، الذرة الرفيعة، والدخن. بتصميمها الدقيق وساقها المضلعة التي قد تصل إلى 50 سم، تملك العدار القدرة على امتصاص الماء والمغذيات من النباتات المضيفة، ما يؤدي إلى إضعافها وتقليل إنتاجيتها بشكل ملحوظ، مما يجعلها زهرة مؤذية تهدد استدامة المحاصيل.
وهذه النبتة تتكاثر بين زرع الذرة، وعندما تنبت بكثرة بين الزرع، يتكاتف المزارعون لـتنظيفها حيث يقوم كل مزارع “يغرّب ” (أي ينظف مزرعته) خوفًا من تأثر المحصول بوجودها. وبفضل هذه الجهود، قلّ وجود زهرة العدار في المزارع وأصبحت تتركز فقط في المزارع التي لا تحظى بالاهتمام اللازم من أصحابها.
ورغم تأثيرها السلبي، إلا أن زهرة العدار تحمل قيمة بيئية يمكن الاستفادة منها، فهي تنتمي للبيئة المحلية وتحتاج إلى دراسة علمية عميقة قد تفتح المجال لاستخدامها كبديل مستدام للنباتات والزهور المستوردة التي تذبل سريعاً مع الأجواء الحارة. هذه الفكرة تفتح آفاقاً جديدة لاستغلال إمكانات هذا النبات بطريقة تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
بأزهارها الوردية الجذابة، تبرز العدار كتحدٍ بيئي وزراعي يحتاج إلى حلول مبتكرة، بدءاً من تطوير أصناف مقاومة للطفيليات، وصولاً إلى تعزيز البحث العلمي لإعادة توظيف هذا الكائن النباتي الفريد بطرق مفيدة ومستدامة.