للشعر الشعبي حضوره المتميز في أدبيات حياة الإنسان القديم، وهو فن من فنون العصور المتأخرة يحكي حياة الإنسان ويوثق تاريخه ويصف حالته ويصور معانته.
وفي منطقة جازان انتشر هذا الفن الجميل والموروث الأصيل، وبرز شعراء شعبيون أثروا هذا المجال بشعرهم الجميل.
وفي هذه الفقرة أحاول أن اتطرق لبعض هولاء الشعراء.
الشاعر حسن القناعي
هو شاعر شعبي توفي في أول العقد السادس من هذا القرن. واشتهر بقصيدته الغزلية الألف بائية المعروفة. وهو شاعر موهوب له مستواه الفني، فهو على عاميته فإن مستواه قريب من مستوى الشعر الفصيح في معانيه ومبانيه، وإليكم هذه الأبيات من قصيدته الشهيرة:
ألف – الفنا بالذي يعطي الحقوق
أصفر جمال الكحل في عينه يلوق
الرب قد زين مقامه والخلوق واستغفر الله ما نسى منه شيه
الباء – بله عقلي وأضعف حالتي
يابو مقام رمح ضيع وهلتي
وجعدها ياجي ثلاثين ليتي
درع حصيف مثل ليله مظلمه
التاء – توانى ودها يلي غرير
حشيم في هرجه وله قلب سريره
يا رمح ينشر بين دوله للمشير
يارب جارك من طعونه غابيه
الثاء – ثلاث شهور في حلم البلا
كمجنون ليلى بات يسري في الخلا
اطرد وحوش أمصيد كني مبتلا
الذهن عايل ما لقيت العافيه
الجيم – جماله لاتحير واستقام
يا بدر ليلة ناصفه يجلو الظلام
الحاء – حلال المال لو ساقوه إليه
جميع الذهب واللول مطروح بين يديه
والجوهر المشهور ما يغلى عليه.