
بطريب يوجد بوابتين جنوبية وشمالية، أما الجنوبية فهي ذات شكل جميل، أكسبها إعجاباً واسعاً، وتبادلت سابقاً المواقع الإعلامية صور لها في عموم المملكة.. والشمالية لم أعد أتذكر هل هي موجودة بالفعل أم أنه مجرد تخيل وخلط بين الدوّارات والبوابات، وعلى الهامش فإن دوار المثلث بالنسبة لي هو أخطر دوار بالعالم، فلا أكاد أعبره مرة واحدة كل عام حتى اشكر الله أنني خرجت سالماً، ولم أخطىء في إختيار مداخله ومخارجه بالشكل الصحيح من جهة الكازية كما يسميها إخوتنا بالأردن وهي محطة الوقود والخدمات. وربما ان المشكلة عندي في ضعف المهارة، وتأخر الإنتباه لإستيعاب الحركة..
ومن الماضي الجميل، زميلي العزيز الخلوق علي، من فيفا كان عائداً قبل ٢٥ سنة +- من إجازته السنوية للرياض وأُعجب بالبوابة الواقعة جهة العَصَارَة، هذا الإعجاب والحماس جعله يدعس بسرعة عالية قبل تفعيل ساهر، وما أن وصل مقابل مبنى المحافظة حتى تعرض فجأة لكمين رهيب، عريض مرتفع “مطب إصطناعي”، فأعدم بطن سيارته نهائياً وسبب صدمة نفسية للعائلة، رجع الزميل لفيفا مستأجراً هايلكس طريبي غمارتين، وترك أسرته وسافر بالجو فوراً ليلتحق بمهام عمله بالسرب فهو مشرف عمليات الطيران. اليوم والحمد لله لم يعد هناك بطريب مطبات إصطناعية، والجميع يلمس التطور الجيد للأنظمة والمؤسسات والتنظيم، الذي ينقصه تعاون الشباب بشكل أفضل..
والسؤال هو، لماذا لا تكون تلك البوابات الأنيقة عامرة بالحياة وبها حركة بشرية تكسبها قيمة وأهمية.. فمثلاً: من خلال تشغيل مكتب صغير بها، يداوم به قسم من أقسام البلدية أو المحافظة ذو المراجعين المتكررين يومياً، ليقدم لهم الخدمة من خلال النافذة، ويكفي إصطفاف السيارات بشكل جميل ليراه العابرين، وايضاً لتبقى البوابة مُصانة خاصة أن الحجر الملبّس على جدرانها تساقط منه كم حبة إن لم أكن مخطئاً من الجهة المقابلة لهضبة البرصا الواقعة بين قريتنا الحزينة وجبل جرف العَرّسْ، هذا المكتب الصغير لو قام فقد يخفف من زيارات الزملاء المتقاعدين للدوائر الحكومية، أما إذا فُتح مقهى بجوار البوابة، فالوضع سيكون جاذب..
نلتقي بحديث سحر قادم، وتعليقات على مقال شاعر طريب الأول والأخير، يسبقه إستنتاج شخصي لماذا بعض المحافظات تتقدم بسرعة نحو المستقبل بعكس أخرى متباطئة..