شهدت شوارع أكبر مدن كندا السبت أعمال عنف متفرقة ، فيما نظم 10 آلاف شخص على الأقل مظاهرة سلمية احتجاجًا على قمة تورنتو حول الاقتصاد العالمي التي تضم قادة مجموعة العشرين ذات الاقتصادات الرائدة في العالم.
وذكرت صحيفة “القدس العربي” انه تم تحطيم عشرات النوافذ وسط المدينة وأضرمت النيران في ثلاث سيارات للشرطة على الأقل ، كما أعتقلت الشرطة أكثر من مئة شخص واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرقة بعض الإحتجاجات التي أتسمت بالعنف ونسبت إلى مجموعة صغيرة من “الفوضويين”.
وألقيت الحجارة والزجاجات على رجال الشرطة الذين ارتدوا زى مكافحة الشغب فيما حاولت بعض المجموعات إختراق المنطقة الأمنية حول مركز المؤتمرات الذي يجتمع فيه القادة.
وقال عمدة مدينة تورنتو ديفيد ميللر: “هذه ليست مدينتنا تورنتو. ورد فعلي هو الغضب”. وفي حين أن أعمال العنف أقل حجما مقارنة بقمم عديدة سابقة لزعماء العالم، فإن مسئولي تورنتو فوجئوا بهذا المشهد.
وتواجد حوالي 12 ألف عنصر من قوات الامن والشرطة في الشوارع حيث بلغت تكلفة فاتورة الأمن إلى ما يقرب من مليار دولار.
ويقع مركز المؤتمرات الذي يعقد فيه قادة مجموعة العشرين اجتماعهم خلف سياج يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار ، واعترض متظاهرون طريق موكب رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو أثناء قدومه من المطار في طريقه إلى الفندق المقيم فيه وفقا لمصادر بالوفد ألأسباني.
وقررت الشرطة أن الطريق غير آمن وأنتهى الأمر بنزول ثاباتيرو في فندق آخر. وكانت اغلب المطاعم و المحال التجارية بوسط المدينة في تورنتو وضعت ألواحا خشبية على الواجهات والنوافذ منذ الجمعة تحسبا للمظاهرات التي اشتملت على مناهضين للعولمة ومؤيدين للحفاظ على البيئة ومدافعين عن حقوق العمال .
ومنحت الشرطة سلطات خاصة مثيرة للجدل لإعتقال المتظاهرين على الفور في نطاق خمسة أمتار من محيط السياج ألأمني في حالة رفضهم تحديد هويتهم أو مقاومة عمليات التفتيش الذاتي. ووصف منتقدون تورنتو بأنها “دولة بوليسية”.
دعوات للسلام
وعلى صعيد متصل ، حثت مجموعة الثماني إسرائيل والفلسطينيين على العمل من أجل إجراء محادثات سلام مباشرة وقالت: “إن الأوضاع في غزة تحت الحصار الإسرائيلي ينبغي ألا تبقى ويجب تغييرها”.
وعبر بيان مجموعة الثماني عن قلقها الشديد لضياع أرواح عندما هاجمت قوات خاصة إسرائيلية قافلة سفن المساعدات قبالة سواحل غزة في مايو/ آيار متسببة في مقتل تسعة نشطاء ومثيرة انتقادات دولية.
وأشاد البيان الصادر عن القمة المنعقدة في هانتسفيل بشمال اونتاريو بقرار إسرائيل تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادث وحث إسرائيل على التنفيذ الكامل لقرار بدء تخفيف الحصار المفروض منذ ثلاث سنوات على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
تنديد بكوريا
ونددت المجموعة الاقتصادية بكوريا الشمالية بسبب الهجوم الذي أغرق سفينة حربية تابعة لبحرية كوريا الجنوبية في مارس / آذار الماضي ، وأشارت إلى تأييدها لكوريا الجنوبية التي تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن ضد بيونج يانج .
وأدى الحادث إلى زيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية المقسمة. ونفت بيونج يانج أي تورط وقالت : “إن كوريا الجنوبية اختلقت الحادث”.
ولم تذكر الصين المؤيد الرئيسي لكوريا الشمالية والعضو الدائم في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة من الذي تعتقد انه مسئول عن الحادث. ويذكر ان الصين ليست عضوا في مجموعة الثماني التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة وروسيا.
النووي الإيراني
وفيما يتعلق بإيران دعت مجموعة الثماني الدول إلى التنفيذ الكامل لعقوبات الامم المتحدة الجديدة على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقال البيان: “إننا نشعر بقلق عميق لاستمرار الافتقار إلى الشفافية من جانب إيران فيما يتعلق بأنشطتها النووية وعزمها المعلن الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وتوسيعه بما في ذلك إلى درجة تخصيب حوالي 20 في المئة”.
وحث البيان إيران على اثبات أن برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية كما تزعم طهران وقال إن مجموعة الثماني ما زالت مستعدة للحوار مع الزعماء الايرانيين.
وأقرت دول رئيسية أعضاء في مجموعة الثماني بزعامة الولايات المتحدة هذا الشهر عقوبات جديدة من الامم المتحدة على طهران بشأن برنامجها النووي الذي تخشى الدول الغربية ان يستهدف انتاج اسلحة نووية. وتقول إيران إن البرنامج مخصص للاغراض السلمية المحضة.
الشأن الأفغاني
وطلبت مجموعة الثماني من الحكومة الأفغانية أن تستعد بحلول مؤتمر يوليو / تموز في كابول لتظهر لحلفائها انها تحقق تقدما ملموسا بشأن تسلم مسئوليات امنية أكبر. وهذا أمر أساسي لخطط الولايات المتحدة لكي تبدأ خفض قواتها في منتصف عام 2011.
وجاء في البيان أن المؤتمر الذي سيعقد الشهر القادم في كابول سيكون فرصة مهمة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي لكي يظهر انه يفي بتعهداته لتحسين أساليب الادارة العامة والامن في لحظة محورية في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في أفغانستان.
وتأمل مجموعة الثماني أن يصبح كرزاي قادرا على تقديم خطط تفصيلية وإظهار تقدم ملموس بشأن تعزيز نظام العدالة وتولي مسئوليات أكبر للامن خلال خمس سنوات. وينظر الى الخطوتين على انهما اساسيتان لانسحاب قوات الأمن المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في نهاية الأمر.