سهم برنامج “التواصل مع الضحية” الذي تطبقه شرطة دبي منذ ست سنوات في مساعدة مسن سعودي يبلغ من العمر 80 عاماً على الاستدلال على عنوان ابن تاجر إماراتي وافته المنية قبل سنوات، ليسدد له 25 ألف درهم قيمة بضاعة كان اشتراها من والده قبل ربع قرن. وكان السعودي قد قطع على نفسه آنذاك تعهدات لفظية بتسديد ثمنها خلال أشهر قليلة.
وطبقا لصحيفة ” الاتحاد ” الإماراتية فقد لجأ المسن الذي حضر إلى الدولة خصيصاً لهذا الغرض قبل أسبوعين، إلى مركز شرطة نايف، بعد أن فشلت كافة محاولاته التي دامت ثلاثة أيام متتالية في العثور على التاجر الإماراتي؛ والأمل يحدوه أن يكون الأخير قدم بحقه شكوى يستطيع من خلالها الاستدلال على عنوان له.
وأفاد المسن للمشرفين على شعبة برنامج “التواصل مع الضحية” في مركز شرطة نايف أنه كان يعمل في مجال التجارة بالأعلاف بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، حيث اشترى في العام 1985 بضاعة من إحدى الشركات الإماراتية العاملة في هذا المجال تسبب تقدمه في السن بنسيانه اسم صاحبها. وقال السعودي إن صاحب الشركة أولاه كل ثقته ورعايته حينما سلمه البضاعة آنذاك دون أية ضمانات باستثناء ضمانات لفظية توجب عليه سداد ثمنها عقب أشهر قليلة.
وأوضح أن خسائر لحقت به عند عودته إلى موطنه حالت بينه وبين الوفاء بتعهداته بسداد ثمن البضاعة للتاجر الإماراتي في الوقت المتفق عليه. وتقول فوزية زاهي إحدى المشرفات في برنامج تواصل شرطة دبي مع الضحية إن علامات الدهشة انتابت المسن، حينما علم بعدم وجود شكوى بحقه بهذا الخصوص وبدا أكثر إلحاحاً بطلب مساعدته للاستدلال على عنوان التاجر الإماراتي ليفيه حقه ويسدد له ما في ذمته رغبة منه بلقاء وجه ربه بأعمال صالحة.
وقالت إن المسن أبدى ألماً واضحاً لعدم تمكنه من الوفاء بتعهداته بسداد ثمن البضاعة في الوقت المحدد؛ معرباً عن امتنانه لحسن التعامل والثقة التي أولاه إياها تجار الإمارات في ذلك الوقت، مشددا على طلبه المساعدة.
وقالت فاطمة الحوسني (مشرفة في البرنامج) إن الفواتير التي كانت بحوزة المسن مكنت فريق شعبة “التواصل مع الضحية” في مركز شرطة نايف بعد عمليات بحث معمقة من العثور على ابن التاجر الإماراتي الذي قالت إنه حضر إلى المركز؛ واستضاف المسن في منزله ورعاه حتى غادر الدولة إلى بلاده.