فيما يستعد الستيني سعيد القحطاني، لتسلم شهادة تخرجه في الثانوية العامة الأسبوع المقبل، من إحدى مدارس مدينة حفر الباطن. بدأ تسعيني يسكن في المدينة ذاتها، الخطوات الأولى في رحلة التوقف عن التدخين، بعد ستة عقود من تعاطي التبغ. ووفقا لتقرير أعده الزميل إبراهيم السليمان ونشرته “الحياة”، أقامت مدارس شعلة الإيمان، يوم الأربعاء الماضي، احتفالاً لسعيد القحطاني (53 سنة)، بمناسبة تخرجه، إذ لم يمنعه كبر السن وكثرة المشاغل وتربية الأبناء، من مواصلة «مسيرة الكفاح.
ولم يحقق سعيد النجاح فقط، بل كان «متفوقاً»، في تتويج لما أسماه مدير المدرسة «حصيلة حرص واهتمام ومتابعة، فاقت أفضل طلاب الدراسة النهارية، ما نتج عنه نجاح وبتفوق. وتخرج القحطاني، وهو من مواليد العام 1380هـ، الأربعاء الماضي، في الثانوية العامة (القسم الشرعي)، بعد ان حرص طيلة السنوات الثلاث الماضية على اللحاق بركب حملة الثانوية، متحدياً كل ما يقف في وجهه من عراقيل. كما تعهد بأن يكمل دراسته الجامعية.
وقال: «سأكمل مسيرتي العلمية، بالدخول إلى إحدى الجامعات في المملكة. ولن أنقطع عن التعليم، فقد ضاع الكثير من عمري من دون تعليم. ولا أنوي إضاعة أكثر من ذلك».
واختار القحطاني، أن يحضر حفلة التكريم في مدرسته، برفقة ابنيه، لأنه يريد أن يوصل لهما رسالة، مفادها أن «العلم من المهد إلى اللحد»، وأنه «لا كبير على العلم».
وقال مالك مدارس «شعلة الإيمان» وائل عواد العنزي: «إن المدرسة تفخر بتخريجها سعيد القحطاني»، مضيفاً «تعلمنا منه أن الإصرار وعزيمة الرجال لا تستطيع قوة أن تواجههما. وهو أنموذج حي وقدوة ينبغي أن تكون نبراساً للشباب الذين يضيعون وقتهم فيما لا ينفع».
وفي حفر الباطن أيضاً، فوجئ القائمون على لجنة مكافحة التدخين التابعة لجمعية البر الخيرية، بمسن (93 سنة)، يطلب منهم المساعدة على الإقلاع عن التدخين، بعد ان قضى 59 سنة، يدخن بشراهة. وأوضح مدير مكافحة التدخين طامي السبيعي، أن «المسن أتى إلى المركز بمعية ابنه، الذي أكد أن والده يريد التوقف عن التدخين، لأن صحته أصبحت في خطر، إذ يعاني من اعتلال في القلب. وأكد عليه الأطباء بترك التدخين، إن أراد العيش، ما دفعه إلى اللجوء إلى مكافحة التدخين.
وأضاف السبيعي، «خضع المُسن للفحص من جانب الطبيب المقيم. وأعد له برنامجاً، يبدأ بملصقات سحب «النيكوتين»، فيما تعذر إدخاله في البرنامج المتبع في العادة، كون حاله الصحية لا تسمح بذلك. ولكنه سيتعافى خلال أسبوعين، إن هو التزم بما أعده له الأطباء».
ودعا المدخنين إلى «الاستفادة من برامج اللجنة المجانية، للإقلاع عن التدخين، التي ساهمت بمساعدة المدخنين على ترك التدخين نهائياً. اللافت أن ابن المسن أبدى استياءه من بعض رفقة والده، ممن اعتادوا على زيارته، كونهم «يحاولون إحباط عزيمته، تارة بالسخرية منه، وأخرى بمحاولة إغوائه، بعرض سجائر عليه، معرضين حياته إلى الخطر»، طالباً من اللجنة «زيارتهم في المنزل، أثناء وجود أصدقاء والده، لنصحهم، أو لكف شرهم عن والده، على الأقل».
فيما وعدت اللجنة بـ «متابعة حال المسن، والحرص على أن يكون برنامجه المُعد له وفق ما هو مُقرر». ويُعد هذا المسن «أكبر المنضمين» إلى لجنة مكافحة التدخين، عمراً، إذ تتراوح الفئات العمرية لمرتادي برامج المكافحة بين 20 و40 سنة.