[JUSTIFY]
كانتْ صداقتنا فعلية قبل أن تُمسِي (وتسابية)، وهو مُحَمَّدٌ أصيل تتمازج نظرتهُ بأفكارِي، وتتناغمُ نبضاتهُ بمشاعري (عن البُعدِ)، رغم أننا نعيش على أطرافِ نفس المدينةِ الأخطبوط!.
بَعَثَ لي مقطع (فيديو)، عن شبابٍ يقودون أنواعاً عِملاقة من الدراجاتِ النارية الحديثة، وكانوا يُبارون إحدى مركبات دوريات الشرطة، ويتحدَّون قائِدَها رجُلَ الأَمْن، بالالتفاف من حولهِ، واعتراض طريقه، ورفع العجلات الأمامية، في حركاتٍ مستفزةٍ مستهترةٍ تُذكِي واقد الكَمَدَ بجوف مَنْ له غيرة على وطنهِ، ومنْ يُقدر قيمة رجُل الأَمْنِ ورِسالته.
وعلّق صديقي بحسرةٍ: لَمْ يَكُن هذا حالُنا في ثورةِ شبابنا، فقد كُنا نُجلُ رجال الأَمْن، ولا نجرؤ على تحدَّيِهم، فما الذي يا تُرى يحدث اليوم؟!.
فيرتقي بي سؤاله للتبصُر، فالأَمْن أهم مُتطلبات الحياة، ودونه لا قِيمة لمرقدٍ، ولا مشرب، ولا قطعة خُبز. وللأسف أن تعداد رجال الأَمْن في مُدنِنا وقُرانا وحدودِنا وسواحِلنا وصحارِينا لا يتناسب مع نسبةِ الانفجار السُكاني، والتوسع النهضوي المعاصر.
الوضعُ يحتاجُ لقفزة تاريخية تسجل لوزارةِ الداخليةِ، فمجرد حصول عبثٍ كهذا في كُبرياتِ المُدن، يعكسُ الوضع السلبي المتوقع على السواحلِ والجبالِ والفيافي والأطرافِ؟.
بلدنا غنية بشبابِها، الذين تم ابتعاث أَفْوَاج منهُم لدراسةٍ (غير مبرمجة)، في الخارج. وغداً سيعود غالبيتهم ليجدوا شهاداتهم هزيلة تحتاج لفيتامين (واو)، وسيصبح مُعظمهم كُساحاً يصيب مفاصل الوطن بالشلل.
وتعداد خريجي الثانوية سنوياً، يضاعف من تعداد العاطلين، فلماذا لا يتم «نزع فتيل» تلك الشريحة بتجنيدهم بالعملِ في شتى أفرع الأَمْن؟.
وأن يتم ذلك بشروطٍ، «لهُم وعلِيهم». فما هو لهم: أن تكفَلَ وظائفُهم مستوى الحياة الكريمة، مِنْ حيث المُرتب والمُخصصات، والمحفزات، والتدريب للبقاء في الميدانِ، لأطول فترة مِنْ أعمارِهم.
وما هو عليهم: هو الإخلاص في خدمة هذا البلد العظيم، كعناصر أمن مُتفانِين لا يملون، ولا تتاحُ لهم فُرصة للحصول على مكاتب مريحة.
أنا حقيقة أتعجّـب من أن يكون أي ضابط أو فرد ضمن أجهزة الأَمْن يعمل في مكتب وهو لم يتعدَ بعد سن الأربعين!.
الوقت لا يزال مهيأً لتوظيفِ أعدادٍ كبيرة من أبناءِ البلد بغرض تثبيت قواعد الهرم الأَمْني، ولتأكيد وجود الأمان، فلا مخدرات تعبُر الحدود والسواحل، ولا متسلل يستبيح الحواجز والجمارك، ولا دورية تسيرُ منفرده، ولا دورية يقودها شخصٍ واحد.
وساعتها لنْ نعود نرى مَنْ يتحدى رجلاً للأمنِ، ولنْ نسمع عنْ إرهابٍ، ولا سرِقات، ولا جرائم تنسبُ لمجهول، ولن نشاهد «مفحطا» عابثا، ولا مُتجمهرا، ولا «درباويا» ولا متخلفا بعد الحجِ، ولن نرى مَنْ يُهرّب العمالة بيننا في سياراتِ نقلِ المعلماتِ، ولا مَنْ يُوزع المُخدراتِ على أبنائِنا في المدارسِ والشوارعِ، ولنْ يشعر المواطن بالتعاسة، ولا بالحُزن، لأنه قد حصل على ما هو أهمَّ من البُر و السَّمْن.
د. شاهر النهاري
[/B][/SIZE][/JUSTIFY]
التعليقات 1
1 ping
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
20/03/2013 في 8:40 م[3] رابط التعليق
كم انت رايق يادكتور
تحياتي