رغم تمتعه بإجازة مرضية لإجرائه عملية جراحية ، وعودته الى أرض الوطن لقضاء بعض الوقت مع أسرته بعد عدة اشهر في الغربة ، ألا أن عشقه للعمل الكشفي والتطوعي كان أقوى من أية مغريات ، فما سمع أن هناك دراسة كشفية تعقد في رحاب جامعة المجمعة حتى شد اليها الرحال ، ليمارس عشقه ، وليقدم شيئاً للآخرين مما وهبه الله من علم وخبرة في الجانب التطوعي الكشفي .
تلكم هي قصة الدكتور منصور بن عبدالرحمن العسكر الذي يعمل في الملحقية الثقافية في كندا ، حيث أجرى عملية جراحية هناك ، مُنح على اثرها إجازة من الأطباء ، ليعود للوطن ، لكن خبر عقد دراسة كشفية حرك لديه ذلك العشق ، ليجد نفسه بين مدربي الدراسة ودارسيها ، يشد الحبل ، وينصب الخيمة ، ويرفع العلم ، ويخدم المجتمع ، ولم يكتف بذلك إذا به يتحول الى محاضراً عن العمل التطوعي وأهميته باعتباره كما وصفه من أقوى العوامل المؤثرة في إعداد الجيل الجديد كونها تدخل كما يرى ضمن تكوينهم خلقياً ونفسياً واجتماعياً ، فضلاً عن مساعدته على إيجاد جو من الإخاء والقيم النبيلة والتكاتف الاجتماعي ، بالإضافة الى تنميته للقدرات الذهنية ، ومايشكله من تأثير ايجابي في حياة الفرد والأسرة والمجتمع .
وقد شد ولفت العسكر انتباه جميع منسوبي الدراسة بما يتمتع به من عشق للعمل التطوعي الذي يرى هو أن ذلك الجانب يمثل صورة من صور تقدم الأمم وازدهارها ، عاداً الأمم التي يزداد فيها التقدم والرقي ، هي التي يزداد فيها عدد المنخرطين للأعمال التطوعية التي هي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة ، واصفاً الحياة الكشفية بإقدم المؤسسات التطوعية التي استمرت طيلة هذه العقود التي تربوا على 11 عقداً من الزمن لما تتمتع به من وضوح في اهدافها ومبادئها .