يلجأ بعض رساموا الكاركتير إلى رسومات غير مُنصفه، فيها من الظلم والجور الشيئ الكثير، ويتطاير بعض القراء فرحاً بهذ الإفتراء والذي يعتبروه فن وإبداع !!
ومن ذلك رسمة لطالما رأيناها وقرأناها، في أغلب صُحفنا وللأسف، الرسمة عبارة عن مربع إنقسم إلى نصفين، نصف مكتوب فيه كلمة ( عندنا )، فيه رسومات تدل على الفوضوية واللامبالاة، والنصف الآخر مكتوب فيه كلمة ( عندهم)، رسوماته تعبر عن الترتيب والنظام ، قاصدين بذلك أن النظام والجديه فقط في دول الكفر ، دون دول الإسلام !!!
هذا التعبير وإن كان فيه شيئ من الصحه ، ولكنه ليس إسلوب نصح للأمه ، ولن تكون السخريه إسلوب تثقيف أبدا ، بل إنها مع كثرة تكرارها توهن كثير من المسلمين بإستحالة نظامهم .
لماذا لانطمح ونسعى بكل صدق وجديه لتثقيف الأمه كلاً بحسب عمله وبيئته ؟
لماذا لا نكون عوناً لإرتقاء أمتنا ونترك هذا الإستهزاء الساخر ؟
والعجيب عندما نسمع من يتبجح ويقول : "هناك مسلمين بلا إسلام ، وهنا إسلام بلا مسلمين " !!!!
هذا الكلام لايقوله إلا جاهل او حاقد ، مهما علا شأنه و إرتفع مكانه ، وإلا كيف يثني على من كفروا بربهم ، وعقوا والديهم ، وخانوا زوجاتهم ، وإختلطت أنسابهم ، وظهرت مفاتنهم وعوراتهم ، وإنغمسوا خلف حطام الدنيا الفانيه ؟
عجباً لمن يقول هذه العبارة، كيف يقارن بين من كان همهم الوحيد فقط العيش والترفية ومن همهم رضى الله والجنة ؟
كيف يتساوى من يعول أهله ويحسن لجاره ويكرم ضيفه وبين من لايفكر ألا بنفسه وشهوته ؟
هل من العدل مساواة الأثره بالإيثار ؟
لماذا التغافل عن من لايخرج امواله إلا للضرائب وبين من يُرخصها لرضى الله في الصدقات والزكوات وسائر وجوه الخير ؟
هل من العدل جعل مرتبه واحده لمن يكثر ببلادهم دور العجزة وبين من يتسابقون لبر والديهم وشيوخهم ؟
اسألكم بالله هل من الإنصاف مقارنة من يحاسب شريكة حياته على ماأنفق عليها وبين من ينفق ويجزل العطاء لعلمه بعظم الأجر المترتب على ذلك عند ربه ؟
ايها العاقل
إن كانت المقارنة لابد منها، لماذا لاتقارن بين من يتفنن بهلاك نفسه للدخول في موسوعة ( غينيس العالمية ) وبين من يحفظ نفسه وأهله وعرضه وماله ؟
لم لاتقارن بين من يمشون خاشعين لبيوت الله في الظلمات وبين من يهرولون للملاهي الليلية تعلوهم صرخات وضحكات ساخره ؟
ما مبررك من تجاهلك لدول تجند موظفين لمحاربة الخمور وبين أخرى تبيعها في الأسواق علانية حتى لو كان رضيعاً ؟
ماجوابك من شعوب إسلامية الأصل فيها المحافظة على الأعراض وبين أخرى أصبحت الحياة البهيميه أقرب مثال لها ؟
ماتقول في إجتماع الأهل والأصدقاء والجيران في الأفراح والأتراح كزيارة مريض أو سجين وتجمعهم عند تشييع ميت وبين من يكتفي فقط بإرسال رساله نصيه لتفي بالغرض ؟
مارأيك بين إجتماع الأسرة اليومي وبين من تمضي عليهم سنة كاملة قد لايجتمعون يوماً واحداً ؟
اخي الفاضل
هذه هي الأخلاق العربية الأصيلة والتي أقرها وعززها كتاب ربنا وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بل وجعل المثوبة لمن فعلها، فلا نغتر بغيرنا ولو زخرفوا لنا القول، وإحصائيات جرائمهم التي خطتها أناملهم خير شاهد عليهم.
وفق الله الجميع لكل خير، وجعلنا ممن يحسن القول والعمل .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الجـــــــابري
12/04/2016 في 12:54 م[3] رابط التعليق
أسـتاذنا الفاضـل/ ألاخ سـعود المـحترم
أحسـنت الوصـف والمـقارنة واسـتدلالاتك حـقيقية و صـحيحة وجـرائم ألقـوم لا حــد لها وتوافـقك الغــالبية من عــموم المســلمين…
جـزاك الله خيرا وجـعل فضـل هذا التنبيه النبيل في مـيزان حسـناتك……………..الا اننا بحاجـة ماسـة لنفصـح عـم اصـاب الجسـم الاسـلامي وشـوه وجـهه الجـميل مـن بعض مـن يدعـون أنهـم مسـلمون ظلمـا وجـورا..امثال مـقبور القاعـدة ومسـيلمة البغدادي ومـلالي قــم اللذين ضـلوا واضـلوا بعضــا مـن ابناء المسـلمين.. “بسـبب تصـرفات هؤلاء المـنافقين حدث ما اوردته قي مـقالك الهـادف…”
تقبل فائق احترامي..
حفظ الله لنا قادتنا ووفقهم لجمع شمل الامه على كلمة الحق على منهاج الدين الحقيقي المعتدل والقويم…
(0)
(0)
محمد
13/04/2016 في 10:31 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أخي سعود وكتب الله أجرك وأجزل سعيك ورفع قدرك مقالة موضوعها مهم
(0)
(0)
الحطّاب
13/04/2016 في 1:08 م[3] رابط التعليق
القدير سعود تحية تقدير وأخرى تحية إعجاب.
حقيقة مقال يستحق القراءة.
الرسومات أو العبارات التي ترمز إلى السخرية مثل ( عندنا وعندهم) وجعل الغرب قدوة ومضرب مثل، وكل ما نراه اليوم يشعرنا بالخجل.
ولا شك أن هناك الكثير من أصحاب الأقلام لا يملكون رؤية ثقافية، وهؤلاء يسيؤون للمجتمع بحجة أن ما يقدمونه نقد يحمل رسالة إجتماعية.
دمت رائعاً.
(0)
(0)
الوافي اسير الشوق
20/04/2016 في 6:12 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير اخي سعود
(0)
(0)