مختصر سيرة ابا طلحة الانصاري رضي الله عنه .. وتميزه في مواقفه العملية التطبيقية مما جعل له ذكرا حميدا الى قيام الساعة ويتلى في القرآن الكريم ويسمع في السنة المطهرة .
ولعل السبب الرئيسي لذلك هو ::
( المبادرة )
ثلاثة مواقف في حياة ابا طلحة تختصر لك شخصيته:
الموقف الأول :
اتى رجل به من الجوع والجهد والفاقة الى النبي عليه الصلاة والسلام فبحث النبي عليه الصلاة والسلام في جميع أبياته عن طعام فلم يجد شيئا ..
فقال من يكرم ضيف رسول الله رحمه الله .
فبادر أبا طلحة طمعا في الرحمة فقال أنا يارسول الله ..
ثم ذهب بالضيف الى البيت فسأل اهله .
هل عندكم شيئ نطعم به ضيف رسول الله . ؟؟
فقالت ليس عندنا الا طعام اطفالنا .
فقال نوميهم واطعمي ضيف رسول الله .
مع أن الوالدين يتحملون الجوع والضماء . ولكن لا يتحملون أن يروا أطفالهم يتضورون جوعا أمامهم . ومع ذلك فعلت ما أمرها به زوجها
..
وأطفأو السراج حتى يأخذ الضيف راحته .ولا يعلم بخطتهم .
وكتموا أمرهم وصنيعهم .
ونام ابا طلحة وأهله وصبيانهم جميعا وهم جياع .
حتى يشبع الضيف..
ولكن الله أخبر نبيه بهذه الحالة ...
﴿وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ وَالإيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَلا يَجِدونَ في صُدورِهِم حاجَةً مِمّا أوتوا وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾
[الحشر: ٩]
.كما في سورة الحشر.
الموقف الثاني :
جلس النبي مع اهل الصفة وهو رابط على بطنه حجرا من شدة الجوع .فرأه ابا طلحة وأشفق عليه .ثم انقلب ابا طلحة الى بيته وسأل أهله هل عندكم شيء نطعم به رسول الله .
فقالت عندنا مد من شعير .
فقال اعجنيه واصلحيه .
ثم أرسل ربيبه أنس ابن مالك رضي الله عنه الى النبي وأوصاه أن يسر له بعيدا عن أصحابه بدعوة من ابا طلحة .
فلما أتى الغلام سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أرسلك ابو طلحة .
فاستحيا الغلام وقال نعم .
فنادى النبي في أهل الصفة وقاموا جميعا معه وأمسك بيد أنس حتى قربوا من بيت ابا طلحة ثم أطلقه فأنطلق الى البيت وأخبر أبا طلحة بالخبر .
فقام أبا طلحة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمية الطعام وأنها لا تكفي لهذا الجمع .
فقال عليه الصلاة والسلام أعطني اياه في صحفة .
ثم وضع يده الشريفة فوقه ثم أدخل الصحابة 10 عشرة حتى طعموا وشبعوا كلهم جميعا .
ثم رفع يده منه وكأنه لم يمس قط .
ثم أكل ابا طلحة وأطعم أهله وأطفاله وقسمو لجيرانهم ومن حولهم ..ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الموقف الثالث :
سمع قول الله تعالى ..لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .
فقال يا رسول الله .إن أحب مالي الي بيرحاء وهو أكبر بستان في المدينة بجوار المسجد النبوي .وقد بعتها لله .
فقال عليه الصلاة والسلام ربح البيع ابا طلحة واجعلها في الاقربين .فقسمها في أقاربه صدقة وصلة .
.
فأنظروا ..
اللذي تميز به ابا طلحة
( المبادرة ) .
.
فهو مثل غيره وتميز بمبادراته ومسارعته للخيرات .
.
نسأل الله أن يرزقنا حب الخيرات وفعلها .
وكره المنكرات وتركها .
.
والسلام عليكم ..
أختصرتها لفائدتها ونشرا للخير
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
السقف البعيد
03/04/2016 في 11:13 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير ….رغم قلة ظهورك مؤخراً نعتب عليك لأننا نأنس بوجودك ..ننتظر القادم ولعله قريب
(0)
(0)
علي محمد الشهراني
04/04/2016 في 12:12 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وفي علمك كلمات رائعه وكتابات من القلب .
(0)
(0)
قالط محمد الدريس
04/04/2016 في 4:28 م[3] رابط التعليق
واياك اخي السقف البعيد وأبشر بما يرضيك .زادك الله أنسا وفضلا .
أخي علي الشهراني .شكرا لك ولعلها كذلك ونسأل الله القبول
(0)
(0)
أبو عبدالرحمن الخثعمي
05/04/2016 في 12:52 ص[3] رابط التعليق
كلنا نقرأ التاريخ و نعرفه ولكن عندما يتم الحديث عن ما قرأنا فإن الحرف يعجز و اللسان يتوقف ويبقى للكلمة فرسانها…
فشكرا لك يا أبا أسامة فقد أفحمت الرواة وأتعبت منافسيك على سجع الحرف وصدق الرواية وحسن اللفظ فلك مني خالص التقدير وتقبل مروري…
أخوك/ أبو عبدالرحمن الخثعمي
(0)
(0)
قالط محمد الدريس
05/04/2016 في 5:52 م[3] رابط التعليق
حياك الله ابا عبدالرحمن وشرفتنا بمرورك .وغفر لك تجاوزك في الثناء .
(0)
(0)
فهد كدم
06/04/2016 في 2:16 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير شيخنا الفاضل فمثل هذه المقالات فائدة في الدارين بأذن الله نرجو منك الاستمرار
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
06/04/2016 في 10:48 م[3] رابط التعليق
مبادرات مباركه سردها كاتب مبارك
احسنت ايراد هذه الوقفات الاسلاميه الانسانيه من اوائل المسلمين وهم فقراء ..
*يحزنني اليوم ما نراه باخوتنا المسلمين يموتون جوعا من حصار”فاحش وحالش وجاحش وعافش”
حسبنا الله عليهم اجمعين .اذناب ومخالب ملالي المجوس …
تحياتي وتقديري لك ابا شايع
(0)
(0)
قالط محمد الدريس
06/04/2016 في 11:25 م[3] رابط التعليق
واياك أخي فهد .ولعل الله ينفعنا واياكم بما نقول ونكتب .فالقلوب تحتاج لها علاج كي تلين وتستقيم وقصص الرعيل الأول خير معين لها على ذلك
(0)
(0)
قالط محمد الدريس
07/04/2016 في 6:54 ص[3] رابط التعليق
حياك الله ابا فيصل وجزاك الله خيرا .وهذه حالك ذالك الجيل الفريد اللذي تربى على يد خير من وطئ قدماه الأرض .عليه الصلاة والسلام .
ولنا فيهم أسوة حسنة وقدوة مشرقة
(0)
(0)