قبل البدء بالموضوع سأختار خمس دول وأذكر إهتمامهم بمساجدهم، ثم نعود سوياً لنرى العجائب التي تحصل في مساجدنا !
هذه الدول الخمسة ثلاث منها (أصغر- أوسط- اكبر) دول الخليج، و الدولتين الأخريتين أحدهما عربية والثانية غربية .
⭕البحرين :- (أصغر) دولة خليجية مساحة وأقلها دعم وأشحها كوادر، ومع ذلك فقد قامت إدارة الأوقاف بتدشين برنامج تطبيقي يوفر للجمهور توفير قنوات التواصل بالمسؤول عن المسجد من قبل المصلين، والإبلاغ عن متطلبات الصيانة وأي أمور تخص الأئمة والمؤذنين وكذلك طلب الإجازات لإختصار الوقت والجهد، وفي الوقت نفسة يجعل الجمهور هو الرقيب على أي خلل مما يسهل سرعة الإصلاح والتنفيذ .
⭕الكويت :- (أوسط) دول الخليج مساحة، يقوم عامل المسجد بفتح وإغلاق المسجد وتبخيره شبة يومي وتهويته وتشغيل التكييف المركزي (وليس مكيفات الشباك التي يكثر العبث بها)، وسقي أشجار ساحاته الخضراء، ويتم توفير جميع مواد التنظيف من محارم و منظفات الدورات وصابون وعطور بل حتى نعال خاصة للوضوء وكذلك مرايات عند الأبواب للتهيئ قبل الدخول لبيوت الله .
أما الإمام والمؤذن فعملهما فقط الأذان والإمامة لأنهما مفرغين لذلك فقط برواتب تعينهم على حياتهم، وليس مكافئة مقطوعة ١٣٠٠ ريال !!
مع توفير السكن وصيانتة مع التكييف من قبل الشركة .
⭕الإمارات :- (أكبر) دول الخليج مساحة بعد السعودية، لن أكثر الحديث عنها، فنحن ياوزارتنا لا نطالب أن تكون نظافة وترتيب وتوفير المواد لنا كما هو حال مساجد أحيائهم، إنما نطالب بأقل الدرجات لديهم ونرضى ان نكون كنظافة وترتيب مساجدهم البعيدة عن البنيان (الطرقات) ، بل ونشكركم إن وصلتم بجميع مساجدنا لدرجة مساجد طرقاتهم .
⭕المغرب :- تم تغطية أكثر من ١١ ألف مسجد في مشروع هدم وإعادة بناء وإصلاح وترميم بأمر ملكي وبإشراف وزير الأوقاف بنفسه !!
⭕ اليابان :- جامع طوكيو بالعاصمة اليابانية يتميز عن جميع الأبنية المقاربة له بطول مأذنتة الشاهقة وطرازة المعماري الضخم، وقد تحول لتحفة فنية بارزة يزوره ١٥ ألف ياباني سنوياً للإطلاع على طرازة، وتستغل إدارة الجامع هذه الزيارات لدعوتهم للإسلام، حيث يسلم قرابة خمسة يابانيين شهرياً والعدد في تزايد سنوياً .
العجيب انه أغلق عام ١٩٨٣م فقط لأجل تصدعات طفيفة (كيف لو رأوا هدم وشقوق مساجد القرى؟)
وهُدم عام ١٩٨٦م وأعيد بنائه عام ١٩٩٦م بعد تدخل العالم الرباني ابن باز -رحمة الله- .
بعد جولتنا سوياً ومعرفتنا بأحوال مساجد بعض الدول نأتي لمساجد الدولة السعودية ذات الدعم السخي، والخيرات التي شملت أنحاء العالم، وإذا بغالبية مساجدنا وللأسف لا فرش نظيف ولا بخور ولا إهتمام بالتكييف، ولا عطور إلا من الإمام او المؤذن او جماعة المسجد، ولا صيانة كهرباء وتكييف ودورات إلا بعد خرابها لتبدأ معركة الإمام أو المؤذن مع الشركة المشغلة بشكاوى هاتفية وخطابات رسمية لتنتهي المعركة بتصليح نور أو تعبئة فريون أو تزويدهم بمناديل ورقية !!
ناهيك عن أعطال مكبرات الصوت والتي تبدأ معاناة الأئمة والمؤذنين قبل بداية رمضان مستعطفين التجار وأهل الخير علهم أن يتبرعوا لهم في هذا الشهر الكريم، أما دورات المياة فحدث ولا حرج فلا مواد تنظيف ولا صابون ومحارم أيدي ولا مراوح شفط، مع تعطل أكثر سيفونات المراحيض، أما الأرضية المتسخة والروائح الكريهة فهذه سببها حارس المسجد (العامل) والسبب عدم صرف مستحقاته يدفعه لغسيل السيارات وأحواش المنازل ليحصل على قوته على حساب عمله الأصلي (المسجد) كل ذلك بسبب عدم وجود رقابة من الوزارة للشركة المشغلة .
مع كل هذه المعانات لن أتطرق لمساجد المناطق الحدودية والمحافظات النائية والمراكز والقرى لعدم وجود مساحة كافية لسرد معاناتهم .
إذا عرفنا بعض معانات الإمام والمؤذن وجب علينا معرفة المبلغ المالي الذي يستحقوه بعد تحملهم كل هذه المعانات والإلتزام بالصلوات الخمس، المبلغ لا يتجاوز ١٣٥٠ ريال للمؤذن و ٣٤٠٠ للإمام !!
والآن لنا وقفة مع الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية .
⭕ رسالة الوزارة :-
إنشاء المساجد ورعايتها برسالتها (اي رعاية يقصدوا ؟)
⭕ نظام الأئمة والمؤذنين وخدم المساجد :-
صدر بالمرسوم الملكي الكريم ١٣٩٢ (قبل ٤٤ سنة!!) ولم يتم تحديث لوائحه حتى الآن !!
كان مناسباً آنذاك في عهد الملك فيصل -رحمة الله- أما الآن فالوضع مختلف تماماً .
والأعجب من ذلك هو المادة السادسة والعشرون والخاصة بتحديد المكافأت المالية مكتوب فيها مانصه : "تحدد مكافأت موظفي المساجد بقرار مجلس الوزراء" !!
فهل مجلس الوزراء فقط شغلهم الشاغل مكافأت المساجد ؟!
نهاية مقالي سأقوم بتلخيص أهم مشاكل المساجد ودوراتها وبعض الحلول :-
١- مشاكل الصيانة لعدم وجود شركة صيانة وتشغيل تابعة للوزارة .
٢- ضعف الخدمة المقدمة لترسية شركات أو مؤسسات ضعيفة لا تستطيع حمل نفسها فضلاً عن حمل غيرها .
٣- المماطلة واللامبالاة عدم تفعيل القائمة السوداء بحق الشركات والمؤسسات التي يثبت عليها عدة مخالفات .
٤- تعثر الأشغال وعدم الإنضباط لعدم وجود الرقيب .
وفق الله لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
علي السليطي
06/06/2016 في 4:27 م[3] رابط التعليق
احسنت
(0)
(0)
احمد الزهراني
06/06/2016 في 6:25 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير طرح جميل وموضوع مهم
عندنا في منطقة الباحة محافظة القري قرية ال سلمان مسجد تم بنائه من فاعل خير وتجهيزه على اكمل وجه ولم تستلمه الاوقاف حتى الان لماذا لاعلم لعلهم مشغولون بصيانة مساجد الباحة !!!
(0)
(0)
حسين الموينع
06/06/2016 في 10:59 م[3] رابط التعليق
وفقك الله … مقال يعبر عما بداخانا تجاه الخدمة المقدمة للمساجد .. وكأن القائمين عليها لايرون المساجد … الوضع مؤسف مع ماتقدمه الحكومة من دعم سخي .
(0)
(0)
بندرالحامد
17/06/2016 في 5:21 م[3] رابط التعليق
لله درك في طرق هذا الموضوع المهم جدا
ورفع الله قدرك واعزك كما تغار على بيوت الله
والتي تهان مبانيها وهي لاهم اركان الاسلام بعد الشهادتين
(0)
(0)