الحمد لله الذي انعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى وقد ربط دوامها بالشكر قولا وعملا و ان تستغل كل نعمة في طاعتة دون اسراف او تبذير او التباهي بها .
ومعنى الاسراف هو تجاوز الحد في الشي.
ومن هذا المعنى نجد ان الاسراف يعتمد على تجاوز الحد سواءً في النفقة ( كالاكل و الشرب و الملبس او السكن او المركب وغيرها ) و بالإضافة لتضييع الوقت او كثرة الكلام او النوم او اهدار الصحة بإستخدام الاشياء المضرة لها تعتبر من انواع الاسراف .
ومن انواع الاسراف الذي انتشر في هذة الايام بمسمى جديد وهو الهياط وربطوه بفئة معينه وفي صنف معين من الناس وهي المبالغة في الإكرام وذبح الأغنام او الابل بعدد قد يتجاوز أضعاف احتياج الضيوف في المأكل و المشرب وعرضها بأشكال وصور جديدة لا يرضاها عاقل ويتباهون بأنه لم يسبقهم احد الى هذة الطريقة في التقديم او العرض او قد تكون إحدى الطرق التي تم مشاهدتها او سماعها عبر احد برامج وسائل التواصل الإجتماعي ودون النظر كيف سيتم تصريف هذه النعمة والاثم لمرتكب هذا المحذور .
وأصبح الاعلام والفئات الاخرى ينتقدونهم و يغضون الأنظار عن ما يفعلونه هم وامثالهم من أصناف البذخ والهياط المقنع بالبرستيج وسوف اذكر امثله لهذا البذخ (الهياط) ليس على سبيل الحصر ولكن لأبين بعض مما عندهم، فإذا نظرنا الى الحفلات التي تقام في الفنادق و بأسعار مبالغ فيها و كروت الدعوة لها والتي طُبعت بطريقة معينة والتي قد تكون أغلى من قيمة ذبيحة، بالإضافة الى قيامهم بحفلات ليس لها أساس شرعي مثل عيد الميلاد وعيد الحب و ما يتبع هذه الحفلات من دعوة الجموع لحضور هذه الحفلات والقيام بتكاليف السكن والنقل والهدايا وانفاق الأموال الطائلة . بالإضافة الى ما ظهر مؤخراً في هدايا وحفلات النجاح قبل النجاح، هذا ونحن لم نتطرق الى المنازل و القصور والاثاث والسيارات التي فيها حدث ولا حرج .
و لا احد ينكر أن المال من اكبر نعم الله على العباد ، وهو سبيل للحصول على أنواع المأكل و المشرب فهو من زينة الحياة الدنيا ومن الضروريات للناس لتسيير مصالحهم ومعايشهم ، والعاقل يدرك حقيقة هذه النعمة ولذلك تجدهم لا ينفقون هذا المال الا في ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم بعيد عن الكبر والاسراف و البذخ (المهايطه) مع حفظ ما رباهم الاسلام عليه من الكرم و أمثالهم في المجتمع كثير ويقوم بعض الغافلين يصفهم بالبخلاء وهؤلاء هم العقلاء يعرفون ان الله سوف يحاسبهم على هذا المال من اين اكتسبوه و فيما أنفقوه. ويجب على الجميع من علماء وكتاب وغيرهم ان يتكلموا بميزانٍ عدل وعدم التمييز فكلنا نعلم ان الإسراف كما يحدث من الغني فإنه يحدث من الفقير ، و الهياط كما يحدث من البدو فإنه يحدث من الحضر تعددت النماذج والهياط واحد.
ومن الملاحظ على تفشي وانتشار مثل هذه المظاهر في هذا الزمن هو الجهل بمعنى الكرم والبعد عن مبادئ الدين والغفلة عن أوامر الله مع التقليد الأعمى الذي ابتلينا به وكذلك طبيعة المجتمع و التي اصبح معيار الاسراف على ما يعترف به المجتمع بدون ضوابط مع غياب القدوة الحسنة وأصبحوا يقتدون بمن كثر ماله او حصل على مكانةٍ لم يستحقها وأصبح هذا القدوة صديق للجميع، و من الأسباب ايضا لانتشار مظاهر الإسراف هو الرغبة في اشباع الغريزه والنقص الذي عانوا من الفقر والحرمان في مرحلة الطفوله.
اضف الى ذلك التكبر على الاخرين وحب التميّز امامهم سواءاً كان قريب او بعيد مع انه محرم شرعاً.
ونحن من النموذجين وصلنا مراحل نخشى حلول العقوبة علينا بسبب عدم إنكار المنكر والسكوت عنه ومجالسة أصحابه .
وأخيراً فإن نماذج الإسراف لا تحصى و لا نستطيع تصنيفها اذا لم نلتزم بميزان الشرع قال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف:31)،
نسأل الله أن لا يُؤاخذنا بما فعل السفاء منا وان يرزقنا شكر نعمه .
د ظافر عبيد القحطاني
التعليقات 13
13 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الجـــــــابري
15/07/2016 في 5:19 ص[3] رابط التعليق
د. ظافر جزاك الله خير
انا ارى ان الهياط والنفاق الاجتماعي من “المعازيم” هوالسبب في جنون صاحب الوليمه !!!
لم ارى قط اي شخصيه عامه رفض الجلوس على مائدة مبالغ فيها !!! فما بالك بالعامه.. ؟
قصائد بالكرم لا يستحقها الا حاتم الطائي ومديح بالشجاعة لا يليق بها الا خالد ابن الوليد وهكذا هياط وبهرجه ..
الخوف من زوال النعمه وعقلاء المجتمع يجاملون ومن الصحون يأكلون ..لا سمح الله اين نكون؟؟
تحياااتي
(0)
(0)
ابونايف
15/07/2016 في 6:06 ص[3] رابط التعليق
ابداع يبو عبيد .. سلمت اناملك
(0)
(0)
خليل سلطان بن صليم
15/07/2016 في 6:10 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله. مقال في الصميم ويحاكي الواقع.
(0)
(0)
عثمان الرمثي
15/07/2016 في 6:16 ص[3] رابط التعليق
كلام في قمة الروعة
جزاك الله كل خير وبارك فيك
(0)
(0)
علي محمد علي القحطاني
15/07/2016 في 8:36 ص[3] رابط التعليق
عدم مبالات الناس بنعم الله علينا والعبث بها لكسب مدح وثناء الناس هي ظاهرة خطيرة جدا وبداءت في الانتشار بين الناس فيحب على الجميع انكرها فجميعنا في مركب واحد وقد نغرق .
(0)
(0)
سعيد بن سند بن كليفيخ
15/07/2016 في 9:57 ص[3] رابط التعليق
لا هنت يادكتور على المقال الرائع ،،
(0)
(0)
علي
15/07/2016 في 10:08 ص[3] رابط التعليق
هناك نوع جديد منه. هو السيارات مبالغ هائلة والقسط مرتفع جداً لسبب عيون الأقارب للمدح والاستعراض والمثل
( الفقر قامة )
(0)
(0)
علي آل مانع
15/07/2016 في 10:20 ص[3] رابط التعليق
أبدعت ي دكتور ظافر ..
جزاك الله خير و بارك الله فيك
(0)
(0)
مساعد الطويل
15/07/2016 في 10:24 ص[3] رابط التعليق
نشكر الكاتب والمقال الجميل والله ينفع به
(0)
(0)
حسين جعدنة
15/07/2016 في 1:04 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك . يحكي واقعاً نعيشه .. الله لا يواخذنا بما فعلنا وبما يفعل السفهاء منا .
(0)
(0)
د.احمد عارف
15/07/2016 في 1:24 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير وبارك الله فيك
مقال رائع جدا
(0)
(0)
ابو سجى
15/07/2016 في 3:11 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يا دكتور ظافر كلام واقعي
(0)
(0)
ظافر عبيد القحطاني
06/08/2016 في 12:18 ص[3] رابط التعليق
جزاكم الله خير على التعليق والله يرزقنا الاخلاص في القول والعمل
(0)
(0)