كم هو غريب التاريخ وتغيراته ...فصفحات نجدها تزيدنا سرور .. ويبارينا الحزن من صفحات أخرى ...
وفي كل صفحات التاريخ وأحداثه كان للخيل حضورها... فقد اهتم بها العرب.. وحافظوا على سلالاتها.. وميزوا بينها.. وعرفوا صفاتها ..واهتموا بتدريبها.. وحافظوا عليها .. وعند قراءة سير المعارك وأثر قادتها في عصر الجاهلية أوالاسلام من خلال كتب التاريخ ..أو ما حوته الأشعار... من وصف للخيل وفرسانها وكيف حسموا المعارك ... وفي قصة عنترة العبسي وفرسه نجد جمال الحب بينهما وقوة التحمل والتضحية والوفاء والتفاهم والتناغم بين فارس مقدام.. وفرس لم يخذل صاحبه ...
وقد أتى القرآن فذكر الخيل في سورة الأنفال وأمرنا بتربيتها فرباط الخيل هي الخمس فما فوق فقال ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم ﴾[الأنفال: ٦٠]
وحث قدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم على الخيل وتربيتها واللطف معها وحسن قيادتها فيقول (لاتقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها) ..... وقال ايضا ...(الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) .... ويقول أيضا أن (الشيطان لا يدخل دارا فيها فرسا عتيق) ... أي أصيل
وفي زمننا هذا وقد زادت مصادر الرفاهة وتنوعت وسائل النقل..فقل الاهتمام بالخيل عند فئة من أبناء هذا الجيل.. لقلة أثرها بعد أن تطورت وسائل النقل.. وأدوات وأجهزت ووسائل الحروب ..مما قلل الاهتمام بتربيتها أو ركوبها...
غير أن قيادة بلادنا استمر أهتمامها بالخيل فشجعت على اقتنائها ودعمتها وحضرت مناسباتها وأشرفت على سباقاتها وزادت من رعايتها ..ونوعت مسابقاتها.. وفئاتها.. وأعمارها.. وأصولها..
وفي منطقة عسير
يبرز من بين ملاك الخيل .. الاستاذ عبدالرحمن حسين بن سحيم البسامي بميوله القوي.. نحو هذه الرياضة.. فقد وهبها من ماله ووقته وجده وحرصه واهتمامه .. وافتتح مربطا للخيل بمواصفات عالية يوسمه بمربط (الوسم) بتاريخ ٢٨ / ٧ / ١٤٣٧ هجري وقد تنوعت أهداف هذا المربط ..لتتوافق مع طموحات مالكه.. التي تلامس غايات في قمة الروعة...منها:
. تدريب أساسيات ركوب الخيل .. والقفز..والتحمل .. والعسف .. و كذلك توفير مستلزماتها..
وفي فترة وجيزة أصبح للمربط دور فاعل ..وتجلت طموحات صاحبه.. فنظم سباق.. وشارك في سباقات.. وحصل في عامه الأول على المركز السادس ..ثم قفز هذا العام في سباق القدرة والتحمل على كأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد وبرعاية مجلس التنمية السياحية بعسير فحقق المركزين الثالث والرابع
كما حصل على المركز الاول في بطولة الجمال فئة الأمهار على كأس سمو أمير منطقة عسير.
ومما تجدر الاشارة إليه أن هذا المربط قد خرج (٢٠٠) فارسا ولهذا الشاب الطموح امتنان أهلي منطقة عسير بشكل عام على وجود هذا المربط وبخاصة أهالي خميس مشيط لوجود مكان يهتم بالخيل وبالتدريب على ركوبها وفنونها وبامكانات عالية ليتدرب أبنائهم وليقضوا على وقت فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة ويحظى هذا المربط بمتابعة كبيرة ومستمرة من محبي هذه الرياضة العربية الأصيلة
وقفة مع أبيات عنترة:
يدعون عنتر و الرماح كأنها... أشطان بئرٍ في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره.... و لبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه..... و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى..... ولكان لو علم الكلام مكلمي
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو مشاري
19/09/2017 في 8:14 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل
يعطيك العافيه يا الو محمد
(0)
(0)
علي البسامي
19/09/2017 في 8:25 ص[3] رابط التعليق
مربط الوسم فخر للمنطقة الجنوبية وجهود الأخ عبدالرحمن يشكر عليها
(0)
(0)
احمد القحطاني
19/09/2017 في 10:54 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعاملت مع الاستاذ عبدالرحمن مالك مربط الوسم ووجدت منه كل التقدير والاحترام لزوار المربط كما وجدت منه اهتمام كبير لتعريف ونشر ثقافة رياضة الفروسيه بشكل واسع بغض النظر عن الربحيه في ناديه
فوجدته يعرض على الزوار تجربة التدريب لحصة واحده من غير مقابل لكي ينشر حب هذي الرياضه على الناس
اتمنى له التوفيق فهو من الاشخاص الذين يفرض على الناس احترامه
( الدين المعامله )
(0)
(0)
سائح
19/09/2017 في 7:43 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله تبارك الرحمن
بتوفيق لله
جهود كبيره حققت أهدافها.
إلى الأمام مربط الوسم
ولكل مجتهد نصيب.
(0)
(0)
abo talal
19/09/2017 في 7:58 م[3] رابط التعليق
كاتب رائع ويستحق المربط وماله ماكتب عنه،رياضه لم تأخذ حقها لابد من دعمها والإستفاده منها في كثير من المجالات.
(0)
(0)
إسليم دريم
20/09/2017 في 2:37 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الرحمن لله درّك من كاتبٍ قد طوّع المعاني تطويع الصاغة لأنفس المعادن ونحتها وتشكيلها وقولبتها لتظهر بهذا التألق وهذا الإبهار اللغوي كما عوّدنا أبومحمدٍ
ونحن لاننسى أن نُبارك للأخ عبدالرحمن هذا المربط وهذه الجهود المُشرّفه في المنطقة الجنوبية داعين الله لنا وله بالتوفيق والنجاح
(0)
(0)
مسفر علي ال شيبان
20/09/2017 في 6:10 م[3] رابط التعليق
مقالة رائعة جداوابداع كالعادة…. وموضوع يستحق ان تتحدث فيه وتبرز جوانبه واهتمامات اهله…. ورائع ان نجد من يهتم بهذه الرياضه التي كانت الى فترة قريبة محصورة في فئة معينة من المجتمع… ولكن الان بظهور مربط الوسم وغيره اصبح المجال مفتوحا للجميع …. ليكون التنافس قائما وليجد الجميع فرصته … وهذا يزيد هذه الرياضة ارتقاء وظهورا…..ليكون انتشارها قوياكما هو حال الرياضات الاخرى…. نسال الله التوفيق للاخ عبدالرحمن وان نجد غيره من المهتمين بهذه الرياضة الجميلة جدا .
تحياتي للجميع .
(0)
(0)