كل إنسان في هذه الحياة يتمنى أن يصل إلى درجة الكمال ، ودرجة الكمال هذا ليس امتحان تأخذ به درجة أو معيار تعرف به ماذا ينقصك لكي يتم إكماله لترضي به نفسك وترضى به المجتمع .
هناك عبارة تم تداولها بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي و الكل يتوقع التغير والاستفادة من هذه العبارة لأننا مسؤولين عما نقول ونقرأ ونرسل وهي تقول ( العاقل إذا أخطأ تأسف و الجاهل إذا أخطأ تفلسف ).
فالإنسان معرض للخطأ مهما كان علمه أو منصبه أو مكانته الاجتماعية أو غير ذلك من المراتب التي يقيّم بها النَّاس بعضهم البعض.
وهنا قيّيم نفسك من خلال ثقافة الإعتذار عندما يصدر منك خطأ إما زلة لِسَان أو فعل غير مقصود أو طريقة غير مناسبة وتكتشفه بنفسك أو يخبرك أحد الأصدقاء أو غيرهم بهذا الخطأ أو بأي إسلوب يستخدمه الآخرين سواء كان مناسب أم غير مناسب للخطأ أو مكانتك ، فهل تستجيب وتقوم بإلاعتذار وبروح الإنسان المتواضع الذي يؤمن بأنه بشر ومعرض للخطأ أو تستخدم الأسلوب الآخر.
فمن وجهة نظر متواضعة أن هذه العبارة قد تكون ميزان تستفيد منه لكي تقييّم نفسك وتعرفها وتصلحها وتغير من واقع يجب اصلاحه ويوفر الوقت الذي يُضِيّع في إقناع الاخرين بالخطأ وما يصاحبه من جدل عقيم في أغلب الأوقات وما يعقبه من تهاجر وقطيعة رحم أو مشاكل لم تكن في الحسبان وهم يكابرون إما جهل منهم أو عدم الاقتناع بالأسلوب او الطريقة أو الشخص الذي بلغه بالخطأ في نظره ليس في مقامه او خوف من المجتمع أن يقول تراجع في كلامه أو غير ذلك .
وختاماً نقول اللهم أرنا الحق وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
التعليقات 3
3 pings
عائض القحطاني
22/07/2016 في 1:14 م[3] رابط التعليق
مقال رائع لا يصدقهُ ويعمل به بمقتضاه وفكرتهُ الا العقلاء والعظماء، فالإعتذار من شيم العظماء ولا جدال في ذلك…
الا انه وللأسف كان في اطراف الزمان القديم قلة من يجدون في الاعتذار الشهامه والعودة عن (الزله لتقريب الفكره واللمّه) بأسلوبٍ وفنٍ دعى اليه ديننا الحنيف وهو الإعتذار… فأصبح في زمننا الحالي الاعتذار وجه من وجود الضعف والهوان والخذلان الا من رحم ربك، والادهى من ذلك والأمر ان اعتذر واعلم جيداً ان لا داعي للإعتذار إنما فقط لأجل التراضي بأي طريقة كانت وهنا فقد الاعتذار (صفته) التي يجب ان لا تقال الا في مقال يتناسب معها ولها ولجميع الأطراف، ولله المشتكى
تقبل تحياتي د. ظافر … دمت بود وفي رعاية الله
وبالمناسبة ( اعتذر لي ولك على قلة الوصال يا صديق الطفولة)…
(0)
(0)
علي آل مانع
22/07/2016 في 9:10 م[3] رابط التعليق
كلمات رائعة ي دكتور ظافر
والكثير يجهل هذه الثقافة
والبعض يعتقد ان الإعتذار تنقص من قدره والعكس صحيح
(0)
(0)
حسين إبراهيم
23/07/2016 في 11:07 ص[3] رابط التعليق
أجدتم وأفدتم د. ظافر، الله ينفع بكم
(0)
(0)