منذ العام 1979م، وهو تاريخ قيام الثورة الإرهابية في ايران، وبلادنا السعودية مستهدفة مباشرة بفكر وسلاح وإعلام واستخبارات هذه الثورة الإجرامية سعياً للتوسع خارج حدودها.
وفي المقابل تصدت لها المملكة منذ أول اشتباك معها سواء في البقاع المقدسة التي سفك فيها الحرس الثوري الذي كان يرتدي ملابس الاحرام زوراً دماء الحجاج، أو من خلال إفشال اعتداءاتهم بالطائرات والقوارب على المنطقة الشرقية او تجنيد العملاء والجواسيس ودعم منظمة القاعدة ومافيات المخدرات.
وبعد 40 عام على أول اعتداء ارهابي ايراني ومواجهته، ها نحن لا نزال في حرب دفاعية ضد هذه الثورة، التي لم تحقق هدفاً بفضل الله في معركة واحدة مع بلادنا، بل فشلت في كل مواجهاتها بعون الله أولاً ثم بتلاحم الشعب وحنكة القيادة السعودية وجاهزية المؤسسات الوطنية العسكرية والأمنية.
وفي المملكة هناك تكامل فريد من نوعه بين المواطن ومؤسساته الأمنية التي هي جزء منه وهو مكونها الرئيس. ومن حيث المبدأ فإن جميع ما يتم تمريره من المعلومات مباشرة من المواطن الوفي عن اي مشاهدة أو سماع أو اشتباه معادي أو حتى نتيجة لتفكير منطقي، كانت ولا تزال بعد الله هي أقوى سلاح يفشل هذا العدو المجرم وأذرعه المعادية التابعة له بالمنطقة وغيرها.
والأجهزة الأمنية السعودية تعتمد كثيراً على تمرير المعلومات مباشرة اليها وبسرعة عالية، لأن ذلك وبكل بساطة يعطيها الفرصة الزمنية الكافية للتحليل والاستنتاج. وأحياناً تكون المعلومة القادمة من المواطن الصالح خطيرة ومهمة جداً ولا تحتمل التحليل أو الإنتظار بل تتفاعل معها الأجهزة الأمنية فوراً كحقائق فتمنع بموجبها مكروهاً أن يقع، وتحمي ارواح بريئة، وتحقق نجاح معنوي كبير، وهزيمة ماحقة للعدو.
والمؤسسات الوطنية الأمنية والفكرية عليها مداومة الحفاظ على التواصل مع المواطن واستنهاض وطنيته ونخوته وإيمانه عبر الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي بمفهوم الشباب الحديث وطريقة تفكيرهم لبناء جسور الثقة المتبادلة وتمرير اي معلومة بسرعة وبلا تأخير، والأهم هو تحريك فكر هذا المواطن الشاب واستقطاب اهتمامه الشخصي تجاه أمن بلاده الذي يحقق له في المقابل أمن عائلته ومصالحه. وأي تعامل غير ودي أو تفاعل باهت أو غير مبالي ستجعل مواطن شاب شهم ينصرف عن قول شيء مهم.
وبالمناسبة وطالما أن الحديث هو عن تمرير المعلومات واهمية نتائجها للأمن الوطني، فلكل مواطن أن يفتخر بمركز تمرير المعلومات، وهو مركز مميز على مستوى منطقة الشرق الأدنى والأوسط والبعيد، وهذا المركز يتبع للقوات الجوية الملكية السعودية الجسورة، ويقوم بتنسيق اعماله مع مركز المراقبة الجوية الإقليمي التابع لهيئة الطيران المدني ويهدف الى الحفاظ على أمن وسلامة الأجواء السعودية وتنسيق جميع التحركات الجوية المدنية والعسكرية في السلم والحرب وفي حالات التمارين الجوية وفي المناسبات الوطنية والإستعراضات الجوية، كما يقدم خدمة السيطرة على المجال الجوي خلال العمليات الجوية كافة وضمنها التزود بالوقود في الجو وحالات الرماية الحية. وقد برز دور وتأثير هذا المركز ورجاله الفنيين المحترفين بمختلف رتبهم منذ حرب الخليج الأولى (العراق-ايران) والثانية (عاصفة الصحراء) وخلال دحر الإرهاب الحوثي الإيراني القائم وما قبله. فلهم التحية والتقدير.
وبالإمكان محاكاة هذا المركز من حيث السيطرة على المعلومات وسرعة تمريرها وتبادلها وتحديثها من خلال إنشاء مركز مشابه تقريبا يخدم الأمن الوطني في عملية تبادل المعلومات وتنسيقها بسرعة البرق بين المواطن في المحافظات وبين أجهزة الأمن بشكل مختلف ومنطقي وفاعل، كما في تبادل وتنسيق ودمج المعلومات بين الوحدات الأمنية والاستخبارية نفسها بشكل مغاير كلياً، فالظروف تتغير بسرعة والعدو يتموضع كل يوم، ويغير من وسائله ومن نمط تفكيره وأساليب هجومه.
والسرعة والتنسيق القوي في تمرير المعلومات هما عامل النصر الحاسم الذي يسبق استخدام السلاح وقد لا يتم استخدامه.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سعيد المتحمي
08/04/2018 في 2:54 م[3] رابط التعليق
تشرفت بالعمل في مركز تمرير المعلومات ومن المستغرب والغريب أنه رغم جهودهم التي لا تقدر بثمن لا يستلمون علاوة أو ميزة مقابل عملهم الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط وأحد أهم عوامل أمن وسلامة وتميز الأجواء السعودية .
(0)
(0)
adnc
08/04/2018 في 3:51 م[3] رابط التعليق
اولاً لا فض فوك ياسعادة اللواء عبدالله بالفعل دور المركز جداً مهم امنياً وفنياً ولكن مع الاسف لم يعطى حقه ولم يتم تثمين جهودة الجبارة بل لا اخفيك كثير من منسوبي وزارة الدفاع يجهلون مهمات المركز عامه بل حتي ع مستوى القوات الجويه ولكن اتمني بعد مقالك وانصافك عن المركز ان يحظى بلفته من سمو قائد القوات الجويه ويعطي حقه بل يميّز ايضاً
(0)
(0)
Lt col - Almalki
08/04/2018 في 7:14 م[3] رابط التعليق
بلا شك (مركز تمرير المعلومات) يستاهل هذا الاطراء ، انا احد اعضاء هذا الصرح الكبير واستفدت كثير ومازلت مع قيادات مميزه .
(0)
(0)
سعيد المتحمي
08/04/2018 في 7:14 م[3] رابط التعليق
سمو قائد القوات خير من يقدر ويعرف جهود ودور مركز تمرير المعلومات ، وقد حدث قبل تقاعدي المطالبة بتمييز منسوبي هذا المرفق الهام بِجزء مما يستحقونه ولَم يتحقق شي من ذلك بكل أسف.
(0)
(0)
فهد بن محمد الغامدي
16/04/2018 في 8:04 م[3] رابط التعليق
بكل فخر واعتزاز عملت في مجال المراقبة الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني وعلى تعاون وثيق بين جميع أفرع القوات المسلحة ممثلة في مركز تمرير المعلومات بالقوات الجوية ولا اريد ان ازيد على الحقائق التي ذكرها سعادة اللواء والتي كنت ضمن من عملو جنبا إلى جنب مع الأخوة في مركز تمرير المعلومات من ٧٩ الى العام الماضى
فهم قلب نابض بمعنى الكلمة في سرعة تلقي المعلومات وسرعة تمريرها لكل الجهات المعنية
واخر فترات عملي كنت مديرا لمركز المراقبة الجوية الإقليمي بجدة
وبحق يستاهل الاخوة في مركزتمريرالمعلومات
كل تميز مأمن شانه يزيد في تطوير الأداء والتحفيز لبذل المزيد من العطاء
وفقكم الله وسدد خطاكم
(0)
(0)