أكد مساعد مدير عام التعليم للشؤون التعليمية بمنطقة الرياض الأستاذ عبدالله بن سعد الغنَّام سعي إدارة تعليم الرياض لأن تكون من أوائل الإدارات المميزة والسباقة نحو الأفكار الملهمة و البرامج والمبادرات الطموحة لما يمثله تعليم الرياض من ثقل كبير في قطاع التعليم الذي يعول عليه الكثير في تنفيذ العديد من الخطط والبرامج وتحقيق أهدافها .
جاء ذلك خلال افتتاحه الملتقى الأول ( 2019) لمشرفي ومشرفات القيادة المدرسية على مستوى منطقة الرياض والذي نظمته الإدارة بمشاركة عدد من المتحدثين الأكاديميين والمختصين بحضور مساعدة مدير عام التعليم للشؤون التعليمية ريم الراشد و مدير الإشراف التربوي للبنين خالد الدوسري ومديرة الإشراف التربوي للبنات نجلاء النفيعي ورئيس قسم القيادة المدرسية للبنبن ناصر السلطان ورئيسة قسم القيادة المدرسية للبنات الدكتورة دليّل الجلّال وحضور أكثر من 120 مشرفًا ومشرفة للقيادة المدرسية وذلك بقاعة فندق جلودن توليب .
وأضاف ” الغنام ” : ” إننا في تعليم الرياض إزاء فرص وتحديات, وعلينا استثمار هذه الفرص ومواجهة تلك التحديات بكل كفاءة واقتدار” لافتًا إلى ما تزخر به منطقة الرياض من توافر أعرق الجامعات والمؤسسات التعليمية وغيرها مؤسسات الدولة العامة والتي نعول على العديد من الشراكات الفاعلة معها .
وأشاد في كلمته خلال الملتقى بالإسهامات المميزة للقيادات المدرسية التي كان لها الدور المؤثر في تحقيق التميز لتعليم الرياض في المحافل المحلية والدولية مؤكدًا على أهمية دور مشرفي ومشرفات القيادة المدرسية في الرقي بأداء قادة المدارس من خلال المتابعة الميدانية لرفع المستوى العلمي والسلوكي لأبنائنا الطلاب والطالبات .
وعبر في ختام كلمته عن أمله في يحقق الملتقى الأهداف المرجوة من خلا ل تطبيق مخرجاته على أرض الميدان, مقدمًا شكره للمشاركين في أعماله من الأكاديميين والمختصين ولإدارة الإشراف التربوي والقيادة المدرسية على جهودهم في إقامة هذا الملتقى .
هذا وانطلقت أعمال الملتقى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلا ذلك عرضًا مرئيًا من إعداد قسم القيادة المدرسية سلط الضوء على أهمية التعليم ورؤية المملكة في التعليم و الجهود المبذولة في دعم وتطوير المؤسسات التعليمية والخدمات التعليمية المقدمة للطلاب في جميع المراحل و منجزات القيادة المدرسية والتطلعات المستقبلية.
وكانت أولى الجلسات بعنوان “التميز المدرسي التشاركي” قدّمها رئيس قسم الإدارة التربوية بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم بن داوود الداوود تناول خلالها مفهوم التميز المدرسي والتشاركية، واستعرض مكونات التميز ومجالاته ومعاييره، مقدمًا رؤية لتكامل أدوار قائد المدرسة ومشرف القيادة المدرسية.
وأكد الدكتور ” الداوود ” أن التميز المدرسي يمثل توجهاً استراتيجياً لقطاع التعليم في المملكة موضحًا أن التميز المدرسي يتحقق بتشاركية فاعلة بين القائد المدرسي والمشرف التربوي .
وأضاف بأن تحول المدرسة من التقليدية إلى التميز يكون باستثمار إمكانات المدرسة وتطوير قدراتها وتحسين أدائها، وقيام جميع مكونات المجتمع المدرسي الطالب والمعلم والقائد والمشرف وأولياء الأمور والجهات المشرفة بأدوارهم بشكل تكاملي، بما يسهم في تنمية العائد من المدرسة وتحسين مردودها على المجتمع، ويحقق نواتج متميزة للأهداف الفردية والمجتمعية والرؤى والاستراتيجيات الوطنية.
كما استعرض الدكتور ” الداوود ” مجالات التميز المدرسي كالتخطيط وقيادة العمليات والتطوير المهني وإدارة الأداء التعليمي والتواصل الفعال وأخلاقيات المهنة والبيئة التعليمية وإدارة مواردها, والمبادرات وإدارة الابتكار, مبينًا نقاط التكامل في تحقيق معايير هذه المجالات للقائد والمشرف، ومنهجية بناء معايير التميز المدرسي ومؤشراتها.
واختتم ” الداوود” حديثه حول واقع العلاقة بين مكونات المجتمع المدرسي مركزاً على علاقة القائد والمشرف وتحولها من النمطية التقليدية إلى العمل بروح الفريق الواحد، لافتًا إلى أن النجاح الجمعي أكثر استدامة من النجاح الفردي.
تلا ذلك الجلسة الثانية بعنوان ” التقويم والاعتماد المدرسي” لمديرة إدارة التقويم والاعتماد المدرسي بهيئة تقويم التعليم الدكتورة هند مسعد الحربي تناولت خلالها ثلاث محاور رئيسية وهي برنامج التقويم والاعتماد المدرسي و الدورة الأولى لرصد أداء المدارس والتي شملت 711مدرسة , والتكامل بين وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والاعتماد المدرسي حيث استعرضت خلالها منطلقات برنامج التقويم والاعتماد المدرسي ومنها رؤية المملكة 2030, وواقع التعليم في المملكة ومستجدات الممارسات العالمية في مجال التقويم و متطلبات بيئات التعلم الحديثة وكذلك أبرز منجزات برنامج التقويم والاعتماد وبناء وتطوير معايير التقويم المدرسي , كما استعرضت ” الحربي ” مجالات التقويم ومعايير ومؤشرات التقويم ومستويات الأداء المدرسي, وأهداف رصد الأداء المدرسي موضحة أن الهدف الجديد هو رسم خارطة طريق للمدرسة وزيادة القدرة الذاتية للتقويم الذاتي والتحسين المستمر باستخدام أحدث المعايير المعتمدة مشيرة إلى أهمية العلاقة التكاملية بين وزارة التعليم وهيئة الاعتماد الأكاديمي وأنها علاقة تشاركية نابعة من وحدة الرؤى والأهداف والتطلعات .
واستعرضت في ختام الجلسة بعض التجارب والنماذج الدولية في التقويم والتكامل بين التعليم وهيئات التقويم والاعتماد المدرسي مثل الولايات الأمريكية المتحدة وبريطانيا وسنغافورة
وشهدت الجلسات عدة مداخلات ونقاشات من الحضور المشاركين حول ما تم عرضه. واختتمت بالدعوات للعاملين في التعليم بالتوفيق في مواجهة تحديات العمل التعليمي متمنين استمرار مثل هذه المتلقيات العلمية الإثرائية .