بكل وضوح نحن في صراع وجودي مع ثورة إيران منذ قياماها عام ١٩٧٩م والسبب الوحيد أن هذا العدو الإيراني يسعى بكل جهد لتدمير المملكة والقضاء على وحدتها واحتلال مكة والمدينة والسيطرة على آبار النفط بالمنطقة الشرقية، هذا هو هدفهم وهذا ما يسعون إليه وغير ذلك هو مجرد كلام ليس له معنى. وقد جاء عدوان إيران بالهجوم العسكري على ارامكو في ١٤سبتمبر ٢٠١٩م ليثبت أنه لا مجال للتعايش مع ثورة الخميني وهي بهذا الشكل الإرهابي العدائي. ولا يمكن بأي حال أن تأمن السعودية على حدودها وشعبها وسلامة مقدساتها وثرواتها مع وجود هذه الثورة وهي تحكم إيران.
وماذا فعل عملاق الزيت”ارامكو” لِتُهاجم معامله في بقيق وخريص ثورة إيران الفاشلة التي تربض على ثروات واحتياطيات هائلة انشغلت بالإرهاب عن استغلاها لرخاء شعوبها؟. الجواب هو ان هذا العملاق ارامكو سبَّب لإيران المهانة وفقدان التوازن لفشلها في تطوير مصادر الطاقة ولو بمستوى يقترب من ربع ماحققته ارامكو من نجاحات. لقد أصابهم الجنون لأن أرامكو بذاتها هي أقدر وأغنى وأهم من إيران نفسها التي يقودها الملالي.. ولهذا هاجمتها إيران الكترونياً قبل عدة سنوات بلا أي مبرر وحينها لم تكن إيران تحت عقوبات تهدف لتصفير صادارتها النفطية.
شركة ارامكو التي تعرضت لعدوان همجي ايراني عسكري يبدو أنها ستختصر المدة الزمنية المتبقية من عمر الثورة الإرهابية بطهران وستجعل الإرهابي الأكبر علي خامنئي يتجرع سم الخميني الذي أعلنه بنفسه حينذاك بقبوله الهزيمة وإعلان وقف الحرب مع العراق عام ١٩٨٨م بعد مماطلة دامت لثمان سنوات. تلك الحرب التي كانت خلالها المملكة هي الداعم الأول للعراق بالمال والسلاح والسياسة، وشقت بأراضيها وعلى نفقتها انابيب لا تزال شاهد لتصدير نفط البصرة عبر البحر الأحمر بالقرب من ينبع.
المواطن السعودي يتساءل لماذا لم يتم الرد عسكرياً على إيران مباشرةً بعد الهجوم على ارامكو. لكن الواقع الذي لا يجب اغفاله هو أن المملكة تسدد ضربات متوالية بحكمة وبراعة ضد إيران من قبل هذا الهجوم. بل ان السؤال المنطقي هو لماذا هاجمت إيرن ارامكو؟ اليس بسبب اسلوب المواجهة القوية التي تنتهجها المملكة لتغيير إتجاه الثورة ١٨٠ درجة أو إطاحتها؟. أنظروا كيف تم حرمان طهران بالسلاح من احتلال اليمن والسيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر. أنظروا كيف سددت المملكة عبر واشنطن الصفعات القوية وعذابات الحصار ضد ثورة الإرهاب. هذه حقائق قد لا يعرف تأثيرها وخطورة عواقبها أي أحد أكثر من الثورة الإيرانية ذاتها. وحتى أبناءها الحوثيين بدأُوا يدركون خطورة مستقبلهم. أنظروا كيف قلبت المملكة المعادلة في اعقاب استهداف منصات الطاقة في بقيق، وجعلت الهجوم الإرهابي ملفاً دولياً كبيراً يتضخم كل ساعة، وسيكون الوحيد الذي يتحمل عواقب هذا الملف هي إيران حتى وإن كان منفذ الهجوم أحد عملاءها بالعراق أو في أعماق بحر الصين، مع أن التحقيقات قد تثبت أن الهجوم انطلق من داخل أراضي إيران بموافقة المجرم الخامنئي الذي تشير التقارير الى أنه وضع شرطاً أساسياً لموافقته وهو أن لا يترك أي أثر يدينهم!، لكن المجرم يفلت مرات عدة ثم يقع لمرةً واحدة بسوء تقدير فتكون النهاية.
إيران في مأزق مع العالم بسبب أرامكو. والخامنئي سيتجرع سماً لا محاله. أما من ينشد الرد العسكري السريع فهذا ما تبحث عنه إيران لتشعل حرباً ثنائية تسمح لها بمحاولة القصف عن بعد لمنشآتنا ومحطات تحليتنا وآبار نفطنا الكبيرة والغالية التي لا تمتلك طهران منها أي شيء ثم يدعو مجلس الأمن الى التفاوض مع الملالي على لا شيء عدا ايقاف العمليات العسكرية! ثم يستمر ارهاب الثورة مجدداً بعيداً عن مجلس الأمن وضغط العالم! وكأنك يابو زيد ما غزيت.
ملف ارامكو خطير وسيتحول بحكمة المملكة الى حبل مشنقة لثورة الخميني أو سيكون سبباً لإنعطاف وتراجع إيراني بضمان دولي.. لا تقلقوا ودعوا ثورة الشر تموت بطيئاً.
وكل عام والمملكة في يومها الوطني بعز وإنتصار.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سلوى النعيمي
24/09/2019 في 6:07 م[3] رابط التعليق
حماك الله يالعزيزة السعودية انتي بمجرى دم كل عراقي شريف ما ينسى فضلك يا أمنا السعودية .. فديتها وفديت ملكها وولي عهده وتبقين شامخة يا أم المسلمين في الارض
(0)
(0)
رأفت حسن ياسين
24/09/2019 في 8:08 م[3] رابط التعليق
صمت السعودية مايزيدها الا قوة ورزانه ودراسة اخطاءها
(0)
(0)
هشام أحمد
24/09/2019 في 11:22 م[3] رابط التعليق
لقد أخطأت المملكة خطأ جسيما حين سلمت العراق بيد إيران فاستقوى عملاؤها بها وتخلت عن سنة العراق وتركتهم لمصيرهم المشؤوم وهم يواجهون ماكنة القتل الطائفية على يد المليشيات الإيرانية العراقية معا فكانت النتيجة أن وصلت النيران إلى أراضيها ولو بذلت المملكة في العراق ربع ما تبذله في اليمن لبقي العراق حارسا لبوابة العرب الشرقية
لقد أكلت المملكة يوم أكل العراق.
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
25/09/2019 في 9:48 ص[3] رابط التعليق
كلامك غير صحيح
المملكة لم تدخر جهدا لمساعدة كل العرب بمن فيهم العـــــراقيين
لكن يبقى الأمر مناط لكل شعب داخل بلاده بتدبير شئونه بنفسه
(0)
(1)
ابوجنى العمري
25/09/2019 في 7:47 م[3] رابط التعليق
وليخسأ الخاسئون
سوف تنهار دولة الملالي المارق
وستبقى دولة التوحيد شامخه عزيزه
بحول الله وقوته
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
25/09/2019 في 10:41 م[3] رابط التعليق
في ذكرى اليوم الوطني الـ89 للمملكة، كتب الشاعر عبدالله فراج العنزي قصيدة فاضت كلماتها وتغنت بحب الوطن في هذه الذكرى الغالية.
وقال الشاعر في أبيات قصيدته:
يفيض الشعر وحروفه على بيض الورق بسطور *** عذيّات الشعر لأجل الوطن تأتي بموعدها
يسج الشاعر بفكره ويضرب كايدات بحور *** يصوّر فكرته بأبيات يقْرب ويتبعدّها
سلام الله يا بلاد تغشاها الفرح وسرور *** بذكرى للمليك اللي بلاد الخير وحّدها
حسمها معزي بعزمٍ قوي وسيفه المشطور *** وغدت نجد العذيه في زمام يديه قائدها
تسلسل حكم أبو تركي إلى سلمان والدستور *** كتاب الله دستوره ويُقرأ في مساجدها
مليك الحزم والهيبه مليك بفعله المشهور *** يِمَنّى يوم نادت له وطا ها الضيم سنّدها
جِمع شمل التحالف والأوامر ساقها بالفور *** قبل نار الفتن لا تشتعل والفرس هجّدها
عميل الفرس جاه الدرس بليا مرسم وطبشور *** على غيمة فشق لا حوّلَت ترعد رواعدها
طراز الإف سِرب من السعوديه مع الديجور *** نجح بأهدافه اللي قبل لا يصبح توعّدها
على الميدان شجعان الوطن فيهم سِطَر مخبور *** وكاد اللي سعى للمعركه غصب يتوسدها
حماك الله يا بلادي عدوّك خايب ومدحور *** تهنّي في ولاء شعبك وبيعاتٍ يجددها
رقيتي قمة الغيمه تندّى رملك المنثور *** عقب مانتي صحاري قاحله ضحله مواردها
طُفح في بادِيَتك النفط مواريدٍ ومنك صدور *** صناعات الدول لولاك ما تنتج سواعدها
أساطيلٍ على الميناء تحرّى دورها بالدور *** وهبك البارئ أنعامٍ جميع الأرض تَفقِدها
وأميرٍ يصنع الأمجاد تقدّم بأول الطابور *** ولي العهد حط الجهد بالرؤية وفنّدها
هذا محمد بن سلمان درع المملكة والسور *** إلى صفّت زحول الأرض يقلط ويتسيّدها
أميرٍ يفخر بشعبه على الشاشات والجمهور *** يماري بالسعودي والسعودي خابره قدها
وهو بخصٍ بهمتنا من الآمر إلى المأمور *** كما حيدٍ يسمّى طويق نرسي في شدائدها
غشيم اللي يحسب إن السعودي في وِطَنه يبور *** هبا والله مابِرنا ولا الدولة بقائدها
هبا من يقلب الصورة يولّفها خداع وزور *** ترى ما حرّك الكعبة ولا اهتزّت قواعدها
(0)
(0)