قاسم سليماني جنرال إيران الذي اعدمته اميركا في بغداد لم يكن مجرد قائداً لفيلق القدس كما تقول طهران بل كان قائد تصدير الثورة الخمينية ، وهو الرجل الثاني في الثورة بعد خامنئي، وأقوى رجل بإيران ، وكان يفوق بتأثيره وزير الخارجية ووزير الاستخبارات وقائد الحرس الثوري ووزير الدفاع. وسليماني كان قائد الميليشيات العربية الشيعية العميلة ومؤسس الكتائب الطائفية من المرتزقة الافغان والباكستان على الأرض العربية، وهو ايضاً ممول العملاء العرب من السنة وتحديداً من تنظيم الإخوان وذراعهم العسكري “حماس”. هذا هو جنرال الإرهاب الإيراني الذي لقي حتفه في بغداد التي قادها لستة عشرا عاماً وهو يؤلف حكوماتها الصورية كجناح سياسي للحرس الثوري بالعراق.
مقتل هذا الارهابي كان صادماً للملالي ولعملاءهم في الدول العربية، وتوقيت تصفيته أصاب الثورة الايرانية في مقتل، وبغيابه اصبحت ثورة الخميني في أسوأ حالاتها منذ قيامها، ولن تكون كما كانت قبل رحيله.
ثورة ايران انتقمت لمقتل سليماني بعدة صواريخ بلا رؤوس تدميرية اطلقتها ضد مواقع امريكية بالعراق تم اخلاءها قبل الهجوم ولم تحقق اي شيء. هذا الإنتقام الشكلي جاء لعدة اسباب اهمها حفظ هيبة طهران أمام عملاءها في الخارج بالدرجة الأولى ثم أمام مؤيديها بالداخل . وعدم الرد كان سيجعل ثورة إيران في موقف ضعيف امام جنرالاتها وموسساتها الأمنية والسياسية مما قد يشكل خطراً على النظام. هذا الرد الإيراني المُهين ضمن اهدافه تطمين مؤيدي النظام رُعاع العرب بتيارات اليسار وتنظيم الإخوان وبقية الكُتاب والمرتزقة. هذا كله غير مهم فقد أصبح من الماضي.
أما الرسالة هنا بعد قتل الارهابي قاسم سليماني، فهي للسعوديين فقط، عليكم التذكر أنكم الهدف الحقيقي والعدو الذي اختارته الثورة الإيرانية، وليس بإمكانها أن تعتبركم اصدقاء طالما بقيت تهيمن على ايران. وليس بإمكانكم تغيير نهج هذه الثورة التي تسعى لتمزيق بلادكم وتغيير دولتكم والسيطرة على ارضكم.
انتقام ايران لمقتل المجرم سليماني ليس هو المقلق لأميركا لأن طهران لا تريد حربا نهايتها معروفة بل تفضل التفاوض مع واشنطن وتقديم التنازلات حتى بعد تصفية سليماني بشرط أن لا تقف واشنطن مع حليفها السعودي ضد التخريب الإيراني.
صحيح أن السياسة السعودية تجاه طهران معلنة وواضحة وتسعى للتهدئة بل وإلى إقامة علاقات جيدة تحفظ لإيران تاريخها وأهميتها الجيوسياسية وتراعي مصالحها المشروعة، لكن المشكلة ليست هنا فهذا هو الطبيعي في العلاقات بين الدول، لكن المشكلة في أن بعض موظفي مؤسساتنا في بعض المستويات لا يفهمون قيادة إيران ولا يعرفون فكرها السياسي وليس في واردهم الإقتناع بأنها تسعى لتدمير المملكة.
البعض في موسساتنا لا يفرقون بين سياسة الدولة ونهجها المعروف والمعلن وبين العمل الدؤوب الذي عليهم انجازه بصمت، للإستعداد ورفع الجاهزية الوطنية وإنجاز الخطط التي تحمي الدولة وتحبط العدو وتصنع القرارات في الأوقات الحرجة إنطلاقاً من الثابت والمتغير في السياسات العليا. التحذير هنا يوجه لهؤلاء الذين يتابعون نشرات الاخبار والتصريحات السياسية ويركنون اليها، وهذا معيب.
إيران لا تريد موت اسرائيل بل تريد بقاءها لتتقاسم الهيمنة معها، وهي لا تريد السيطرة على العراق ودول الشام واليمن لنقص في اراضيها وثرواتها بل تريد تطويق السعودية أملاً في تخريبها من الداخل كما فعلت بالعراق وسوريا ولبنان ثم الدخول مباشرة، هذا هو فكرهم ومنهجهم وهو الهدف لدستورهم الذي ينص على تصدير ثورتهم، وهو يستهدفنا نحن هنا وليس غيرنا، فهل تفهمون؟. أنصحكم بمشاهدة فيلم اسمه “٣٠ دقيقة” يجسد ماحدث بين الرئيس جون كندي وبين مستشاريه خلال ازمة الصواريخ الكوبية (خليج الخنازير). هذا الفيلم القصير تعرضه كلية الدفاع الوطني بالأردن الشقيق ضمن برامج اعداد كبار القادة.
اقول لهم أن ثورة ايران تعتقد وتجزم أن السعودية هي من أحبط تصدير ثورتها وهي من افشل مشروع هيمنتها وهي من منع هزيمة العراق في حرب الثمان سنوات وأنها من يقف خلف حصارها الحالي اقتصادياً وتقنياً ومالياً، وأن المملكة هي من قتل قاسم سليماني بإيدي الاميركان وهي من يريد تغيير سلوك ايران المتطرف. هذا ما يعتقدونه هُم وليس ما نقوله نحن، فهل هذا معلوم لديكم؟.
قيادة إيران طالما بقيت بيد الملالي فستبقى تعادي هذه الأرض. راقبوا المتغيرات السياسية لغرض رفع جاهزيتكم واجراء التغييرات الضرورية. إعملوا بأقصى جهد كما يفعل دهاقنة فارس ، انتم على الحق وهم على الباطل.. إيران تخطط لتدميرنا منذ ٤٠ عام وأنتم تتفرجون. وتغلغلت في اليمن وأنتم تنظرون حتى اتخذت القيادة العليا الشجاعة المباركة زمام المبادرة وضربت المشروع الخميني وأفشلته هناك وللأبد، ولا أعتقد ان دوركم مدنيين وعسكريين وأمنيين كان مناسباً قبل اتخاذ هذا القرار السيادي الموفق. إجتنبوا الكذب والتزلف وتنميق الكلام، بل إصروا على توضيح المخاطر كما هي ، واطرحوا الخيارات الناجعة والواقية ضدها بشجاعة أمام المسؤول ومتخذ القرار. لا ينصب اهتمامكم على المناصب والبقاء ما أمكن، فسترحلون وتتركونها قريبا، وستبقى بلادكم السعودية وحضارتكم بعون الله الى قيام الساعة. لهذا انصحكم بمشاهدة فيلم جون كيندي ومستشاريه.
التعليقات 13
13 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أبو يحيى
09/01/2020 في 2:03 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك
وفي الغالب قراءة مقال كهذا قد لا يقرأ من غالبية الشعب لأنه طويل فقط
يجب أن يكون قصير وينشر ملخصه في الوسائل الأخرى
وكلام جميل جدا
(0)
(0)
النصيرات الرويلي
09/01/2020 في 1:02 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك كلام صحيح ومهم ويجب ان يعيه كل المسلمين وليس فقط السعودية الشقيقة وان وعي القيادة الهاشمية في الاردن لهذا الخطر قطع الطريق على ايران في العديد من المحاولات.. حفظ الله السعودية وسائر بلاد المسلمين
(0)
(0)
عائض عسيري
09/01/2020 في 1:55 م[3] رابط التعليق
نعم تخطيطهم بلادنا ، ولكن خابوا وخابت مساعيهم .. وبعيدة عنهم قيادتنا العليا تدرك مدى خطرهم وتعلم ألاعيبهم ، وسيبقون ملالي إيران وزمرتهم في ذلة وهوان كتاريخهم المهين ، وستبقى بلاد التوحيد والدين الوسطي السعودية بإذن الله شامخة عزيزة في خدمة الأمة الإسلامية والمقدسات .. عوناً للمحتاجين وخنجراً في حلق المعتدين .. شكراً لك كاتب المقال .
(0)
(0)
العجلاني
09/01/2020 في 3:12 م[3] رابط التعليق
جميل ماذكرتم سعادة اللواء هذا ماتسعي له إيران من موت كسرى حتى يومنا هذا
(0)
(0)
عبدالعظيم جبرة
09/01/2020 في 4:07 م[3] رابط التعليق
وفقكم الله ي سعادة اللواء…. هذه هي الحقيقة اتمني من اهل المملكة وجميع أهلنا السنه أن يتعظوا ويتنبهو لأنهم هم المقصود.
(0)
(0)
الدهمشي
09/01/2020 في 6:08 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم تذكرون كلام الأمير نايف عليه رحمة الله انتم مستهدفون في دينكم وبلدكم ماقاله الامير من فراغ والله حسبنا ونعم الوكيل
(0)
(0)
صالح الراجح
09/01/2020 في 11:37 م[3] رابط التعليق
نعم كل كلمة في المقالة واقعية ولازم نحسب لها الف حساب اذا كانت اسرائيل خطر فاخطر ايران اخطر واخطر وهي مثل السرطان تحاول تعمل كماشة على السعودية من جميع الاتجهات من جهة العراق وسوريا واليمن والبحرين والان من قطر .لكن قيادتنا بإذن اللة مدركة هذة الخسة من الفرس المجوس وان شاء اللة سياتي يوم زوال ملالي ايران واذنابهم في الخارج والداخل اللة يرد كيدهم في نحورهم ويجعل تدبيرهم في تدميرهم .واللة يحفظ وطنا واوطان المسلمين
(0)
(0)
عبدالله زبرماوي
10/01/2020 في 7:41 ص[3] رابط التعليق
نعم صدقت خططهم هى تدمير بلادنا بلاد الحرمين ولاكن هيهات مادام الله حفظها وسهولها رجال لخدمت الحرمين الشريفين اللهم احفظ ولي امرنا الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان وهيئ لهم البطانة الصالحة اللهم امين
(0)
(0)
عبدالخالق القرني
10/01/2020 في 5:43 م[3] رابط التعليق
سلمت يديك واناملك وفكرك النير… كلمات قويه في الصميم…ولنتسلح اولا بالدعاء على هؤلاء الروافض الكفره.. وهم شوكة في خاصرة الامه منذ ١٤٠٠ عام… قاتلهم الله أنى يؤفكون… اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.
(0)
(0)
علي الشهري
10/01/2020 في 10:02 م[3] رابط التعليق
احسنت كلام جميل وتحليل اجمل وقد اعلنها خامنئي بانهم لا يريدون القضاء على اسرائيل بل يريدون ندمير المملكة وهذا هدفهم وديدنهم قاتلهم الله
(0)
(0)
عبدالله آدم
11/01/2020 في 12:45 ص[3] رابط التعليق
بارك اللّٰه فيك أخي الكريم لقد أجدت وأفدت، فلابد علىٰ كل مسلم ومواطن عربي أن يعرف شدة عداء الفرس لهم، وأنهم يمهدون لليهود أراضي وثروات المسلمين. مع أهمية كشف أحوال الخونة الذين تغريهم أموال ووعود الأعداء الوهمية.
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
12/01/2020 في 2:33 م[3] رابط التعليق
لم تكن العواصم العربية الأربع، التي طالما تفاخر الإيرانيون باحتلالها، هي فقط مصدر الدفاع الأول عن المصالح الإيرانية بعد مقتل قاسم سليماني، فليست بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وحدها من اتخذت الموقف الإيراني في التباكي على قائد ميليشيا «فيلق القدس»، الذي كان يقود عمليات الميليشيات الشيعية في المنطقة.
فقد ظهرت استراتيجية دول أخرى وجدت في غياب سليماني ضربة لمصالحها وخسارة لمكتسباتها؛ سواء لأنها كانت في مأمن من هجمات الميليشيات التي كان يشرف على أعمالها، أو باعتبارها مستفيدة بشكل أو بآخر من تلك العمليات لضرب خصومها. لذلك ظهرت ردود الفعل لديها ترجمة حقيقية لتحالفها غير المرئي مع قاسم سليماني، حتى مع مسؤوليته عن مقتل وتهجير مئات الآلاف من الضحايا، ناهيك عن أن هذه الميليشيات نفسها مسؤولة عن مقتل مئات المحتجين العراقيين بناء على أوامر سليماني، في الأشهر الأخيرة. كل ذلك لا يهم، ما دامت المصالح كانت حاضرة من أفعال وسلوكيات قاسم سليماني.
تركيا كانت الصوت الدبلوماسي الأقوى للموقف الإيراني، فبعيداً عن وصف رئيسها رجب طيب إردوغان سليماني بـ«الشهيد»، قبل أن تتراجع أنقرة عن هذا الوصف، فقد اعتبرت مقتله، وهو من يقود نحو 150 ألف مقاتل ضمن ميليشياته، سيتسبب في «تعزيز عدم الاستقرار الإقليمي وانعدام الأمن»، وكثفت دبلوماسيتها للمضي بقوة في هذا المسار، دفاعاً مباشراً عن الموقف الإيراني.
ولم يبتعد الموقف القطري بعيداً، عندما كان وزير خارجيتها أول من يستقل طائرته متجهاً لطهران، لإظهار التضامن معها، وإبداء «الألم والحزن العميق»، والاصطفاف مع طهران، في الوقت الذي تحتضن فيه بلاده أكبر قاعدة عسكرية أميركية بالشرق الأوسط.
وكذلك كان موقف الدولة الثالثة، الحليف الجديد معهما، وهي ماليزيا، التي وصف رئيس وزرائها مهاتير محمد مقتل الجنرال الإيراني بأنه سيزيد من الإرهاب!
ماذا عن «حماس»؟ لم يكن موقفها مفاجئاً وهي تنعى «الشهيد»، بعد سقوط ورقة التوت عنها، وهي التي لن يصدقها أحد بعد اليوم، إثر تعلقها بستار مقتل سليماني، مصورة إياه بـ«شهيد القدس».
صحيح مواقف الدول المتضامنة مع مقتل سليماني، و«حماس» معها، تأتي في سياق التحالف مع طهران، وهذا ليس بالأمر الجديد؛ لكن ربما الأكثر استفزازاً أن يدَي قاسم سليماني ملطختان بدماء الأبرياء في كل مكان، بالإضافة لكونه على قائمة الإرهاب في كثير من دول العالم، ومع ذلك فقد كان الموقف السياسي من قبل فريق طهران مهماً جداً، فإظهار التعاطف والتكاتف في مقتل إرهابي دولي سيسجل بأحرف سوداء، ولن تستطيع مسحه بسهولة من تاريخها السياسي.
على مستوى التيارات والتنظيمات، انضمت للحفلة التيارات اليسارية التي سعت لاستغلال مقتل سليماني للمضي في خطها نفسه المناوئ للاستقرار في المنطقة، ورغم ذلك فشلت مساعيها قبل أن تبدأ، حتى مع استخدامهم للورقة الطائفية، فعلى سبيل المثال، كان سكان بغداد يخرجون منذ أشهر إلى الشوارع كل ليلة للاحتجاج ضد حكومتهم، غير أنهم لم يخرجوا في أعقاب مقتل سليماني، الذي تراه غالبية شعوب المنطقة سبباً في حالة زعزعة الاستقرار التي تعيشها منذ إسقاط نظام صدام حسين.
من المفهوم تماماً أن يناكف الديمقراطيون في الولايات المتحدة إدارة الرئيس دونالد ترمب من بوابة مقتل سليماني، فالغرب عموماً أثبت عدم قدرته على فهم قضايا المنطقة من بُعد آلاف الأميال، أما أن تكون جزءاً من المنطقة وتعيش الكوارث التي تسبب فيها «الحرس الثوري»، ثم تصطف معه بهذه الصورة، فهي أقوى رسالة بأن التناقضات والوقوف مع الخصوم، مهما بلغ إرهابهم، عار لن يتطهر منه كل من ذرف دمعة على مقتل قاسم سليماني، وأن حلف طهران قريب جداً من السياسة الإيرانية؛ بحيث تكون هي الواجهة، بينما حلفاؤها يساندونها دبلوماسياً، ويشرحون ويبررون موقفها من وراء حجاب.”س د”
(0)
(0)
ابو محمد سيف
13/01/2020 في 9:50 م[3] رابط التعليق
نعم صدقت في مقالتك هذه فالايرانيون مازالوا على شاكلتهم الاولى ومسماهم الاول المجوس فعندما كسر محمد صل الله عليه وسلم عرش كسرى فلالهم قايمه بعد ذلك كما وعد رسولنا محمد والمقوله معروفه للجميع فهولاء المجوس مذاهبهم مذاهب فاسده وكفريه وشركيه فانا اتوقع انهم غثاء كا غثاء السيل وزبده وكذلك كاالبالون ينتفخ وينتفخ وفي الاخير تفشه ابره .
(0)
(0)