تويتر هذا العالم الساحر الواقعي العجيب فهو ينقل لك الحدث دون التحقق من الناقل والذي قد يكون حقيقيا او مموها او حتى افتراضي ساحة عجيبة تجمع كل الأضداد والمتشابهين .. ساحة الازدواجية والثبات بل ميدان للحب والحرب إن شئتم، تتحدث ولا تعلم إن كنت تحادث كهلا وقورا أو شابا طائش او طفل سفيه .. تتلقف المعلومة إما حقيقة أو أكذوبة أوخيال.
يأتيك بالفرح ولا يتوانى أن يصدمك بالخيبات أهله مختلفي المشارب فحين تستهويك السياسة تجد رفيقك يركض خلف أخبار الرياضة وتلك تميل لمشاهير الفن وذاك شاخصا على جادة الهاشتاقات فيدلي بدلوه بالغث والسمين.
تويتر أحدث نقلة نوعية في الفكر العالمي وليس العربي فما كان محظورا وممنوعا ومغيبا أصبح مكشوفا ومتاحا بل وسلاحا في أيدي أمهر الصيادين والهواة والطائشين وأرباب القصف العشوائي فلا يهم أن يكون جرحه للغير أليما ولا إنتهاكه للخصوصية محرجا ولا ترويجه للإشاعة خطرا خاصة ممن يستهويهم تزايد أعداد المتابعين ولا يهمه أبدا مستواهم العقلي ولا الفكري ومن هؤلاء من جعل من تويتر ساحة (( للقصاص )) فالأحكام المسبقة والمعلبة جاهزة ينتظر فرائسه لتسقط في كمين الكلمة المبهمة او الغامضة أو إشاعة مغرضة ليتولى جلده بسياط ما يعتقده نقدا ولا يعلم عن حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (( رُب كلمة لا يُلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً)) لاسيما فيما يتعلق في الأعراض والتكفير .
تويتر هذه المنصة العجيبة والتي تكاد تكون منبرا لمن لا منبر له تتعالى فيه الأصوات مؤيدة ومعارضة يتراشق فيه العالم الإتهامات حتى وإن لم تثبت الإدانة المهم أن أكون حاضرا في الأذهان الكلمة في تويتر مؤثرة جدا بها تنساق خلفك أمم ليس بالضرورة أن تكون هذه الأمم مقتنعة بما تقول ولكن من باب سمعتهم يقولون فقلت وربما يأتي من هذه الأمم من يسومك سوء الإعتراض عليك والإختلاف معك وربما العكس.
هذه المنصة العجيبة يقف عليها الجميع بلا إستثناء فالأمير يزاحمه مشرد والرئيس يتطاول عليه معلوم ومجهول لا بأس فلا حصانة لأحد .
تويتر عالم مفتوح تتلقف فيه الممكن واللاممكن فيه الشجاع والجبان فيه الواضح والغامض فيه المقدام والمتربص الكل سواسية والحذر هو مايجب أن يحضر في التعاطي مع هذا العالم الرهيب إذ أن ما تخطه من حرف قد يكون في يدك قيدا لا تستطيع الفكاك منه.