فى وقت الأزمات يحتاج العالم الى إعلام ” عقلاني و مسؤول ) يبتعد عن الإثارة الرخيصة والمتاجرة بالمشاعر الانسانية ، وهنا يبرز مفهوم فن إدارة الأزمات الذي يضع قواعد التعامل مع الأزمة على نحو يقلل أضرارها ويحوِّل المحنة إلى منحة والبلاء إلى عطاء…
تكمن القيمة الانسانية للتجربة الصينة في مواجهة فايروس كورونا في القدرة الهائلة والمتفردة على حشد وتعبئة الموارد والطاقات المختلفة ، مع انتهاج مبادئ تعظيم وتحفيز التفكير الجمعي في مجابهة المخاطر التي تطرحها الأزمة الصحية ، واعتقد جازما ان ما ساعد الصين على النجاح تنامي الثقة في كوادر حصار الفايروس ومحاربته مما جعلهم مصدر إلهام لكل فرد من أفراد الفريق المقاتل للقيـام بأشيـاء كان العالم يتصور أنها ليست في الإمكان تحقيقها في هذا الوقت القياسي…
فقط ثلاث خطوات ذهبية ملهمة اعتمدتها الصين في حربها الشرسة متمثلة بالثقة بالقدرات ، وتكوين فريق عمل متفاني وشجاع ، وأن تكون قيادة الفريق مصدر إلهـام وتحفيز ، انتصرت الصين في ثلاث معارك مصيرية وتقاتل من اجل الانتصار في المعركة الرابعة والاخيرة..
انتصرت في معركة دفع الشعب الصيني الكبير عددا وتنوعا للامتثال للأوامر الصحية بشكل تام وومعركة ثانية تهدف لتحفيز الكوادر الطبية والمساعدة للعمل المرهق في اكبر عمل جماعي تشهده البشرية في العصر الحديث ومعركة ثالثة تتمثل في ايقاف تفشي المرض بنفس الحدة والكيفية التي ولد فيها الوباء وتبقى معركة رابعة اخيرة تتمثل في اكتشاف الدواء وهي معركة اعتقد جازما ان الصين تتقدم فيها الان على الجميع نظرا لعدة عوامل اهمها انها المتضرر الاكبر من الفايروس المستجد وانتصاراتها الساحقة في المعارك الثلاثة اعلاه…
كل التخصصات في الصين اشتركت في معركة الشعب ضد الفايروس ، الكوادر الطبية والصحية والجيش والداخلية والاعلام والفن والمثقفين ، انتصار الصين لحد الان مبهر وملهم لاسيما بعد القضاء كليا على فايروس (سوء الإدراك والتحليل ) الذي يكون جزء من مشهد كل الازمات على اختلافها زمانيا ومكانيا ، لانه لا فائدة من وصول المعلومة الصحيحة التي تفهم بشكل خاطئ او قاصر لان من قام بفعل النشر والتوعية لا ينتمي لاصحاب التخصص ، لذا اعتمدت الصين في التعامل مع المعركة عبر المختصين فقط ، اما باقي اعضاء الفريق الصيني فكان دورهم معنوي وتحفيزي وبث شعور الامل والثقة بالفريق المحارب المختص…
لذا هل يتعلم العالم من التنين الصيني فن ادارة الازمات ام يتركون هذه الحرب المصيرية بيد غير اصحاب التخصص ، تذكروا يا اهل الاعلام انتم شركاء في هذه الحرب ايضا ، بالمساندة والتثقيف والتوعية وليس بنشر الاخبار المثيرة والنكات السمجة والخزعبلات…
التعليقات 1
1 pings
احمد
14/03/2020 في 12:49 ص[3] رابط التعليق
كلام من ذهب أستاذ محمد أسطورة الإعلام الحربي
(0)
(0)