الكثير طرحوا أفكارهم واجتهاداتهم لمرحلة ما بعد “كوفيد19″، وفي مقدمة هؤلاء بعض المهتمين بالتحليل الذي ينقلونه من مواقع الأخبار، ومع ذلك لم يقصروا؛ فقد اضافوا تكهنات لمرحلة الوباء وما بعدها، بعضهم توقع حربًا عالمية، وهناك من أكدَّ أنَّ كلَّ شيءٍ تغير، وحُسم الأمر ولن نستطيع نحن المعاصرين تذكر أي شيء من زمن ما قبل كورونا!.
بتكهناتهم زعموا أنَّا سنعيش صراعاتٍ وهمومًا وتغيرًا شاملًا!، وهناك من يتابع هذه التكهنات، ثم يعيد صياغتها وينسبها لنفسه عبر الإعلام الذي يناضل لملء الفراغ بأي شيء، والمشكلة هنا ليست عبثيتهم، بل في الأثر السلبي الذي يسببه كل هؤلاء الفارغين للناس الذين يتابعون تكهانتهم وتوقعاتهم وتحليلاتهم التي تبشر بكل شيء إلاّ المعرفة والصدق.
نأتي للمهم وهو: أنَّ المملكة جزءٌ من العالم ولسنا منعزلين، ولكن نحن المسؤولين عن حياتنا، وعن تدوير عجلة الإقتصاد والتنمية في بلادنا وبشكل أفضل مما كان قبل هذا الوباء بمشيئة الله، لا أحد سيغير أفكارنا وواقعنا، ولا أحد سيبني ديارنا غيرنا، لا أمريكا ولا الصين ولا جزر سليمان سيفعلون ذلك ولا غيرهم، نحن الذين واجهنا الوباء داخل بلادنا بإيماننا بالله القوي الرحيم، ثم بفكرنا وبطاقاتنا، وبما يتوفر لنا من القدرات والعلاقات الممتازة مع العالم الذي لا يزال هو نفسه ولن يتغير إلى فيروسات أو امبراطوريات قررت الحرب العسكرية وتحميل القنابل الذرية لإطلاقها ضد بعضها، هذه هي الشعوذة بعينها، والواقع ان كل شيء سيعود إلى سابق عهده بشكل عام، حتى العادات السيئة ستعود ويمارسها البعض، والعبث بالحياة أيضًا سيعود، وغير صحيح أن العالم أحادي القطبية، بل متعدد الأقطاب لكن امريكا هي الأقوى وستبقى كذلك وسنرى، وهذا ليس توقعاً أو تمني، بل هو واقع قائم أركانه قوية نشاهدها.
بالمختصر المفيد: أزمة “كورونا” ستنتهي قريبًا، وفي المملكة بعون الله ثم بفكر الدولة السعودية وصلابة أبناءها سنُعيد التموضع السريع والعمل الجاد بكل مناطق بلادنا، وسننطلق بقوة متجددة لتطوير أنفسنا ومؤسساتنا وحياتنا، وستهبط طائراتنا في مدن العالم وسنستقبل ضيوفنا في كل ميناء ومرفأ، وستتحرك رافعات المنشآت لتعمل بطاقتها المعتادة في ربوع المملكة، وأفهم أن البعض سيقول: هذا غير ممكن؛ فالوضع الاقتصادي تأثر ولن يسمح بذلك، والأوليات تغيرت؛ بسبب إنفاق الدولة الهائل لمواجهة الوباء وما ترتب عليه، وللرد عليهم وبدون تكهن أو شعوذة: غداً لناظره قريب. والأمير وأطقمه أعادوا “برمجة” العمل من جديد نحو أفق جديد ومستقبل سعيد؛ لكنَّ الأمير يحتاج عقولًا وسواعدَ وطنية؛ تنفض الغبار مجددًا، وتعمل ليل نهار، كلٌّ من موقعه حتى المتقاعد، دون انتظار للثناء. وعلى يقين – وليس تكهنًا – أنَّ سمو الأمير ورجاله فرغوا من وضع استراتيجيات وطنية مهمة ومختلفة ومفاجئة، ستجعل من أزمة كورونا مرتكز قوة وبناء وإنجازات، بأساليب وأنظمة أقوى وأفضل؛ لتبني وتحمي وتستبق الأحداث بعون الله.
قفوا – تكرمًا – يامن تبثون اليأس وتمارسون الكهانة؛ لتجعلوا من أزمة كورونا وما بعدها محطات تشاؤم وانهيارات وحروب، وتكرموا علينا بالصمت. ولمن يتابع مشعوذي منصات الإعلام الحديث والتقليدي: ابتعد عن متابعتهم، وعن استماع شعوذتهم، فمايقوله هؤلاء لا يقل شعوذةً عن تقارير منظمة الصحة العالمية، مع فارق النوايا والعقول والأهداف.