في كل مرة يقف الشخص محتار من بعض الظروف حوله، ويبقى حبيس الظنون وربما وسين المستقبل وسوف، ويمضي العمر وهو منتظر بلا فائدة.
والأوضاع الراهنة خير مثال على الانتظار، ووضع الاحتمالات، طالما رددنا "وغدًا لناظرة قريب".
فيما أظن أن الغد ربما يكون بعد أمد بعيد، هذه ليست نظرة تشاؤم ولكن نظرة يعقبها حديث نفس وحوارات داخلية، تحث النفس على التكييف، والنظر للأمور بشكل مختلف، وقرأت الأمور بطريقة مختلفة عن السابق، وأحلل بعض الأمور بدلًا عن بعضها الأخر، لا بأس سنتألم، وسنبكي وسنفشل، وسنحبط، سنقع وننهض، وسنقف عند مفترق الطرق؛ ولكن في النهاية سنجد أنفسنا قد استفدنا بشكل أو بأخر من هذا التغيير ، وقد نجحنا في سلك سبل مغايرة وقد تتقاطع مع سبلنا السابقة، ليس بالضرورة أبدًا أن يكون هذا السبيل مريح أو ذو زهر ، مايهم هو أن نختار مايتوافق مع حياتنا ومع قناعتنا، لربما كانت الراحة منبعثة سابقًا من أجواء المودة وإن شابها بعض المنغصات، ولربما كانت من عطاء أو وصل.
والآن العالم يضعك في دائرة صغيرة تجعلك تعيد قراءة الواقع ، وتجعلك تبعثر خياراتك من جديد لتقرر من أنت وماذا تريد وإلى ماذا تهدف وماذا تحب ، فالحياة ماعادت حياة اجتماعية كالسابق، لقد أصبحت أكثر جدية وتحتاج منك الاعتماد على ذاتك وفهم نفسك، وتحديد خياراتك، واتخاذ الخيار الأنسب ، وتحديدها بشكل أوضح، لا تسمع لمن يتحدث عن معجزة لا تحدث إلا على يديه، دعه ومعجزته وتأقلم مع هذا الكون بما فيه.
هانحن أمام معجزة حقيقية تقرأها بشكل واضح وصريح
( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
أنت في كنف الرحمن فمضي كيفما شئت وكيفما أمرك.
بقلم: عائشة فهد القحطاني
لربما كان بعد أمد بعيد
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6508024.htm