ما بين السهر وعد النجوم تتوزع خارطة القلوب في الكيان الإنساني، ما بين فرح وحزن.. لقاء ووداع.. أُلفة وكراهية..
مُفارقاتٌ عجيبةٌ جدًّا قد تحدث داخل َكُلِّ قلب لا يستطيع الهرب من ظروف الحياة وتُرَّهاتها، وأنواع البشر فيها، نحمل طاقة هائلة من المشاعر.. حُبًّا نقيًّا قد رسمناه على جُدران القلوب، ولونَّا نبضه بتغريدة أو لوحة صُنِعَت بيد فنان أو فنانة بِحِسٍّ مُرْهَفٍ..
هل تلون الدم يا سادة؟
أم ماذا حدث؟
إنها خليط المشاعر يُعبر كُلٌّ حسب إحساسه، لينبع نهرٌ قويٌّ جدًّا من المشاعر داخل أروقة ذاك القلب النابض بالجمال العابق بالصدق المُتدفِّقِ صفاءً وأنهارًا من شلالات العطاء التي لا تتوقف..
حتى وإن أصابها الجدب يومًا، وتوقف الانهمار، فإن هُناك قوةَ دفعٍ هائلةً لا تُهمِلُ المشاركة في الأزمات تجعل القلب يضخ الطاقة الإيجابية المُدعمة بالصبر والشموخ، حتى وإن تاهت في خارطة المسارات المُتعددة، وأجمل ما في الوصول إلى القمة هو تحقيق النصر بعد الصبر وصعود القمم بعد الشعور بوجع من نبضات يائسة من حُطام زمن مضى قد أنهك القلب بالأذى.
تلمَّسوا قلوبكم، إنها - ولله الحمد - لا تزال تنبض.
ماذا علينا فعله إذًا؟
السير في خارطة القلب بخُطىً واثقةٍ وأهدافٍ تتوثَّب بلوغ المرام رُغم كُل المصاعب.
كم هناك من قلوب متعبة سواءً كان مرضًا أو انهزامًا أو وجعًا أو جُرحًا.
وما أقسى مرض القلب! أذكُرُ حينما رحل أبي إثر جلطة قلبية، وقد كان مثلًا أعلى لنا في الصمود والصبر والابتسامة رغم الدمع الذي يلتمع في عينيه الحزينة، ولقد تحمل الأعباء، وسعدنا بحياة عشناها بكنفه وهو يخفي وجعه ويمسح على أجسادنا حبَّه وحنانه، لم نشعر أنه يعيش الموت كُلَّ يوم إلى أن ألقى علينا تحية حُبٍّ وسلامٍ ونظرةَ وداعٍ أخيرةً لا تزال في محجر العين وصميم الفؤاد، رحمك الله يا أبي، كنت مثالًا للقلب القوي حتى وإن استلمته المشارط والمخدر!
لم تتبنج مشاعرك، بل كانت تضخ بشريان الأبوة الحانية والعاطفة الجياشة.
وأنتم أحبتي! عيشوا الحياة بقلوب قوية صِحِّيَّةٍ، لا تجعلوا المشاكل تُرهق نبضاتكم، لأنكم تستحقون الأجمل، بل البقاء في حياة لا تزال مُستمرة، لا بد أن تتقنوا فن الصبر، وابتسامة التحدي رغم الوجع، لابد أن يكون سقف أمنياتكم دائمًا إلى الأعلى نحو الصعود على سلالم المحاولة لكل حلم أصابه الفشل ولم يتحقق في الأولى أو الثانية.
أنتم أقوى بكثير! فقط تحسّسوا خارطة قلوبكم، انظروا إلى القمر بجمال ضوئِهِ وسكينة أَلَقِه وهو يجعلنا نحول الحروف شعرًا ونثرًا، أليس هذا حسًّا ناجمًا عن قلب يحمل دفقات الشعور؟!
سيروا بثبات في دروب حياتكم، وإن كان هُناك من تعثر، فلن تتيه الخطوات الواثقة برحمة الله، كونوا أقوياء لتعيشوا بهناء وراحة بال.
بقلم: هيفاء الربيّع
خارطة القلوب
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6514543.htm
التعليقات 1
1 pings
فاطمة الجباري
13/07/2020 في 1:19 م[3] رابط التعليق
شكراً لقلبك المتدفق بالاحساس وقلبك النابض بالمشاعر ..
ترجمت لنا أ. هيفاء المشاعر حباً ونبضات وشعوراً لنمارس السير في هذه الحياة مطمئنين بما عند الله ..
ثقة وحسن ظن فالأحلام والأمنيات تكون واقع إذا تمسكنا بالأمل وقلوبنا الأحباط واستمرينا في البحث عن الفرصة ..
قلم مميز أبدع في الأسلوب والتعبير والربط رحم الله قلوب الأباء والأمهات تلك القلوب الممتلئه بالحب والعطاء رغم الألم والوجع والمرض ..رحم الله اباك غاليتي
(0)
(0)