يمرض أحدهم فلا يستشير إلا دكتور مختص، يستثمر في الأسهم فلا يستشير إلا ذو خبرة في صعود ونزول المؤشر والتحليلات المالية، يشكل عليه أمر ديني فيعرضه على أهل الفتاوي وأئمة المساجد حتى في أبسط الأمور الدينية.
وهذا هو المنطق وعين العقل، فلا يعقل أن يُسأل مختص في الزراعة عن أمر ديني، ولا يسأل مهندس معماري عن أمر بيطري.
إلا أننا أصبنا في مجتمعنا القبلي بعينات من البشر يصيبها الذعر والهلع عند نقد الأعراف القبلية وما يسمى "السلوم والشرائع والعوايد"، فيزبد ويرعد، وتجحظ عيناه، ويتطاير شررها.
كانت حجتهم فيما مضى بأن مشائخ الدين بعيدين عن خفايا المجتمع القبلي وشؤونه، وأنهم من مناطق أخرى غالبيتها متحضرة متمدنة، ويجهلون محاسن وفوائد هذه الشرائع والعادات والأحكام القبليّة.
هؤلاء القوم أصيبوا بالصمم وبالغبش عندما خرج لنا مشائخ منا وفينا، ومن أبناء قبيلتنا، وعلى علم ومعرفة شرعية كبيرة وشهادات علياأهلتهم لتولي مناصب شرعية وعلمية مرموقة، هؤلاء المشائخ نشأوا بيننا وعرفوا مالم يعرفه غيرهم فيما يخص الشؤون القبليّة، فهم كما يقول المثل: عْيَالْ قْرَيّهْ كُلٍ عَارْفٍ أُخْيّه، ولهذا بدأت هذه العينات البشرية بتغيير الخطط والنهج والأسلوب، فأخذوا يشككون في هذا ويطعنون في هذا.
الشيخ الفلاني رخمه، لأنه أخذ حقه بالشرع ولم يمد يده على مسلم والشيخ فلان " النَّارْ مَا تِرِّثْ إلا رِمَادْ"، لأنه لم يأخذ حقه كما فعل جده أو خاله:
تقول له: فضيلة الشيخ، فيقول: مقطع الحق
تقول له: الداعية فلان، فيقول: شيخ القبيلة فلان
تقول له: المنطق، فيقول: قال جدي العاشر
تقول له: التسامح والإنسانية، فيقول: قض العور
تقول له: فلان مسالم معفي، فيقول: مَا فِي الرْجَالْ تِخِيِّرْ
تقول له: الدولة، فيقول: القبيلة
تقول له: النظام، فيقول: قَطْعْ الْخْشُومْ وَلاَ قَطْعْ السْلُومْ
تقول له: أبشر بحقك الشرعي، فيقول: بَشِرنِيْ بِالْحَّقْ لَمْحَقْ
تقول له: احذر من يوم عظيم، فيقول: النَّارْ وَلاَ الْعَارْ
تقول له الشرع الحنيف المطهر، فيقول: حُكْمُ عَوَجْ وَلَا شِرِيْعْةٍ سَمْحَهْ
سئمنا من هؤلاء الأقلية المتسلطة على الغالبية المسالمة المعتدلة
سئمنا ممن يبكون وقت المواعظ ويسلون بعدها الخناجر.
التعليقات 3
3 pings
سعيد شايع بن عوضه ال عادي
06/08/2020 في 3:13 م[3] رابط التعليق
كلام جميل جدا يابوياسر
ويجب على الجميع التسامح والتصافح
والتدخل بانهاء الخلافات والنزاعات بالاصلح بين الاطراف فورا عند حدوث اي سوى تفاهم اوقضيه (ولقد حث ديننا الاسلامى وسنة نبينا محمد صل الله عليه وسلام على الصلح) في مالا يظر على العقيد والدين وحقوق الاخرين ووفق الشريعه الاسلاميه وتلافى تطور الامور من الشكاوى و المرافعات والمنازعات الشرعيه لدى المحاكم
ونسأل الله للجميع التوفيق لما يحب الله ويرضاه في اعمالنا وافعالنا واقوالنا
(0)
(0)
محمد الشامخ
06/08/2020 في 5:23 م[3] رابط التعليق
مقال جميل ويبرز معاناة العقلاء في المجتمع القبلي مع الجهل المركب
نشد على يدك اخي حسين في توعية المجتمع
(0)
(1)
محمد الجـــــــابري
08/08/2020 في 10:08 م[3] رابط التعليق
نماذج مسيئة وطارده للحق كما ورد بالشريعة
والسبب 1- فقدان التناصح والتربية المعوّجه ..
2- كون بعض كبار القوم بسيطي التعليم
3- تسامح المشرع معهم لعلهم يهتدون
ولكن يبقى فيه امل وبالنهاية اذاما استعصت الحلول
تطبيق الانظمة ومن “عيا من الفاس جاته المدقه”..
تسلم ابا ياسر ………….تحياااتي
(0)
(0)