قبل وأثناء وبعد مرحلة الرئيس علي عبدالله صالح، والقيادات اليمنية السياسية والقبلية وتجار السلاح والمخدرات يدمرون بلادهم من الداخل عمداً وعلناً وبإرادتهم وبأيديهم واسلحتهم وبخبثهم المعروف تجاه شعبهم. ودولة الجنوب السابقة انتحرت بالحزب الاشتراكي ومنذ استقلال تلك الدولة وحتى أفولها وهي تحترب بفكر الرفاق الذين سيطروا عليها بالعنف ثم سلموها لعلي صالح هروباً من ماضيهم السيء.
اليوم وبعد أكثر من 40 عاماً، نتحدث بلا دهشة عن دولتين سابقتين كان يفترض أنهما مزدهرتين مقارنة بدول مجاورة محترمة بالمنطقة، وعلى سبيل المثال فإن اليمن يمتلك من الثروات والموارد الطبيعية والبشرية والموقع الجغرافي ما لا يوجد بالأردن وعُمان والبحرين وثلث العراق ولبنان، لكنها البلادة والقادة الأسوأ بالعالم.
والسؤال بعد كل هذا التاريخ المرير المليء بالإنقلابات والغدر والخيانات المحلية وتجهيل الشعب وتأليبه ضد بعضه ليبقى الحزب والزعيم، هل تغير شيء للأفضل لكي نطمئن على مستقبل أطفال صنعاء وصعده والحديدة وتعز ومأرب؟. الجواب لا، وها هم المجرمين ورثة السابقين: الحوثي وحزب الإخوان وداعش والقاعدة ومهربي البشر ومافيات السلاح والمخدرات وعصابات السُّراق والمنافقين يحكمون اليمن عملياً. وكل هؤلاء تجمعهم مشتركات، الغدر والكذب و “كراهية السعودية ودول الخليج”.
أما الجناح الوطني المحترم بالشرعية حالياً فهو الجزء الأضعف ولم ولن يستطيع السيطرة على هؤلاء المخربين. لكن على هذا الجناح طلب المساعدة للتخلص من الفاسدين حتى يتحرر اليمن. وعلى رجال الجنوب بناء مشروع وطني شامل بهدوء وحكمة وبعيداً عن التصريحات والعنتريات وبالتنسيق مع مؤسسات العالم وخاصة في أوربا، لإنقاذ شعبهم وتطوير بلادهم لتصبح عدن وأخواتها منارات عربية إقتصادية وثقافية متحضرة. ولعل الشمال يصحو ضميره الغائب فينتحر بالحوثي والإخوان رجاءً في الله أن يبعثه بخلق جديد وعقل رشيد وقادة محترمين.
تباً لمن يخربون أوطانهم بأيديهم ويهينون شعوبهم.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات امنية واستراتيجية.