جميعنا ومنذ أن ندرك أسرار الحياة نبدأ نحلم بكل الأشياء الجميلة بلحظات جميلة، بغدٍ أجمل، برفقة تدثرنا بالحب والوفاء، بمنازل ترفرف عليها طيور السعادة والهناء، بوظائف مرموقة، أشياء كثيرة نحلم بها ، نتمناها ، نسعى لها ولو بحيلة العاجز احلام اليقظة.
نسعى وكلنا أمل يدفعنا حب الحياة الهانئة المستقرة .
هناك من يرسم حلمه ( ولو كان بسيطا ) يحدد معالمه ووسيلة الوصول إليه وكم يحتاج من الوقت ليبلغه وماذا يلزمه ليمتثل أمامه واقعا حيّا يعيشه فلا يستكين حتى يحققه أحلامنا متباينة في النوع والحجم نسير لها إما بخطوات الملك الواثق بقدراته المؤمن بأن ما لديه سيمكنه من تحقيق حلمه فلا يلتفت للخلف يعشق التحدي ويجعل من العقبات درجات ترفعه للأعلى فيرتقي.
وإما بخطوات المرتبك المتعثر والذي اكتفى بندب حظه عند أول عقبه واستسلم لظنه البليد أنه عاجز لا حيلة ولا قدرة لديه ويلقي باللائمة على قطار الحظ السريع الذي تجاوزه قبل أن يصعد إليه، هؤلاء خطواتهم قصيرة واحلامهم مع تواضعها هشة البناء وآمالهم حين تتجاوز حجرات منازلهم تصطدم في سقف الضعف واليأس لتعود عليهم بالألم والحسرة والندم.
احلامكم يا سادة تحقيقها في متناول أيديكم قاتلوا من أجلها ولتكن خطواتكم أكبر وقفزاتكم نحوها أوسع و أعلى ،لا تتخاذلوا وتخذلوا حلما ولو كان وليدا فهو أولى بالرعاية من أحلام يقظة لا تؤتي أُكلها أبدا ، أحلامكم مصانع لحياة أجمل انطلقوا نحوها وتسلحوا بإيمان عميق أن من سار على الدرب وصل.