صدر الإحصاء السكاني لعام 2020م، وبلغ تعداد السعوديين 20 مليون واربعمائة ألف نسمة تقريباً. اللهم زد وبارك.
ويقول موقع الهيئة العامة للإحصاء، “إن تعداد 2020 سيحقق التحول في أسلوب العد بدمج البيانات السجليَّة بالبيانات الميدانية في المملكة العربية السعودية لدعم التخطيط لرؤية المملكة 2030 وبرامجها الاثني عشر”. وهذا تحول كبير ومهم.
ومن منطلق إستراتيجي، فإن حجم السكان المتناسب مع مساحة ومسؤوليات أي دولة هو الأرضية التي تقوم عليها ركائز التنمية وهياكل المشاريع، وبناء الاقتصاد والصناعة، وبناء قوات الدفاع، وإنشأ معاهد العلوم التطبيقية، البحوث العلمية المتقدمة، ناهيك عن لعب الدولة لأدوارها السياسية وتنطيق تأثيرها الإقليمي والدولي، إضافة الى أن عدد سكان الدولة بأي حال يعتبر ذا أهمية في حساب مخابرات ومخططي اعداءها واصدقاءها على حد سواء. وهذا الأمر تتجاهلة دول مجلس التعاون الخليجي بلا إستثناء.
وقد أدركت إسرائيل خطورة عامل السكان منذ ما قبل قيامها، فاستوردت ملايين البشر من مختلف الأعراق، ثم أقنعتهم بأن العقيدة اليهودية وأرض الميعاد هما العامل المشترك الرابط بين هذا الخليط المتنافر، وشجعتهم على زيادة النسل ولا تزال.
وفي الغرب تؤكد الإحصائيات أن هناك تصاعد سريع لعدد السكان من المسلمين في أوربا. وقد تصبح فرنسا خلال عقود قليلة “جمهورية إسلامية”، مالم يتم إحباط ذلك بعمل خطير ينفذه اليمين المتطرف وغيره. ونسبة المواليد بين السكان الأصليين في أغلب الدول الأوربية منخفضة جداً، ويقابل ذلك زيادة كبيرة في مواليد الجاليات الإسلامية التي تحمل جنسيات وثقافة تلك الدول. وتبلغ نسبة زيادة المسلمين في فرنسا 8.1 %، مقابل 1.8 % للفرنسيين الأصليين. وفي هولندا 50 % من مواليد الدولة مسلمون. والعدد الكلي للمسلمين في أوربا حوالي 50 مليون نسمة، وسيتضاعف مرتين خلال 30 عام تقريبا.
هذا النمو السكاني الإسلامي بالغرب سيتجاوز بكثير عدد سكان المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا لن يساعد هذه المنظومة مستقبلاً على آدا رسالتها الإسلامية الصحيحة والمتسامحة تجاه العالم انطلاقا من وسطيتها الدينية واعتدالها السياسي وحكمة مواقفها التي تراعي السلم والاستقرار العالمي. هذا النمو السريع بين مسلمي الغرب نتائجه سياسياً وفكرياً وعقدياً ستكون معاكسة لكل مبادئ واستقلال منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. وسيتحكم في تأثيرهم ويحركهم من أوربا ضد المنطقة دول ومنظمات مختلفة، وتيارات إرهابية (إخوانية) و (صفوية) معروفة بعداءها للجزيرة العربية وتاريخها ودينها.
سيكون ذلك “إسلاماً” في أوربا ولكن بموصفات دين الخميني، وأحلام تركيا العثمانية، وبتخادم الإخوان المسلمين واليسار العالمي. والتفسير والقراءة والتحليل حول هذا الموضوع متروكة لجهات الاختصاص المختلفة.
المملكة العربية السعودية، دولة قدرها أن تتحمل مسؤوليات متعددة تجاه العالم بأكمله وضمنه الإسلامي. ولكن عدد 20 مليون مواطن في مملكة بحجم قارة، ولديها رؤية طموحة تنهض بالمنطقة، أعتقد أن ذلك يحتاج لتخطيط “طارئ” هدفه مضاعفة السكان لمرتين، وبما يتفق والأنظمة والشرع والعادات الحاكمة، وفي المدة الزمنية التي تتناسب والمعايير المنطقية لزيادة عدد السكان. وصحيح أن تعدد الزوجات لرجل واحد أمر قائم، ويعتبر مصدر جيد لزيادة النسل إذا أستهدف المطلقات القادرات على الإنجاب. لكن التعدد بوضعه الحالي مؤرق بسبب عشوائيته وعدم تكافؤ الأعمار، وهذا خلل تجب معالجته بقوانين ومحددات وضوابط.
إن كفاية وكفاءة القوة البشرية الفاعلة التي تنهض بالدولة تتمثل في تلك الخلاصة القليلة المأخوذة من المجموع الكلي للسكان، لكن تلك الخلاصة لا يمكن توفيرها بنجاح إلاّ من خلال كثافة سكانية كافية تتناسب وحجم ومسؤوليات وأدوار الدولة. ولا نريد زيادة فوضوية تساهم في رفع نسبة الطلاق وضياع الأطفال وضعف الأسرة وانتشار الأمراض، بل العكس هو هدفنا. هناك من سيقول لدينا بطالة حالياً فكيف نطالب بالزيادة، والرد هو: ولماذا يعيش معنا ملايين الوافدين الذين يصنعون طعامنا ويحلقون لحانا، ويشغلون عياداتنا ومشافي أجسادنا وسياراتنا، ومثلهم في صيانة مدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا ووزاراتنا؟!، لا يوجد بطالة بل يوجد ضعف تخطيط.
والمطالبة بزيادة النسل بالمملكة ومجلس التعاون ليست رفاهية بل ضرورة لمستقبل بقاء وجودنا. وعلى الأقل نريد عدد سكان محلي يكافئ عدد الجاليات الهائلة التي قد تستوطن بالقانون الدولي!. والمخيف أن تحديد النسل في الخليج أصبح حقيقة وسنلحق بأروبا في العجز السكاني مالم نتدارك ذلك قبل التأثير الأوربي الإسلامي القادم الذي سيهدد وجودنا. وليس لأنهم متطرفين أو معتدين “حاشاهم”، بل لأن الأغلبية هناك يُكنون العداء والكراهية وتمني الزوال لهذه المنظومة الخليجية، فكيف إذا اصبحوا قيادات وصانعي سياسات ومتخذي قرارات في أوربا؟. وشكراً لصمت وتجاهل مراكز المعلومات والدراسات الخليجية التي قوامها “الربع بالي بالكم”. هذه حقائق، وأنتم المسؤولين بكيفكم!.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات امنية واستراتيجية.
التعليقات 2
2 pings
عمر هزازي
24/10/2020 في 8:56 م[3] رابط التعليق
الله يحفظك يا سعادة اللواء عبدالله
(0)
(1)
محمد الجـــــــابري
10/12/2020 في 12:16 م[3] رابط التعليق
صدقت ابا منصور …اوروبا اصبحت ملاذا امنا للارهابيين ” #الخوّان_المفسدين”
تحياااتي
(0)
(0)