تشكلُ الشعوبَ بدياناتها المختلفة، وتنوّع طقوسِها وعادتها هويّة المجتمعات، فتتوارث الأجيال الإرث تلو الإرث، سواءً كان معتقدًا فكريًّا أو أخلاقيًّا، وقد يحدثُ على الإرثِ بعضُ التغييرِ الذي ما يلبثُ إلا أن يعودَ لأصله، فالمجتمعاتُ تمرض ولنْ تموت حتى يأذنَ الله بذلك..
تختلفُ المجتمعاتُ في قوّتها، وقدرتها على الصمودِ أمامَ المتغيراتِ، حتى وإن هبّت رياح التغييرِ على كثيرٍ من مُكونها..!
إذْ هناكَ مجتمعٌ سهلُ الاختراقِ يرزحُ تحت كثيرٍ من الأمراضِ، وآخر قويٌّ متماسكٌ، يصدّ بكلّ ما أُوتي من قوةٍ موجَات التغريرِ والاغراءِ بالتغيير ..
أمراضُ المجْتمعات كثيرةٌ ومتنوعةٌ..
منها ماهوَ مفتعلٌ مُتسلّل يُقصد بهِ التأثيرَ والتخريب..!
ومنها ماهو ناشيءٌ من المجتمعِ نفسهِ نتيجَة ضعفِ إيمانِ أفرادهِ بما لديهمْ من مُقدَّراتٍ معنويةٍ ومادية..!
ومن أخطرِ الأمراضِ التي قد تنخرُ في المُجتمع التعَالي من بعضِ أفرادهِ، والنّظر بدونيةٍ مقيتةٍ لمن هم أقلّ منهم وجاهة، أو مادة، متجاهلين أنّ الأفضلية هنا حدّدها الخالقُ تبارك وتعالى في قوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
هناكَ أيضا مرضٌ اجتماعيٌ يبدو جليّا حينَ نلجأُ إلى تصنيفِ الناسِ، والحُكم عليهم من خلال: ( قيل ويقال ) هذا بخِيل، وذاكَ مجنون، وهؤلاءِ حمقى..!
ويأتي مرضٌ آخر نُغفلهُ دائمًا ويَكاد يكون منتشرًا في أغلبِ المجتمعاتِ وهو ( مرضُ التساؤلاتِ الغيرِ مبرّرة )..!
لماذا لم تتزوج؟ ما سبب طلاقها ؟
وغيرها من الأسئلةِ التي يجب أن لا تطرحَ احترامًا لخصوصيةِ الآخرين..!
وأيضًا هناك مرضٌ آخر أشدّ ضراوةً وأقسى حينَ نتصدّر الجلسات والاجتماعات، و نطلقُ ألسنَتنا لنقدِ فلان فنضَخم عيوبه، ونضعها تحتَ مجهرِ النقدِ اللّاذع، ويزداد الأمرُ سوءًا حين نظنّ أن ذلكَ من بابِ النّصيحةِ سواءً كان في حضورِ الشخْص فذلكَ تحطيمٌ وتقزيم، أو في غيابهِ وهذهِ غيبة منهيٌ عنها شرعًا..!
لو قُمنا بالبحث في أنفسِنا لوجدْنا أنّ لدينا كثيرًا من العيوبِ تحتاجُ منّا وقتًا طويلًا لإصلاحها قبلَ أن يكشَف سترها..
فلماذا لا نبدأُ بأنفسِنا فنُصلحها ليتعافى المجتمع بأسْره؟
الفردُ في المجتمعِ إمّا أن يكون صالحًا ومُصلحا قامةً ذو قيمة، وإمّا أن يكون مريضًا ومُمرضا تافهًا بلا قيمة.
بقلم: جواهر الخثلان
من أنت فيهم؟؟
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6530043.htm