في يوم من الأيام سمعت إحدى الأمهات تدعو لمعلمة ابنتها بالخير..
تقول لقد فعلت تلك المعلمة مالم أفعله أنا!!
استطاعت أن تؤثّر على ابنتي بكلماتها الطيبة وتشجيعها المستمر لقد كسرت حاجز الخوف والخجل لديها..
ابنتي التي كانت قليلة الاهتمام بالتحصيل الدراسي، والكثير من تفاصيل الحياة أصبحت مجتهدة ونشيطة..
بدأت تهتم بهندامها ولباسها ونظافتها
تحافظ على صلاتها وأذكارها..
تخبرني بما يصدر من زميلاتها من تصرفات لاتليق وكيف تتعامل معهن وتحاورهن وتناقشهن بأدب وحب..
تحرص على رضاي ومساعدتي، أصبحت روحها طيبة؛ تغمرني بلطفها ودلالها وحبها وعطفها..
تحدثني بحب وتطلب باحترام وتناقش بأدب ..
أتقنت الكثير من الأعمال المنزلية وأصبحت ذراعي الأيمن في كل شيء ..
ابنتي التي لايتجاوز عمرها الخامسة عشرة تحرص على رضاي وسعادتي
فهي الذكية والمؤدبة والحنونة والطيبة..
بعد أن كانت تنام وتفيق بلا مبالة ولا اهتمام ولا شعور بوجودي ..
قالت لي ذات يوم: أمي لو أنني خلقت في هذه الحياة بلا أم كيف ستكون حياتي؟..
أحمد الله كل يوم على نعمة وجودك في حياتي..
زميلتي أمها توفت منذ عام أراها كل يوم حزينة بائسة تتفحص الوجوه بمرارة الفقد وخيبة الأمل وألم الفراق..
ما أقساه من شعور يا أمي!
(يارب يحفظك لي)
اليوم كُرمت في مدرسة ابنتي( بالأم المثالية) لكن في حقيقة الأمر أن معلمة ابنتي المخلصة المتفانية في عملها الراقية في أخلاقها المربية بأفعالها كانت هي من تستحق أن تُهدى هذا التتويج الذي يليق بمعلمة ومربية فاضله مثلها..
حينها استرجعت قوله تعالى :( وجَعَلَني مباركاً أين ماكنت)-مريم-آية(31)
دعاء عظيم طلب البركة..
مفتاح للسعادة والخير والتوفيق..
فليس أي عمل ينجح مالم يباركه الله ويسوق له من التوفيق ..
ياترى كم من المواقف مررنا بها وكم من الحوائج سخر الله لنا من يقضيها عنا دون طلب منا..
أتراها جاءت بالصدفة أو ضربة حظ؟
كلا لولا إعانة الله وتوفيقه لما كانت ولا صارت..
قبل الوداع:
حافظ على دعاء “ اللهم اجعلني مباركاً أينما كنت ”
"فإن استجابها الله لك أفدت مجتمعا ونهضت بأمة وبوركت وقتاً وعمراً وجهداً ".
بقلم: فاطمة الجباري
التعليقات 15
15 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
منال المشاري
12/04/2021 في 8:55 ص[3] رابط التعليق
أتراها جاءت بالصدفة أو ضربة حظ؟
جميلة كلامتك كجمال روحك الجميلة ❤️
الله يجعلنا مباركين اين ما كنا
(0)
(0)
emotion
12/04/2021 في 2:31 م[3] رابط التعليق
حافظ على دعاء “ اللهم اجعلني مباركاً أينما كنت ”
“فإن استجابها الله لك أفدت مجتمعا ونهضت بأمة وبوركت وقتاً وعمراً وجهداً “.
((سلمت أنامل خطت هذا المقال الرائع))
(0)
(0)
العنود حسن
13/04/2021 في 4:14 ص[3] رابط التعليق
جعلك الله مباركة أينما كنتِ
(0)
(0)
هند العيد
13/04/2021 في 4:32 ص[3] رابط التعليق
كلام جميييل
اللهم ارزقنا الإخلاص في العمل واجعلنا قدوة ابناتنا وطالباتنا اللهم اجعلني مباركاً أينما كنت
أسعد المولى أ. فاطمه مقال راقي شكلاً ومضموناً
(0)
(0)
وداد الجباري
13/04/2021 في 4:42 ص[3] رابط التعليق
اسال الله ان يبارك لك في كتاباتك فخورين فيك وموضوعاتك جميله وتلامس القلب لك مني جزيل الشكر
(0)
(0)
يا ربّ رضاك والجنه
13/04/2021 في 4:45 ص[3] رابط التعليق
قلم راقي عزيزتي لقد أبدعت
(0)
(0)
فيروز العتيبي
13/04/2021 في 6:07 ص[3] رابط التعليق
الله يجعلك مباركه إينما كنت اسلوب رائع وسرد قصصي جميل مااحوجنا لمثل تلك المعلمه في حياتنا ولبناتنا الى الامام استاذتنا الرائعه فاطمه الجباري ❣️❣️
(0)
(0)
حصة
13/04/2021 في 9:25 ص[3] رابط التعليق
👌🏻جميل “اللهم اجعلنا مباركين اينما كنا وسخر لنا ولذريتنا خير خلقك ،،،
(0)
(0)
نوره الزهراني
13/04/2021 في 11:27 ص[3] رابط التعليق
فعلا دور المعلمة كبير واكاد اجزم ان لها اثر اكبر من اثر الام ان احسنت استخدامه قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
كم ندمت على ترك التدريس لكن سأعود اليه قريبا فوالذي نفسي بيده كانت اجمل ايام العمر واجمل الحصاد
اثرت كلماتك ياصديقتي واججت مشاعري
(0)
(0)
سالم الزلابية
13/04/2021 في 2:48 م[3] رابط التعليق
ماشاءالله تبارك الرحمن
اللهم ارزقنا وياكم الأخلاص في القول والعمل
ماشاء الله تبارك الرحمن على قلمك
حفظكم الله و سلمت يداكي و دام حبر قلمك يتجول فوق اوراقك لينثر علينا حروف و كلمات و عبارت طيبة تحيي فينا روح قلوبنا
يحفظكم الله في حفظه
(0)
(0)
غلاوي
14/04/2021 في 5:27 ص[3] رابط التعليق
بصراحه مواضيعك استاذه فاطمه رائعه ومفيده وفعلا كلامك صحيح بعض المعلمات مؤثره حتى على الامهات وخاصه عندما اصبحت الدراسة عن بعد واصبحت الامهات تحضر مع الطالبات وتستمتع بالمفيد
الله اجعلنا مباركين
(0)
(0)
هدى خليل الطويلعي
14/04/2021 في 6:33 ص[3] رابط التعليق
كما تعودت منك دررر تتناثر بين السطور بارك الله بقلم كا قلمك.. وسلمتي روحا معطاء…فمزيد من التالق والحضور البهيئ
(0)
(0)
زينب عقلان
15/04/2021 في 2:43 ص[3] رابط التعليق
رائعه كما عهدتك
(0)
(0)
جمعان عبدالقادر
18/04/2021 في 1:50 ص[3] رابط التعليق
بوركت كاتبتنا الرائعة أ. فاطمة.
صدقتِ …
أيما عمل لم تحل فيه البركة هو عمل نفعه قليل جدا ولو كثرت الناتج.
ورُبّ عمل ناتجه قليل إلا أن نفعه عظيم إذا حلّت فيه البركة.
أسأل الله أن يجعلنا وجميع المسلمين مباركين أينما كنا.
(0)
(0)
الحازمي
19/04/2021 في 2:17 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله
(قالت لي ذات يوم: أمي لو أنني خلقت في هذه الحياة بلا أم كيف ستكون حياتي؟..
أحمد الله كل يوم على نعمة وجودك في حياتي..)
المعلمون والمعلمات يصنعون المعجزات بأمر الله ومن ذكرت خير دليل فقد ابدعتْ .. كل ما تختاري وتكتبي مميز يا استاذة وفقك الله
(0)
(1)