من محاسن الصدف وكورونا أن أعادت علاقتي بالشاب الصحفي المتميز الذي أصبح مجموعة استشاريين في شخصه وعلمه الدكتور مشبب بن علي العسيري .
كنت أتابعه في تويتر وحينما قررت أخذ الجرعات التطعيمية لجأت له – بعد الله- وسألته بعد أن ذكرت له معاناتي الصحية فنصحني بسرعة أخذ الجرعات التطعيمية بدون تردد متوكلا على الله، واتضح أنه كان يدير الاستشاريين الذين أشرفوا على علاجي في مدينة الأمير سلطان -رحمه الله-.
شكرا لهذه الجائحة بأن أعادت علاقتي بهذا الإنسان المتميز منذ الصغر ماشاء الله عليه تبارك الله لاقوة إلا بالله .
سيرته عطرة مثيرة سأتطرق لها في ذكرياتي الصحفية التي أسجلها كتابة في الحاسوب الآن على مهل، الدكتور مشببب كان من زملائي القدامى في المسائية عام 1402 - 1403 للهجرة، وكان يعد الكلمات المتقاطعة للمسائية وهي عمل ذكاء صعب على طالب في الثانوية لكنه كان موهوبا، وقد قلت ذلك عنه أيامها للزملاء الذين كانوا معنا في المسائية، تلك الصحيفة التي لي معها ذكريات لاتنسى، وهي أكثر إثارة لما اعتراها من لبس في حينها وبعدي ثم وحتى إلى أن توقفت عن الصدور ، ونكران للجميل وماقدمته لها ولهم سابقا ولاحقا، حتى الصغار أيامها الذين كانوا يترجونني لنشر الخبر الذي يأتي عن طريقهم، ولايعرفون كيفية صياغته ومن كان منهم أيضا تحت إدارتي أضحوا اليوم ينكرون أو يتجاهلون دوري معهم وزمالتي لهم ومن أسديت لهم خدمة صحفية واجتماعية وزمالة رفعتهم، وهذا أمر يعود لسوءهم إلا نخبة منهم من الرعيل الأول ومنهم الدكتور مشبب الذي ذكرني بالخير خلال محادثتي إياه وزملاء من الجيل الحالي لن أذكرهم هنا .
الكبير كبير ليس في مركزه ولكن في علمه ووفاءه ونبله، وهو ماوجدت عليه الدكتور مشبب بن علي العسيري الصحفي القديم ذو الاختصاصات العلمية الثلاثة في التخصصات الطبية النادرة الآن..
فعلا كلما كبر مقام الإنسان السوي كلما ارتقت أخلاقه وطيبته وهو ديدن الدكتور مشبب .
الدكتور مشبب العسيري
الإعلامي
الإعلام صفة أو تصنيف عام لكل وسيلة تحمل معلومة بخلاف الكتاب، وتقدم للناس بشكل يومي أو آنيّ وهناك في هذا الإطار تصنيف داخلي لكل ما يدخل تحت هذه الصفة أو التصنيف أو التسمية فمثلا :
الصحافي .. الصحافة الورقية سابقا والإلكترونية حاليا وهو سابقا الأكثر، حضورا وبروزا حيث كانت مادته مشاهدة وملموسة وثابتة.
المذيع .. إذاعة في البداية ثم التلفزيون لاحقا والفرق بينهما الصورة، ففي السابق إعلام بالأذن ولاحقا بالأذن والعين .
ويدخل تحت هاذين المسميين مسميات كثيرة بعضها فني متطور والبعض الآخر موظف كلاسيكي مثل المعد والمخرج وفني الصوت والمكياج والديكور وحتى الإضاءة، هذا للإذاعة والتلفزيون إلى جانب مسميات أخرى كثيرة ليس مهما ذكرها هنا .
وفي الصحافة هناك المخرج والكاتب والمصحح والصفيف ..الخ .
إذن الإعلام تصنيفه وتشخيصه واضح معلوم وغير مجهول .
إذن من أين جائت كلمة إعلامي التي أضحت على كل لسان ولكل إنسان وهي ليست في حقيقة الإعلام الذي نعرفه وليس لها صلة أو علاقة أو نسب بالإعلام ..
بعد انشطار الكون التقني الذي كان من نتيجته التطور التقني المذهل والتصاقه بالإنسان وحياته اليومية، وأصبح الإنسان يدور في فلك هذا التطور ولا يستطيع الانفكاك منه، وأصبح يظهر فيه ومن خلاله على الناس في كل لحظة بسبب وبدون سبب بحقيقة دامغة أو كذبة سامجة، أصبح مايقوله الناس عبر هذه الوسائل أشبه بالمعلومة حتى لو كانت سلبية لكنها تحمل هذا الاسم ، وبعد تعدد الوسائل وكثافتها ظهر فيها ناس من العامة غير المتخصصين ويمكن القول بصدق إنهم غير مؤهلين للعمل الصحافي أو الإذاعي أو التلفازي ( شعبيين ) بمعنى الكلمةـ ، لكنهم في فلك المعلومة ووسائل التواصل يدورون لهذا قالوا عن أنفسهم إعلاميين، وهم أبعد مايكونوا عن الإعلام بل هم أميّون وليسوا إعلاميون، وهذه هي الحقيقة الغائبة التي لم يقلها الناس لأن طوفان المعلومة ووسائل التواصل أكبر وأكثر من الاستيعاب العقلي للناس، ولهذا فالذين يقال عنهم إعلاميون اليوم ليس فيهم إعلامي وإلا كيف يتساوى صحفي ورقي متمرس في الصحافة أو مذيع نابغ في الإذاعة أو التلفاز مع عاميّ يمسك فقط بالجوال ويتحدث بهمجية وعمومية عامة، إنه عاميّ لايتعدى دوره رسالة واتس أب أو تغريدة في تويتر أو كلمة شعبية مع شخصية شعبية عامة مثله في مكان عام ..
لقد اختلط الحابل بالنابل وبعد مغادرة الصحافة الورقية للساحة الإعلامية أو تكاد وهي الأصل فلم يعد هناك إعلام وإعلامي ، وإنما تعمية وتعويم وكلمات عمومية ليس إلا.
بانتهاء الصحافة الورقية كمهنة انتهى المعنى الصحيح لما كان يعرف بالصحفي، وصار هناك كوكتيل من البشر تمارس دور النشر غثا وسمينا من الشاشة التلفازية الى شاشة الجوال، انتهت المهنية الصحفية الورقية وهي المعنى الأدق للصحافة والمعيار الحقيقي لها وبقي الخوض في الأسماء والمسميات المتواضعة التي يمكن تسميتها بوسائل ترويج ونقل وتناقل المعلومات، وليس الإعلام حتى الرقمي الذي لم يبلغ الفطام بعد ليس له شخصية على الإطلاق حتى الآن، ولكنه مثله مثل الواتس أب أو أي وسيلة اتصال أخرى،
الإعلام هو الصحافة الورقية وقد انتهى الورق وإعلامه أما الشاشة فقد طغى عليها الجوال بالسرعة وحتى في الألوان لكن بقيت أهميتها في الصورة بتوسع فقط ، فارحمونا من التكرار السامج لكلمة الإعلامي لكل من هب ودب بالتقنية.
الإنسان
الإنسان مخلوق عظيم وقد أكرمه الله ومنحه القيمة التي لاتعادلها قيمة{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }وهي القيمة المشتركة لبني البشر، لكن هناك تمايز بين هؤلاء البشر بعد أن أحسن الله خلقهم وهذا التمايز يتجلى في الآتي :
قيمة ومكانة دينية .
قيمة ومكانة حياتية .
قيمة ومكانة مادية .
قيمة ومكانة فكرية .
قيمة ومكانة علمية .
قيمة ومكانة اجتماعية .
قيمة ومكانة إنسانية .
قيمة ومكانة وظيفية .
هذه قيم لم يجمعها أو لم تجتمع في مخلوق من قبل وبالتالي فلن تجتمع كما أعتقد بعد الآن في أحد لأنها تعني الكمال والكمال لله وحده .
تغريده : بمناسبة الشهر الكريم .. شهركم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير وعافية، وتقبل الله منا ومنكم وأجزل لنا جميعا المثوبة.
تويتر: @mohammed_kedem
أ . محمد بن علي آل كدم القحطاني