المتقاعدون والمتقاعدات فئة غالية خدموا الوطن و ضحوا بما يملكون من قدرات فكرية وعملية وشاركوا في بناء نهضة الوطن من جميع النواحي فلهم منا التقدير والاحترام ولعل ماسمعناه وشاهدناه من تصريحات وأحاديث التي أثرت ضجة كبيرة في نفوس الكثير من المتقاعدين والمتقاعدات وكانت تصريحات غير موفقة، وأن المتقاعدين والمتقاعدات لهم دور فعّال في المجتمع والدولة بعد التقاعد فهم يشاركون من جديد في نهضة الوطن وبنا صروح العلم ومنارات التقدم ويتركون بصمة جميلة، وهم بذلك ينطلقون من قاعدة كبيرة لما يملكونه من خبرات هائلة ومتراكمة أثناء عملهم قبل التقاعد فهم ثروة من ثروات الوطن في أفكارهم وأعمالهم وإنتاجهم.
يتمتعون بعقول ناضجة مقرونة بالخبرات الكبيرة التي تساعدهم بما هو مطلوب منهم، نحن نرى إن معظم الدول المتقدمة يستفيدون من المتقاعدين في كافة المجالات وخاصة في مجال الاستشارات والتخصصات التي كانوا مبدعين فيها قبل التقاعد.
وأود بهذه المناسبة أقول للأخوان المتقاعدين والأخوات المتقاعدات ليس من السهل أن تجلسوا على الرف مباشرة دون حراك والابتعاد عن الشعور بعدم النفع وانتهاء حاجة المجتمع والدولة منكم لا بد أن تنطلقوا من مفاهيم ومشاعر إيجابية أن لديكم الخبرة والقوة والفاعلية فمن الصعب أن يمكث المتقاعد في بيته بقية حياته دون انتاج أو عطاء لأنه تعود على ذلك فأصبح كالسمكة التي لا تستطيع العيش دون الماء، ولعلها فرصة كبيرة للذين تركوا العمل واصبحوا يستطعون أن يختاروا أي عمل يناسب قدراتهم ومهاراتهم فيجب أن يشمّروا عن سواعدهم ويبنون حياة جديدة ويكونوا شركاء فاعلين في المجتمع مستغلين ما يملكونه من خبرات ومهارات و قدرات وإمكانيات.
وأود أن أحدثكم بلسان حالي باعتباري من فئة المتقاعدين الذين شاركوا في أعمال كثيرة بعد التقاعد وخاصة الأعمال التطوعية فأعتبر نفسي مثالًا حيًا مستمرًا في البذل والعطاء إلى آخر رمق من حياتي، حيث عملت مديرًا متطوعًا للجمعية الوطنيه للمتقاعدين بمنطقة الرياض بالإضافه إلى المشاركة في العديد من الجمعيات الأخرى التطوعية، وأعمل حالياً في الجمعية التعاونية للإسكان بمنطقة الرياض كنائب لرئيس الجمعية بالإضافة الى ما قمت به من أعمال خاصة بي كإنشاء مركزًا للتدريب والتطوير الإداري والاستشارات الإدرية والتوظيف والترجمه والمشاركات الاجتماعية والإعلامية من خلال المقابلات والكتابات في الصحف.
إن المشاركات في العديد من المجالات المناسبة تقضي على الظواهر السلبية وتستبدل بالظواهر الإيجابية وتجعل الإنسان يستمر في العطاء لوطنه و مجتمعه بكل حب ويبتعد عن الإنزواء على نفسه حتى لا يموت مؤتًا بطيئًا وهو بذلك يلغي كلمة الإنسحاب والركود من قاموس حياته ويحقق مبداء اللحمة الوطنية والمشاركة في المسؤلية الاجتماعية.
في الختام هناك فئة كبيرة من المتقاعدين القدمى الذي رواتبهم متدنية جدًا يلتمسون ويرجون من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بتحسين أوضاعهم المادية، ووفق الله قيادتنا الحكيمة لقيادة وطن المعطاء نحو العزة والمجد.
الدكتور/ محمد مسعود القحطاني
الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي