اختطفوه طفلًا، أصابوه بالشلل ثم قتلوه!.
وضعتُ نفسي محل والد الطفل المغدور (14سنة) ابن الحديدة اليمنية الذي عذبه المجوسي الإرهابي عبد الملك الحوثي لمدة ثلاث أعوام في أسوء السجون على وجه الأرض حتى أصابه الشلل! ثم أعدمه رميًا بالرصاص في حشد جماهيري حوثي إرهابي يرقص ويصرخ بشعارات الحرس الثوري الخميني الإرهابي بكل دناءة خلال عملية الإعدام.
أغمضت عيناي وتقمصت كل تفاصيل المأساة ومشاهدها وآلامها مُنذ لحظة اعتقاله مرورًا بسنوات التعذيب الطويل لطفلي “عبد العزيز” وصولًا إلى مشهد إعدامه الرهيب وهو المريض المنهار، مُحطم القلب والنفس، شاخص البصر وهو يُقاد للموت في آخر لحظات عمره القصير.
ياللهول! ياللفاجعة! يا للألم. ياللحسرة!، لم أتمالك نفسي ومشاعري المكلومة وضعفي كأب، توقف تفكيري، انهارت قواي، قلَّت حيلتي، تجمّد الدمع بعيني، تيبست أطرافي، جفّ لساني، تفطرت كبدي، فقدت التركيز والنطق بأي شيء.. لما لا وأنا أرى جسد “عبدالعزيز” المنهار ووجهه الشاحب بينما الجلاد الحوثي يسوقه بعنف من الخلف وهو العاجز عن المشي إلى موقع الإعدام بصنعاء بعد أن جعله يشاهد بعينيه ثمانية رجال مظلومين يتم إعدامهم أمامه بلحظات ثم يُطرح أرضًا على وجهه وهو يستغيث ويتألم قبل إطلاق وابل الرصاص على راسه وجسده المُتعب النحيل!.
ماهذا؟!. وهل يتحمل عبدالعزيز كل هذا؟! أيها العالم ألكم قلوب؟ ألكم ضمائر؟ هل أنتم بشر؟ هل لكم أبناء في عمر ابني عبدالعزيز؟ هل رأيتم مشهد إعدامه؟ هل تابعتم نظراته وعيونه في اللحظات الأخيرة؟.
هل كان بإمكانكم منع إعدامه؟. أنتم عالم سيء ومتوحش وظالم، وأنتم لا ترحمون الطفولة ولا تشعرون بقلبي الذي سيتوقف بسببكم.
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أشكو إلى الله حزني وبثي وضعفي وألمي وقلة حيلتي، أشكو إلى ربي يأسي، فلن أرى بعد اليوم غير المشهد الأخير وصورة إعدام ابني عبد العزيز وهو الطفل البريء الضعيف المشلول المعذب. وكم مرة قتلوه قبل إعدامه؟!.
أيها العالم المتفرج الصامت ومنظماته، وأيتها المخلوقات في الغابات والبحار هل ترون الحوثي إنسان بهذا الفعل؟.
اللهم يا عظيم انتقم لعبدالعزيز، ولي ولوالدته ولعائلته ولأطفال العالم ممن اختطفوه وعذبوه ومن القاتل الحوثي الذي أمر بقتله ومن سيده المجرم خامنئي ومن مجلس الخوف بأعضائه الدائمين الظالمين. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ملاحظة: والله لقد أصابني الحزن والألم وأنا أتخيل الموقف وتفاصيل مراحل إعدام الطفل “عبدالعزيز الأسود” – رحمه الله- لكن هل يوازي حزن والده؟ كلا. هيهات.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية