العنوان لعملاء وصبيان ثورة إيران بالمنطقة العربية..
نحن أمام إيران الدولة والثورة والشك والجريمة والعدو المجاور، هذه حقائق ثابتة وشر لابد من التعامل معه بما يتناسب وكل مرحلة كما فعل العربي بالجزيرة العربية عبر التاريخ الطويل. صحيح أن حسن الجوار والتعاون بمصداقية بين الرياض وطهران هو الوضع الطبيعي المفترض لكنه تأخر كثيراً لأسباب جميعها صُنعت في قم وطهران، ومع ذلك، لا شك أن العلاقات الثنائية ستعود بأي وقت، لكن على أُسس مختلفة قاعدتها المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول وعدم التدخل بأي شأن داخلي وعلى مبدأ تراجع طهران عن استراتيجية التمدد بالملشنة الثورية خارج الحدود، وهذا التراجع إن حدث فسيعود بالنفع على إيران قبل غيرها وستنهض تنموياً وسيساعدها الجميع وفي المقدمة السعودية في مجالات التنمية والتعليم والصحة والثقافة والسياحة والزراعة والتجارة، لأن إيران متهالكة كمنظومة مدنية من الداخل.
لكن المشكلة أن الكثير في ثورة إيران تعودوا على المهادنات وحسن النوايا من دول الجوار وخاصة المملكة. ومع أن جميع الأحداث بالمنطقة تثبت أن ثورة إيران عدو حاقد يريد قتل العرب أو استعبادهم وعليهم فقط إختيار إحدى الحالتين، إلاَّ أن الوضع تغير بعكس ما تريد الثورة، ومن الرياض تحديداً جاء تغيير المعادلة ولم يعد هناك أي مجال للمهادنة فإما صداقة واقعية مثمرة للجانبين وإما عداوة معلنة.
لم يعد خافياً على أحد أن كل ما حشدت له إيران وقتلت وخرّبت منذ ٤٣ عاما بالدول العربية ليس هو الهدف النهائي للثورة، وإنما الهدف الإستراتيجي كان ولايزال تخريب السعودية واستهداف قيادتها ووحدتها وثرواتها وتمزيق شعبها، وهذا ضرب من الخيال ووهم تاريخي يتكرر ويفشل، وحتى أطفال السعودية يفهمون ذلك جيداً وقد قرأوه بفهم عميق، ولن يسمحوا به على أرض مملكتهم، ولن يسمحوا بتغيير نظامهم السياسي أو دينهم الإسلامي، ولن يتركوا أي عابث فارسي حاقد يخرب مثوى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أو ينبش مقابر اجدادهم الصحابة، وسيذهب السعوديون إن اضطروا لطهران لإيصال رسالتهم هذه بوضوح وإثبات أن وهم الثأر من التاريخ والعرب ليس وراءه طائل. وأتمنى قدوم وسيلة إعلامية عنصرية طائفية إيرانية للمملكة لتقابل من تشاء من الشباب والأطفال بشوارع ومدارس المدن الكبيرة والقُرى النائية لترى وتسمع منهم كيف يرون ويفهمون الثورة الخمينية ومدى معرفتهم بمخططاتها، وتنقل كلامهم على الهواء مباشرةً للشعوب الإيرانية. صدقاً أتمنى دعوتهم والسماح لهم على هذا الأساس لتسمع شعوب إيران المحرومة من معرفة ماهي حقيقة الثورة بدول الجوار ، وماهي انطباعات الشعوب العربية المجاورة حيال ثورة إيران.
على الحرس الثوري وقائده المرشد خامنئي، تذكر أن السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وفي مرحلة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا يوجد هناك أي مجال للمهادنة بلا ثقة وبلا أفعال توازي الأقوال ولا مجال للإستمرار بترميم العلاقات مرحلياً كالعادة وإنما التصحيح الكامل لمساراتها، ولكل شيء ثمن ومتطلبات، وهي بالنسبة لإيران في متناول اليد متى ما استجابت لنداءات ملايين العرب والمسلمين والعالم الذين يناشدونها الإلتزام بحسن الجوار واحترام الشعوب وصرف المداخيل والثروات لبناء إيران المنهارة وليس لبناء جيوش طائفية داخل الدول العربية لتحقيق مكاسب قومية إنتقاماً من التاريخ وعلى حساب الغير من خلال تصدير أيدلوجيات لم تعد ذات قيمة في مفهوم أجيال هذا العصر وخاصةً بعد تكشف الأبعاد الخطيرة للثورة الخمينية وأهداف من جاء بها على كرسي الشاه. عليهم فهم أن الشعوب العربية المجاورة التي تعتز بهويتها ومبادئها وحريتها ترفض بالمطلق إستقبال فكر الثورة أو دينها أو ثقافتها.
والسؤال المفتوح للعملاء والولائيين لثورة إيران من الطائفيين والمرتزقة المحسوبين على العرب، لماذا تتجاهلون أن العلاقات بين أي دولتين لا يحكمها غير المصالح؟، وهل فاتكم أن لكل ثورة وحرب نهاية، لماذا لا تفكرون أن الثورة ستصل إلى قناعة بأنه لا طائل من تغذية الحرائق والفتن وتثوير الجهلة والجوعى والفقراء خارج حدودها لمكاسب سياسية. غداً ماهو موقفكم بشوارع بعض الدول العربية حينما تقوم علاقات جيدة بين جميع دول المنطقة لتحقيق المصالح وليس من أجل عمالتكم لإيران.، هل تتغافلون أن إيران وتركيا بدأتا تغيران من مواقفهما دون أخذ إذن منكم أو حتى مراعاة لمصالحكم وماقد يصيبكم، وإنما لمصالح تلك الدول وليس لكم بالنهاية أي قيمة . ماذا ستجني أيها المطية الغبي الولائي لإيران ببعض العواصم العربية حينما تشطب إيران بند دعم الميليشيات التابعة لها أو تغير سياستها وتهتم بداخلها فقط وتقطع جميع حبال الوصل مع من كانت ترتبط بهم وفي مقدمتهم الذين اهتموا بثورة أجنبية أكثر من اهتمامهم بأوطانهم وعوائلهم؟.
ماهو موقف البعض في الدول العربية شيعة وسنة وعرقيات مختلفة حينما ترفع إيران وجميع دول المنطقة أعلامها على سفاراتها في إسرائيل؟.. نعم إيران ستفعل ذلك وستقيم علاقات علنية مع تل أبيب وستعيد فتح السفارة بطهران وتذكروا هذا الكلام وسنرى ذلك عاجلاً أم آجلاً.. وهل سيبقى نظام الثورة بالملالي يحكم إيران؟! إلى متى؟ وكيف وضعهم الآن.؟.
أهلًا بإيران. أي إيران؟.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية