لأول مرة ياسمو الأمير تستخدم هذه المفردة العرفية القبلية في الجانب السلمي المضيء، لأول مرة تستخدم كلمة مقروع مع الحرف والقلم بدلاً من البندق والخنجر والمشعاب، لأول مرة تستخدم رافداً للسلم المجتمعي بعد أن كانت عقبة كأداء في تحقيقه اليوم نستخدمها مجازاً ياسمو الأمير ونقرعكم باسم محبي الخير ومحبي الإنسانية ومحبي هذا البلد الطاهر وشرعه ونظامه ورجال أمنه بأن لا تتراجعوا عن قراركم بمنع الجيرة في منطقة عسير.
ياسمو الأمير :
بقاء الجيرة يعني بأن الدولة غير قادرة على حماية قبيلة من قبيلة أخرى وأن الجيرة القبلية قادرة على ذلك، بقاء الجيرة يعني أن القارع يضرب له ألف حساب بينما لا قيمة لرجل الأمن، بقاء الجيرة يعني بأن لا قيمة للشرع ولأحكامه وأن القول الفصل هنا للعرف القبلي ولما يحكم به عوارف القبيلة ومقاطع حقوقها.
سمو الأمير:
عندما تدخل قبيلة في وجه قبيلة أخرى تقوم القبيلة المُجَوِّرَة بإعلان حالة الطواريء بين أفراد قبيلتها وكل منهم يتمنطق بسلاحه ويتجهون جماعات وأفرادا إلى القبيلة المعتدية لقرعهم "وقفهم" عند حدهم في منظر بدائي مثير وكأن الدولة لا وجود لها، وكثيرًا ما تخرق الجيرة "يسهج الوجه" وينتج عن ذلك مايعرف في العرف باسم الغضب فتتحول الأمور من السيء إلى الأسوأ فقد حل سواد الوجه بالقبيلة المجورة ولابد من الدم الأحمر ليعيد بياض الوجه، كل ذلك وهذا السيناريو بكل تفاصيله وبكل حذافيره يدور أمام أعين رؤساء المراكز والشرط.
سمو الأمير:
مالذي يجعل بعض قبائل منطقة عسير يختلفون عن بقية قبائل المملكة حتى يصرون على التمسك بالجيرة وبعض العادات غير الحميدة؟
لقد تخلصت معظم قبائل المملكة من الجيرة بمفهومها الشامل الكبير ولم يختل كيانها ولم يتناحر أفرادها كما يزعم من يريد بقاء الجيرة، بل العكس من ذلك فقد برهنوا على أنهم مع النظام والأمن وتبرأوا من العشوائية والتخلف الجاهلي.
سمو الأمير:
لولا الجيرة القبلية لما تجرأ أحد على ضرب مسالم معفى ولولاها لما دفعت الملايين في قضاياً حكمها الشرعي بالآلاف ولولاها لانقطعت العمولات عن سماسرة الإصلاح وشيوخ المادة، والأهم من ذلك بأن الجيرة تقلب الحق باطلاً فما أن يتجور أحدهم أصبح لزاماً عليه الصلح القبلي حتى وإن كان دون شرفه أو ماله فالمتجور في نظر الأحكام القبلية الحديثة هو المخطئ.
سمو الأمير:
كانت الجيرة القبلية العرفية نظام رادع قوي قبل توحيد هذه البلاد وفي أزمنة غاب فيها السلطان والأمن والأمان، وأما وقد أنعم الله علينا بدولة وشرع وولاة أمر ورجال أمن فمن غير المنطق وجود قوّتين متضادتين، إحداهما قوة خارجة عن القانون متكئة على سند قبلي وعرف جاهلي .
سمو الأمير:
في عاداتنا وسلمنا القبلي الكثير الكثير من الجوانب المضيئة والأمور الحميدة ومع الأسف أهملت وتركت وأبقي على السيء منها مثل الجيرة والقبالة والتحاكم عند مقاطع الحقوق وغيرها .
سمو الأمير:
لقد كان لكلماتك الأخيرة عن الجيرة وقع كبير وصدى أكبر وقبول واسع، بل غيّر الكثير من آرائهم وانتقلوا من التأييد لها إلى تأييد توجهاتكم وهذا مصداق لقول عثمان بن عفان : "إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن"، وهنا يقول ابن باز في معناه: "يمنع بالسلطان من اقتراف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن، لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن ومناهي القرآن، بل يُقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان ارتدع وخاف من العقوبة السلطانية، فالله يزع بالسلطان يعني: عقوبات السلطان يزع بها بعض المجرمين أكثر مما يزعهم بالقرآن، لضعف إيمانهم وقلة خوفهم من الله"
خاتمة:
لماذا يا مؤيد الجيرة القبلية تتسامح من غريمك إذا كان من قبيلة بعيدة وربما في نفس اليوم وبدون جيره بينما تتمسك بالجيرة وتتفاخر بالقرعيّة إذا كانا طرفا القضية من نفس القبيلة أو من فروع القبيلة الأم ؟ أليس في هذا الأمر غموض وتنافر وعدم عقلانية؟ أليس أبناء العمومة والقرابة أولى بالتسامح والصفح وعدم جرهم إلى عادات بائدة؟
التعليقات 13
13 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ا
28/12/2021 في 6:07 م[3] رابط التعليق
كلام كبير وسليم
(0)
(0)
سعيد بن سعد بن عمر
28/12/2021 في 6:31 م[3] رابط التعليق
كلامك جميل يالعبيدي وهرجك زين
على صفحة أهل الرأي شفنا لكم موضوع
عداك الملام اليوم ومنك الوفا ياحسين
ومن يعترض لحسين في كلمته مقروع
# سعيد بن سعد بن عمر
(0)
(0)
حسين عوض ال سلطان
28/12/2021 في 6:52 م[3] رابط التعليق
كلام سليم
شكراً للكاتب على هذه الاسطر والفكر المنير
اعان الله سمو الامير على ذلك وقواهم الله
ونرجوا من شيوخ ونواب القبائل الالتزام بتوجيهات الامارة والتعاون فيما بينهم لخدمة مجتمعهم وتفادياً لما يحصل من اصلاح غير مبررة تؤثر على المجتمع المحيط بهم
(0)
(0)
محب الخير
28/12/2021 في 7:27 م[3] رابط التعليق
سمو امير منطقة عسير يسعى لكل ما يخدم المنطقه وموضوع الجيره محل اهتمامه فجزاه الله عنا خير الجزاء
(0)
(0)
محسن آل إدريس
28/12/2021 في 9:21 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك يابو علي على هذا التوضيح الشافي الكافي ، وكذلك نشكر سمو أمير منطقة عسير على هذا القرار الموفق ونأمل من أفراد وأعيان ومشائخ القبائل ونوابها التفاعل مع هذا القرار وتنفيذه من الجميع وبذلك تتحقق مصلحة الدين والدنيا.
(0)
(0)
علي ال قطيش
28/12/2021 في 9:33 م[3] رابط التعليق
ارجوا واطلب من الامير المحبوب الامير تركي بن طلال ان يوضع شروط وضوابط وغرامات رادعة لمن يقوم بعملية الثار او الاعتداء على اسرة المعتدي واظهارها لناس وتبليغ المشايخ والنواب قبل اقرار هذا القرار وتنفيذه
(0)
(0)
ناصر الدريس
28/12/2021 في 10:18 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
التوفيق والسداد رزق من الله..
ومن رزقه الله ذلك.. كان موفقا مسددا، يجد طيب حياته وأنفاسه في كل لحظة وموقف..
ويشعر بالرضا عن نفسه وفكرته، فلا يستطيع احد ان يغير قناعته، او يلبسها عليها..
فيتحقق فيه صفة القيادة والتأثير.. والتغيير..
ابا ياسر..
رزقك الله من رزقه العظيم في دينك وخلقك وفكرك..
وجعلك مباركا نافعا، في اهلك ومجتمعك ووطنك وامتك..
(0)
(1)
ابو عدي
28/12/2021 في 10:39 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجه هذا الرجل على هذا المقال التاريخي.
(0)
(1)
فهد العبيدي
29/12/2021 في 4:43 ص[3] رابط التعليق
الله يجزاك خير يا حسين الفهري كلامك كله وافي وفي الصميم وبااذن الله امر سمو امير عسير يمشي ولا فيه رجعه وكذالك ارجو من سمو سيدي الامير تركي يبعد الذين يحبون العاث واصلاح بين القبايل قصده اخذ اموال الناس دون حكم شرع وهم الذين حاطينهم في المحافضات لااصلاح ذات البين هم من يهدم المجتمع وينشبون بين القبايل
(0)
(1)
عوض سعيد القحطاني
29/12/2021 في 6:49 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخي الكاتب الجيره تعني مساعده الدوله علا حفظ المن وحقن الداما وحمايه غير المذنب والجيره نوع من انواع حفظ الأمن والجيره تدخل ظمن القوانين والاعراف الدوليه ومعمول بها إلى يومنا هذا اتمنى ان تفهم ماهي الجيره ومامدى أهميتها في حقن الدماء واستتباب الأمن وحفظ السلم
(2)
(2)
محمدبن مبارك بن جربوع القحطاني
29/12/2021 في 11:20 ص[3] رابط التعليق
سددكم الله
وهذا من اعظم واحسن ماقرأت في الردع والرد على مناصري الجيرة الجاهلية
اختصار ولكن مثل الذهب الخالص
(0)
(1)
عبدالله الحارثي العبيدي
29/12/2021 في 11:23 ص[3] رابط التعليق
كتاب الشيخ سعيدبن وهف رحمه الله وضح خطورة هذه العادة في الشرع وفي الواقع
فرحمه الله
(0)
(1)
Hasan Alhobabi
30/12/2021 في 6:34 م[3] رابط التعليق
عندما تدخل قبيلة في وجه قبيلة أخرى تقوم القبيلة المُجَوِّرَة بإعلان حالة الطواريء بين أفراد قبيلتها وكل منهم يتمنطق بسلاحه ويتجهون جماعات وأفرادا إلى القبيلة المعتدية لقرعهم “وقفهم” عند حدهم في منظر بدائي مثير وكأن الدولة لا وجود لها، وكثيرًا ما تخرق الجيرة “يسهج الوجه” وينتج عن ذلك مايعرف في العرف باسم الغضب فتتحول الأمور من السيء إلى الأسوأ فقد حل سواد الوجه بالقبيلة المجورة ولابد من الدم الأحمر ليعيد بياض الوجه، كل ذلك وهذا السيناريو بكل تفاصيله وبكل حذافيره يدور أمام أعين رؤساء المراكز والشرط.
هذا لب الموضوع واصله والزبدة
(0)
(1)